الحياةُ التي أهْدَيتها
أسراب الحمامِ
وأغصان المودة
والوفاء
شدَّتْ الوَثَاقَ
على قلبي
وألقتهُ في العراءِ .
أسلمني العراءُ للمنفى
فأقامني
بين الجمرِ والرمادِ
قائلا :
إن الحياةَ كتابٌ
فإقرأ كتابكَ
بين الحاءِ والباء .
قلتُ :
أكتابُ الحبِ هو ؟
أجابني :
بل حيرة وبلاء .
وكطائرٍ وحيدٍ
ذو جناح وحيدٍ
كان قلبي ينتفضُ
ماذنبُ حرفي
يأباهُ الكتابُ
يرجوهُ فلا يجاب ؟
فكي الوثَاقَ
ترفقا بأشواق
تتوكأُ على دفقة الحنينِ
بالأعماقِ
عطشى ليومِ التلاق
ودعيني أنتظر
حاضرةً
في أكِنَّةِ الغياب
فنارُ الجوانح تصطلي
بعدما هزمتني الصبابةُ
عند مفترق الأماني
والسراب .
والخِيامُ
التي في قلبي
للذكرياتِ
لم تزل تصدح
بأغاني الوداد :
ياناثر غيم الغيابِ
بلا حسابٍ
هاتِ طاولة َ الحضور
وإملأ كأسيها
بعذوبة الصهباء
ربما تتحققُ الأحلامُ
ويلتقي الأحبابُ .
وياحاضرةً
في أكِنةِ الغياب
عطرك لم يزل
في سمائي كالسحابِ
ياضحكةَ الوردِ
التي أشتهي
لكنها لم تزل
خلف السرابِ .
أبسِطِي راحتيكِ
لقلبي المشتاقِ
أنْ تُفْتَحُ له الأبواب .
فَدَيتُكِ
ياكوثريةِ الرِضاَبِ
ياشهقةَ الرُوحِ
حين تلامسِ الشفاهِ
والأنخابِ
بلا عتابٍ مني
ولا مِنْكِ غياب !!