وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للأمام" هذه هي الحكمة التي يؤمن بها هيثم الطريقي التي أصبحت الكتابة بالنسبة له مهنة، فهو- بالإضافة إلى الكتابة الأدبية - يعمل الآن مسؤول المحتوى الإبداعي في أكبر شركات التجارة الإلكترونية ويروي القصص من خلال الإعلانات والأعمال الفنية التي تمثل الشركات.
وتعد الكتابة بالنسبة للطريقي هي حياته وعمله وعالمه الذي من خلاله يرى نفسه ويرى العالم، فمن خلال القراءة يرى "الطريقي" أن هناك أشياء جميلة تستحق أن نحياها، كما يرى أن القراءة علمته النشاط والمثابرة وعدم التوقف أمام أمور تافهة تعطل المسار الإنساني المطلوب منه إنجازه، وكل شيء يقوم به من أجل أن تكون له بصمة في الحياة كإنسان ومسوق وأديب وقاص.
ويتحدث الشاب هيثم الطريقي عن نفسه كإنسان قبل المشاركة في مسابقة أقرأ ويقول: قبل مسابقة أقرأ لم تكن آفاقي بالفعل متفتحة بشكل جيد وحضاري، كانت لدي فقط نافذة واحدة أرى من خلالها هي نافذة الكتب، وهو عالم لا يكفي أن ترى من خلاله ما يحدث في الخارج. وبعد مسابقة أقرأ اكتشفت أن هناك نوافذ أخرى أكاد أرى من خلالها وهم القراء الآخرون.
ومن خلال هذه النقطة استوعبت مفهوماً جديداً وحدثاً ملهماً في حياتي، وهو البقاء مع القراء والحديث والنقاش معهم. وهذا الحدث غيّر حياتي من الألف إلى الياء، وجعلني اجتماعياً أكثر بل جعلني أعشق النقاش وتبادل الأفكار والآراء، فهناك أمور كثيرة تجمعنا كبشر أكثر مما تفرقنا.
ويعترف "هيثم" وهو يبتسم ابتسامة المنتصر على نفسه: أن هيثم كإنسان قبل المسابقة يختلف عما بعدها، ويقول: أنا قبل المسابقة إنسان وبعد المسابقة إنسان آخر والمسابقة كانت لها إضافات كثيرة في حياتي فهي حققت لي المتعة وأعطتني من الإلهام الكثير وفتحت آفاقي بشكل واسع جداً.
ويضيف: إن عالم القصة الذي أعشقه ومارسته في المسابقة هو بالنسبة لي العالم الذي كون القصة والخيال والمتعة والحياة، كما أن عالم القصة هو المنفذ الذي أهرب إليه عندما أريد أن أفكر وأروي قصص الآخرين التي لم تروَ.
ويؤكد أن المشاركة كانت عبارة عن حلم تحقق، ويقول: كانت المشاركة في المسابقة بالنسبة لي مثل الحلم الذي كنت أبحث عنه ولا أعلم أنه الحلم، وبعد المسابقة دخلت في حالة حزن شديد لاشتياقي للنقاش مع القراء ومن يقرؤون القصص، وبعد فترة قررت أن أستعيد عافيتي وانطلقت بقوة وكان ذلك بفضل من الله ثم المشاركين الذين ألهموني وساعدوني وعلموني أساليب جديدة ورائعة في القراءة وغيرها.
ويختم هيثم الطريقي حديثه عن المسابقة التي مازالت عالقة في عقله: المسابقة لا تغادر مخيلتي ولها تأثير كبير علي، فقد تعلمت منها الأساليب والطرق وخاصة أن النقاش فتح مداركي فارتدت أرضاً جديدة ووصلت إلى مناطق أخرى أريد الوصول إليها، حتى أعبّر عما بداخلي وبداخل الآخرين، وفي النهاية أصبح عملي الآن أن أروي القصص للملايين من البشر وبشكل جميل ورائع، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل مسابقة أقرأ التي كانت الخطوة الأولى بالنسبة لي نحو العالم الأرحب والأوسع والذي يتسع للجميع بالحب والسلام.
يذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) ينظم يوم الجمعة 4 محرم 1440هـ الموافق (14 سبتمبر 2018م)، الحفل الختامي لمسابقة أقرأ الوطنية، التي تقام للعام الخامس على التوالي، حيث يقف عشرة مرشحين على خشبة مسرح إثراء للفوز بـلقب" قارئ العام" لهذه السنة وهم (أصالة كنبيجه، تسنيم حمامي، سامي البطاطي، خلود الدباسي، مها الجار، نواف العتيبي، سارة الطيار، عبدالله الممتن، ملاذ النن، عذبة الشعيبي).