تصل "سبق" إلى المحطة الرابعة ضمن سلسلة الدول المجهولة التي لا يعرف عنها الكثير من المعلومات، وجمهورية " ناورو" تقع وسط شرق المحيط الهادي، وهي تعتبر دولة جزرية ومن أقرب الجزر لها جزيرة بانابا في جمهوريّة كيريباس، والتي تقع في الشرق منها.
يصل عدد سكان ناورو ما يقارب 15 ألف نسمة بتعداد 2010 ومساحة اليابسة 21 كيلو متراً مربعاً، وبذلك تعتبر أصغر الدول الجزرية في العالم.
دولة بلا عاصمة
من العجيب أن جمهورية "ناورو" دولة بلا عاصمة رسمية للبلاد وبها مدينة وحيدة يطلق عليها يارين.
يوجد بها حكومة ورئيس ونظام دستوري، كما يعتبر التعليم إلزامياً من سن 5 سنوات وحتى سن 15 سنة في هذه الدولة.
ناورو جزيرة مرجانية يصل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى ما يقارب 60 متراً، وفي الوسط من هذه الجزيرة توجد هضبة تحتوي على كميّت كبيرة جداً من الرواسب الفوسفاتية، وتوجد بحيرة ضحلة من الماء، وذلك بالقرب من وسط الهضبة، وتحيط بهذه البحيرة أراضٍ خصبة صغيرة الحجم إلا أن هناك عدداً من الأراضي الخصبة بالقرب من الشاطئ الرملي، وتوجد فيها مرتفعات يصل ارتفاع أعلاها إلى حوالي 61 متراً فوق مستوى سطح البحر، أما عن مناخ الجزيرة فهو مناخ قاري وتتساقط الأمطار خلال فترة الصيف ودرجات الحرارة فيها تكون ما بين 24 درجة مئويّة 4 درجة مئوية.
نفاد الثروة
ولوجود كميات كبيرة من الفوسفات فيها فإن اقتصادها كان يعتمد وبشكل كلي على هذه الثروة، وقد كانت تدر على الدولة دخلاً كبيراً، وقد شح هذا المورد وأصبحت الدولة مفلسة إلى درجة لم تعد معها الدولة قادرة على توفير نفقات للبنزين والوقود، واضطرت الدولة إلى استيراد الطعام المتبقي وهو في الغالب من المواد الغذائيّة المحفوظة وذلك أدى إلى إصابة الناس بمرض السكري، حيث تعتبر الإصابات بهذا المرض المزمن هناك من أعلى النسب في العالم، ويصل إلى 98% من السكان بدرجاته المختلفة، والبطالة وصلت ما يقارب 90%.
السياحة والعملة
يستخدم في ناورو الدولار الأسترالي في التعامل المادي والتعامل التجاري وفي حركات البيع والشراء.
رغم أن ناورو تعاني من الإفلاس الشديد إلا أنها تمتلك بعض المعالم السياحية التي يأتي إليها السياح من كل مكان بالعالم، ومن أشهر تلك المعالم السياحية منطقة حرب المحيط الهادي، تلك التي تضم آثار الحرب العالمية الثانية، ويصل إليها السياح عن طريق طائرات صغيرة من جمهورية ميكرونيزيا أو عن طريق البحر باليخوت.
دمرها أهلها
عندما اكتشف الأوروبيون الفوسفات في ناورو أصبحت الجزيرة الصغيرة منجماً هائلاً تستغله القوى الأوروبية، وبعد حصولها على الاستقلال في عام 1968 اتجه أهل الجزيرة إلى تكثيف عمليات التعدين حتى نفد الفوسفات بشكل شبه نهائي، وتدهور اقتصاد الجزيرة واستخدم أهل الجزيرة طرق تنجيم الفوسفات بشكل أضر بالأراضي، وأصبحت غير خصبة وتحولت 80 بالمائة من مساحة الجزيرة إلى أراض قاحلة تغطيها صخور ضخمة من الحجر الجيري.
وكان الألمان هم أول من استغل هذه الموارد ثم البريطانيون بموجب اتفاق بعد الحرب العالمية الأولى.
بعد ذلك أصبحت ناورو دولة مستقلة ذات سيادة، واشترت الحكومة المشكلة حديثاً جميع حقوق الفوسفات من أستراليا، وانتعش اقتصادها وارتفعت أرباح التعدين إلى أعلى مستوى، ولكن الأراضي فقدت خصوبتها بشكل تدريجي، فخلال عملية التعدين تم إزالة التربة التي تغطي الأراضي، وظهرت مرتفعات شوكية غير قابلة للاستخدام سواء للسكن أو الزراعة.