10-10-2018, 09:05 AM
|
|
|
|
فوائد من آية: ولو ترى إذ وقفوا على النار
قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ
بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا
لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 28،27].
من فوائد الآيتين:
1- نلحَظ في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى ﴾ أنَّه سبحانه لم يقل: (لو تعلم)، وإنما اختار لفظ
﴿ ترى ﴾ للعين، وهذا من بلاغة القرآن، ودقَّته في انتقاء الألفاظ التي تُناسِب السياق، والمعنى:
فاعلَم علمًا يقينيًّا، وهذا العلم اليقيني يجب أن تثِقَ في صدقه كأنَّكَ رأيته رؤية العين، وفوق ذلك
أيضًا فإن عينك قد تَخدعُكَ، أو تكذب عليكَ، ولكن حين يُخبِركَ ربُّكَ - وهو أصدق القائلين -
لا يخدعك ولا يكذب عليك أبدًا، فالله سبحانه يُخْرِج هذا الأسلوب مَخْرَج اليقين.
2- قوله: ﴿ تَرَى ﴾ يَدُلُّنا على أن العلم المأخوذ من الله تعالى عن أمر غيبي
عليك أن تتلقَّاه بالقَبول أكثر من تلقِّيك لرأي العين [1].
3- الأسى والندم على ترك الإيمان بالله والتصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهم في إشفاقٍ
مما نزَل بهم من عقاب الله وأليم عذابه، على معاصيهم التي كانوا يُخفونها عن أعيُنِ الناس
ويسترونها عنهم، فأبداها الله منهم يوم القيامة، وأظهَرها على رؤوس الأشهاد
ففضَحهم بها، ثم جازاهم عليها[2].
4- قوله: ﴿ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ﴾ ليس باختيارهم هذا الوقوف
بل أوقفتهم الملائكة بأمر ربِّها سبحانه، إنه منظر مُخيف رهيب.
5- قولهم بالردِّ إلى الدنيا قولٌ أجوفُ، عارٍ عن الحقيقة، أمنيات جوفاء.
6- تصوير لحال المجرمين، وهم يُوقَفون على النار، وهم يُعاينون النار
التي حذَّرَهم منها رُسُلهم، إنَّه مَشْهَد عظيم، تتلاشى فيه الرغبات، وتتبخَّر
فيه الأمنيات؛ لأنها جاءت متأخِّرة في غير أوانها.
7- قولهم: ﴿ يَا لَيْتَنَا ﴾ تحسُّ في ياء النداء استغاثةً ونداءً غير متناهٍ
وكأنه يملأ أجواء المكان، لكن بلا جدوى.
8- على المسلم إذا أراد النجاة أن يجتنب ما نهى عنه الله، وما نهى عنه رسولُه صلى الله عليه وسلم.
9- خطورة العصيان لله سبحانه، وخطورة الوقوع فيما نهى عنه.
10- قوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ﴾ الآن هذا وقوف فقط، لا غير
لم يذوقوا شيئًا من عذاب أهل النار، وعذاب أهل النار أشكال وألوان وأهوال.
[1] من 1-2 مستفاد من تفسير الشعراوي 4 /2362، 6 /3621
10 /6114، 15 /9516 ، 19 /11817.
[2] جامع البيان في تفسير القرآن؛ لابن جرير الطبري 11 /321، موقع إسلام ويب.
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
t,hz] lk Ndm: ,g, jvn Y` ,rt,h ugn hgkhv hgkhv t,hz]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:32 PM
|