04-01-2019, 05:04 AM
|
|
|
|
يبتليك لأنه يحبك !!!!!!
نحن في هذه الدنيا ضيوفٌ عليها، وسَرعان ما سنغادرها إلى مكان أجمل وأنقى، وخلال رحلتنا هذه نتعرض لكثيرٍ من المحن والابتلاءات، والسعيد مَنْ يرضى بما قسمه الله له، وأنه سبحانه إنما ابتلاه؛ لأنه يحبه، ليختبر إيمانه، ليرى مقدار صبره وقوة تحمُّله؛ كما قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].
المسلم بصبره وشُكْره لله تعالى، وحُسْن تصرُّفه ساعة البلاء، سيَحيا حياةً طيبة؛ لأنه يدرك أن كل محنة وراءها منحة ربانية، وأن ما هو فيه ليس إلا تمحيصًا لعُمق إيمانه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ, إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خيْرًا لَهُ)).
البلاء قد يأتي بأشكال مختلفة؛ فقد يكون على شكل ابنٍ عاق؛ كما في قصة الغلام في سورة الكهف، وقد يكون مرضًا يُداهم جسدَ الإنسان فجأةً؛ كما في قصة سيدنا أيوب عليه السلام، والذي ضرب لنا أروع الأمثلة في الصبر، وقد يكون فِقدانَ ابنٍ، أو قريب، أو صديق، أو خسارةَ مال، وغيرها من الابتلاءات.
قد نجد أناسًا يشكون دومًا إذا وقعوا في بلاءٍ ما، مع أنه من حُسْن الأدب مع الله في البلاء أن تتوقَّفَ عن الشكوى لكل عابر؛ لكيلا تُنقِصَ أجْرَ صبرِكَ، مقابل كلمات من المواساة يتفوَّهون بها، لن تسدَّ نَهمَ رُوحك أبدًا، فلا تيئس من كَرَمِه سبحانه ولُطفه؛ لأنه معكم أينما كنتم، تكفي هذه الآية لتُحلِّق برُوحك في سماء الطُّمأنينة، وهدوء النفس، وسكون الروح؛
يقول الإمام ابن الجوزي: الإيمان القوي يَبين أثرُه عند قوة البلاء، وكم من بليَّة نزَلت بمعظم القدر، فما زاده ذلك إلا تسليمًا ورضًا، فهناك يَبين معنى قوله تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119]، وهنا يظهر قدرُ قوة الإيمان لا في ركعات؛ صيد الخاطر (٢٦١).
علينا أن نُدرك أننا سنتعرض دومًا لهذه الابتلاءات التي ذكرناها، فالمؤمن مُبتلًى، وإذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه، وبمقدار تفهُّمنا لما نتعرَّض له، وثقتنا بالله تعالى أنه سيجلي هذا البلاء عنا، سيكون الأجر بإذن الله.
الله تعالى ابتلاك ليقربك، ليدنيك منه، ليخرج حب الدنيا من قلبك، ويزرع حب الآخرة لتشتاق إليها، وتسعى لها، وليستخرج عبودية الدعاء له سبحانه والالتجاء إليه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
من خلال ما سبق علينا أن نعلمَ أن الإنسان المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره، يستطيع التصرُّف وقت الابتلاء، ويجد فيه الخير الكثير؛ لأنه موقن أن الله تعالى يريد الخير لنا أكثر من أنفسنا، فيَشكره ويحمَده على ذلك، وأنه سبحانه سيضاعف له الأجر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
الجنة سلعة غالية، لن ندخلها بالدعة والراحة؛ بل علينا أن نفهمَ أن الرخاء تُصاحبه الشدة، ولن تَسعد بالنعيم الأبدي إلا بعد رحلة شقاء ونَصَبٍ مصحوبة بالصبر الجميل.
dfjgd; gHki dpf; !!!!!! Nlki dfjgd;
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ بشاير على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:21 AM
|