09-10-2018, 08:01 PM
|
|
|
|
|
بـريق السوشيل ميديا
أصبحت الغالبية العظمى تلهث خلف بريق الشهرة الإنترنتية المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات، وغيرها، بالإضافة إلى واتساب)، أو كما يحلو للبعض تسميتها بالسوشايل ميديا.
تلك اللوثة النرجسية التي يغازل بها المشهور ذاته تحت الأضواء، ليشبع غريزة الاستحواذ المتتالي على انتباه أكبر قاعدة جماهيرية؛ فالبعض لا يهمه ما سيُشتهر به.. المهم أن يكون مشهورًا فقط، وفي نظره أن الغاية تبرر الوسيلة.
هو لا يعلم أن قضية البقاء في ذاكرة الجماهير محسومة وتتناسب تناسبًا طرديًّا مع أسباب شهرته وفائدتها للمجتمع؛ فكلما كان السبب أعمق وأجدى وأنفع كان البقاء في الذاكرة أطول.
سابقًا، كانت الشهرة للكتاب وللمذيعين وللمصممين وللمخترعين، فغدت للسَّمَجة.
إن استجداء الانتباه بالتهريج أصبح ديدن الجاهلين..
إن هوس تصدر الشاشات واعتلاء المنابر قد دفع الجاهلين إلى ابتكار الأساليب الحمقاء من أقوال وأفعال، مهما كانت خادشة للحياء، ومهما كسرت قلوبًا، مهما قللت من كرامة، أو غيرت من مبادئ، ومهما روّعت آمنين، ومهما تجاوزت حدًّا من حدود الله، حتى أدى بالبعض إلى نشر الإشاعات والفضائح الكاذبة عن أنفسهم لينتشروا مع انتشارها، ثم يتلوها نشر تكذيب تلك الفضيحة، فغدا حب الظهور والشهرة مرضًا وابتلاءً.
إن الشهرة في حد ذاتها لا غبار عليها ولا غضاضة إذا كانت في إطار الأحقية والكفاءة والضمير الحي، وحين تحمل هدفًا نبيلًا ورسالة سامية بين ثناياها.
فبادئ ذي بدء، يجب أن يكون ذلك المشهور متبنيًا فكرًا أو سلعة أو تطويرًا يحقق مكسبًا له كفرد وللمجتمع تحت مبدأ تقوى الله، فيعلم من نفسه أنه لا يروج الهباء المنثور، أي أنه مستيقن بأن ما يقدمه سيُحدث فرقًا حقيقيًّا في حياة جمهوره؛ لأنه موقن بفائدتها.. عندها تتواتر الأجيال جيلًا بعد جيل؛ تحمد مبادراته، ويبقى في الذاكرة الطاهرة بأي شكلٍ من الأشكال، فلا تمر مآثره إلا ويُغبط أو ترفع له الأيادي بالدعاء.
ثم لا يفوتني هنا أن أذكر أن الشهرة توازي القدوة؛ لذلك يجب على مشهوري التواصل الاجتماعي صقل الذات؛ إذ إن هنالك عددًا ممن يتصدرون عرش وسائل التواصل الاجتماعي، لا يقرؤون، بل لا يذكرون متى كان آخر كتاب قرؤوه.
أخيرًا.. ألأجمل أن هناك حرية في اختيار من تتابعهم ومن أتابعهم؛ فقد أكون واعية، وأنت واعيًا وراشدًا، لكن المؤسف أن المراهقين والأحداث قد يكونون يتابعوا شخصية مشهورة يرون أنها قدوة لهم، ويكتشفون أن هذه القدوة لا تقرأ وغير مطلعة، وتروج الهباء، فلا نندهش غدًا بواقع يكون فيه الأجيال القادمة ضحلة المعرفة والاطلاع نتيجة صحبتهم الافتراضية في السوشيال ميديا؛ فقل لي من تصاحب أقل لك من أنت.
وبما أن جل أوقاتنا نقضيها على هذه الوسائل، إما متابَعين أو متابِعين، فلتكن لنا بصمة ترفع شأن مجتمعاتنا.
وختامًا.. قال الحسن البصري: المؤمن قواّم على نفسه؛ يحاسبها لله –تعالى- وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشق على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
fJvdr hgs,adg ld]dh hgs,adg
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:32 PM
|