موقع أعمدة الرجاجيل الأثري يعد من أقدم المواقع الأثرية في ضاحية قارة جنوب غرب سكاكا في منطقة الجوف، وهو يضم 50 مجموعة من الأعمدة المنحوتة من الحجر الرملي، والتي لم يسبر العلماء غورها ليكشفوا سر وجودها بعد.
يتراوح عدد كل مجموعة من المجموعات الخمسين بين 3 إلى 7 أعمدة، بعض الأعمدة محطمة وملقاة على الأرض، ويصل ارتفاع العمود لنحو 3 أمتار تقريبًا، وتتوزع الأعمدة في مساحة دائرية يصل نصف قطرها إلى نحو 400 متر تقريبًا.
يعتبر موقع أعمدة الرجاجيل الأثري سرًّا من الأسرار التي لم تعرف حقيقتها حتى الآن، إلا أن بعض المؤرخين يعتبرونها شواهد لمقابر قديمة، في حين يرى آخرون أنها ربما تعود لأجزاء متبقية من معبد يعود للألف الرابعة قبل الميلاد.
ورأى عدد من العلماء أنها كانت موقعًا لتقديم القرابين للآلهة، ويرى آخرون أنها مكان قد يكون أُنشئ للرصد الفلكي، بينما يرجح البعض الآخر أن الأعمدة عبارة عن بقايا من موقع لممارسة الطقوس لإحدى الديانات القديمة، وأن كل مجموعة من الأعمدة تعتبر مكانًا لتجتمع فيه كل قبيلة من القبائل لممارسة الطقوس.
غالبية العلماء يرجحون أن الأعمدة تمثل معالمَ لطريق تجارية قديمة، نظرًا لأن منطقة الجوف من المناطق الهامة لطرق التجارة القديمة، التي تربط شبه الجزيرة العربية بمصر والعراق والشام.
وتشير الحفريات التي عثر عليها في موقع الرجاجيل إلى أن تاريخ هذه الأعمدة يعود إلى عهد ما عرف بالحضارة التشاكوليثية التي كانت قائمة قبل 4 آلاف سنة قبل الميلاد، إذ وجدت على أعمدة الرجاجيل نقوشٌ تعود إلى الكتابة الثمودية مبهمة الأصل.
وثيقة دومة الجندل:
وثيقة دومة الجندل هي وثيقة موجودة بمتحف دومة الجندل، تشير إلى أن الشكل الدائري الذي يضم أعمدة الرجاجيل، مرتبط بطقوسٍ عقائديةٍ قديمة، وأنه أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النحو والفلك، كما أنها تشير إلى أن الوضع الاقتصادي لمناطق شبه الجزيرة العربية جنوب صحراء النفوذ استمر على حاله حتى الألف الثانية قبل الميلاد تقريبًا في مزاولة رعي الماشية والأغنام والاعتماد عى الصيد في جمع القوت.
ويبقى موقع أعمدة الرجاجيل -ويطلق عليه البعض اسم "حسن الرجاجيل"- بسكاكا الجوف سرًّا تاريخيًّا غامضًا إلى أن يسبر العلماء غوره ويكشفوا سره.