بسم الله الرحمن الرحيم الحمدللهِ بارئ الخلق ومعيدهـُ وصلّى الله على خاتم المرسلين ورضيَ عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بـ احسانٍ الى يوم الدين . الكِرام آل تراتيل .. أسعد اللهُ مساؤكم بكُلّ خيرٍ وهناء .:
_______________________________
" بــُرهـــةٌ لا الزمان كُلـّه ! " مـدخل :
البرهه هي مُدةّ من الزمان كـ أن نقول دقيقةً من الساعة أي انّها جزءٌ من الكل . .. _______________ ..
قبل برهةٍ من الزمان كان شاباً يافعاً يمشي مشيَ الخيلاءِ لايبالي بـ اكبر معاقل الهموم في هذه الحياة,شاباً يميلُ إلى الضحكِ دائماً وليس في قلبه ذرّة إنشغالٍ بهذا الزمن بالرغم من عقلانيّته وحُسنَ تقديرهـ للأمور أيماّ تقدير .! سوى أنّه طالباً أراد للأيام أن تُسرع نـحو هدف التخرّج ولكن إلى أين ؟ كان يظّن أن الأيام جميعها أشباهـ أصدقائه وأن الظروف بأسرِها حنان والدته وأن الأجواء كُلّها حديثَ والدهـ,وأن المشاعر كلّها دافئةً كـ شعورَ حبيبته. حتى أشرقت شمساً جديدةٌ عليـه ولم يبقى ظِلاً كـ ظل وقتُ الأصيل في قريته حينما إنتهى من دراسته الجامعيّة بقيَ بلا عُذراً يعيشُ لأجلهِ في يومه . قدّر معنى أن تكون فرداً تشابهت أحداث يومه بين نومٍ ولهوٍ وحديث وأن للحياة عجلةٌ لاتقِفُ بـ إنتهاء مرحلةٍ لنا أبدا,حينها رأي الجميع لاينظرون لهُ كما سبق
وإنما أصبحت نظراتهم تطالبهُ بالنهوض والتقدّم لـ حياةٍ ومرحلةٍ أُخرى حينها تداركهُ الهمّ من جديد لـ يبحث عن هويةً له تُثبت أن في جوفهِ روحاً حيةً تُقاتل لـ أجلِ أن تناضل نحو هدفاً أسمى,بعد مسيرة تخطت الـ 15 عام في التعليم أدرك أن هناك حياةً أُخرى قد ينجح بها بإذن الله,ولكن صدمة الظروف جعلته يعيش شعور
التشتتّ كـ شجرةً تُريد النمو ولكن الخريف لم يرد ذلك . ________________________
" نــظرةٌ لـ جمــيلِ الورق " كان مُحباً لـ مُذكرّاته وأوراق دراسته ولديه إرشيفاً لايستهانُ به جمعهُ منذ اليوم الأول له في مقاعد التعليم,في كل نهاية عام ينظر لما كتبهُ ولما دوّنهُ مع أصدقائة,مُعجباً بـ ذاك الشعور الجميل تجاه إحتفاظهِ بـ تلك الأوراق التي تساوي في عينيه كنوز الدنيا . أخيراً وعندما إلتقى بـ موج الحياة الجديدة أدرك أن لحظة الفراق حانت وأن المرء عندما يطيل النظر في ماضيه فـإنه قد يغفل ويرتطم بـ جديد حاضرهـ ! كمن أطال النظر في صورٍ وهو يقود فـ هلك . عزّم على نسيان تلك الاوراق والصور والأشرطة التي كانت خيرَ مايسمر عليه في لياليه, ثم وضعها بـ غُرفةٍ سريّةٍ له وطوى الشراع مُرتحلاً لـ مدينةٍ أُخرى ويظنّهُ اللقاء الأخير لهما بطعم الماضي فـإن أُعيد اللقاء فمن يأتيهِ بـ حلاوتِه ؟ اكتفى بـ حملِ أصالة الشعور وحفظُ العهدِ مع من يُحب وبـالأخص تلك التي كانت
سنداً وعُضداً له في مُلمّات الحياة ومانالهُ منها إلّا الحُب والمسرّهـ تلك التي تراهُ مهموماً فـ تبتسم أولاً لـ تريهِ أن نصف الحل الإبتسامة .
أدركتُ اننا مهما نجحنا وتقدمنا إلّا أن الحياة سـ تطلب منّا أكثر كنتُ صغيراً فـ طُلب منّي فقط أن أُتقن همزة الألف ثم تعظمّت هذه الهمزة واصبحت قطعةً كاملة أنقلها من الكتاب ثم طمِع الأستاذ واصبح يريدني أن اكتب قطعةً تعبيرية من إنشائي وهكذا,أي إنّ فرحة النجاح من مرحلةٍ إلى مرحلة هي حلالُ علينا كـ حليب أُمهاتنا
ولكن يجب ألّا نقف على نجاحُ معيّن وان يكون طموحنا دائماً نحو الأمام والتقدّم لئّلا نرتطم بـ مستقبلاً لم نحسب له حساب .
فقط لـ نتوكّل على الله ولـ نفعل الصالحات والله خيـر حافظاً ومُدبّر .