أكد وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، أن مكة المكرمة تستحق كل الإخلاص والحماس، لاسيما في ظل ما تشهده حالياً من حراك غير عادي وإصلاحات غير عادية، تصبّ في صالح تحسين بيئة الأعمال وتطوير البيئة التشريعية للاستثمار وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتحسين ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
جاء ذلك ضمن مبادرة مجلس الغرف السعودية بالتواصل مع القطاع الخاص "المؤتمرات الوزارية المفتوحة" أمس المؤتمر الوزاري الأول في الغرف التجارية والصناعية، والتي تندرج تحت مبادرات خطة تحفيز القطاع الخاص والتي أطلقتها وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص "نماء" ديسمبر العام الماضي، وتشرف عليها وزارة التجارة والاستثمار.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز العلاقة والتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص وتحقيق التنمية الوطنية وفق الميزة التنافسية والنسبية لكل منطقة ودعم وتشجيع الاستثمار بمناطق المملكة المختلفة وإزالة العوائق والتحديات وصولاً لتحقيق رؤية المملكة 2030 .
وقال "القصبي": الاستثمار عبارة عن شهية تتوجه حيث التخصص والفرص، دورنا تكاملي، فالدولة دورها رئيس والغرف التجارية استفادت من عرض وزير الحج والعمرة، وغرفة مكة المكرمة تأخذ هذه الفرص وتضع دراسة جدوى أولية، وما يمكن أن تقدمه والاستفادة منها، وكيفية خلق سلسلة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من تلك الفرص.
وأضاف: المجتمع كان ينتقد البيروقراطية، واليوم هذا الحراك يصحح كل تلك الحالات، ولابد من التفاؤل وننزل جميعنا إلى الميدان، ومكة اقتصادها مستمر إلى يوم الدين، لا علاقة له بأسعار البترول ولا الانكماش الاقتصادي، ونركز على العمرة بحكم أنها نافلة، الحج واجب وفريضة والدولة تقوم بدورها بالكامل حيال ذلك، خاصة أن العمرة فترتها أوسع، وتجمع أعدادًا كبيرة من المسلمين، وهناك فرص كثيرة واعدة، وهناك توجه كبير وأمل.
من ناحيته، قال الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة: طموح ولاة الأمر في رؤية 2030 كبير جداً، لكن من بين الطموحات هي كيف سيكون عليه الحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأضاف: تحدثنا عن قصة المعتمر الذي سيأتي في العام 2025 وما وجده في طريقة وصوله ووسائل النقل الحديثة ذاتية القيادة والقطارات، وتحول رحلته بالكامل إلى عمل متقدم، فالفرص كبيرة ونحتاج إلى رأس مال استثماري جرئ ينفذ ويقوم بالمبادرة.
وأردف: لدينا برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي تجتمع فيه 32 جهة حكومية لتنفيذه، والجميع مؤمن بأنه سينفذ الخطة الطموحة، والذي يستند على تحفيز قدوم ضيوف الرحمن وخدمتهم على أكمل وجه في بيئة تعظم الاستفادة من التقنيات الحديثة والجاذبة للمستثمرين.
وتابع: نحن نحتاج إلى تحفيز المسلمين في جميع أنحاء العالم، ونحتاج تسهيل لكثير من الإجراءات والاستفادة من التقنيات في جميع الأمور، بحيث تتحول الخدمات إلى ذاتية بنسبة كاملة، وجاذبة للمستثمرين.
وكشف وزير الحج والعمرة أن عدد الشركات التي تم التصريح لها بلغت 280 شركة في مجال العمرة، وقال: للأسف هناك 240 شركة منها حصرت عملها على دولة واحدة، وعندما أدخلنا هذه الشركات كان بغرض أن لديها عملاءها ولها فكر تسويقي ولديها دول ستذهب إليها للتسويق فيها، وهناك دول كثيرة فيها أعداد من المسلمين القادرين لكن الشركات لم تذهب نحوها.
بدوره، قال فهد بن عبدالله السكيت رئيس وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص: سعداء بأن تأتي مبادرة المؤتمرات الوزارية ضمن خدمة تحفيز القطاع الخاص، والتي يتزامن إطلاقها مع الشهر الفضيل في البلد الحرام، مما يدل على قيمة مكة المكرمة.
وأضاف: كلنا نعرف أن توجيهات خادم الحرمين وولي عهده دائمًا تصب في خدمة ضيوف الرحمن، ويجب أن ننظر إلى هذا الموضوع من هذا المنطلق، ولابد أن يكون هناك تواصل مستمر بين القطاعين العام والخاص، لأن هذا التواصل هو الذي سيمكن القطاع الخاص من لعب دور رئيس في الاقتصاد الوطني والناتج والمحتوى المحلي.
في سياق متصل، قال المهندس أحمد بن سليمان الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية: هذه المؤتمرات الوزارية بالغرف التجارية والصناعية بمناطق المملكة المختلفة من شأنها تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية بكل منطقة وسبل تعزيزها ودعمها بما يخدم عملية التنمية الاقتصادية بالمملكة، وتقديم القطاع الخاص بالمنطقة المعنية مرئياته حيال القرارات والأنظمة الاقتصادية وأثرها على القطاع الخاص مما يسهم في تحريك عجلة التنمية المناطقية على مستوى المملكة ويحقق رؤية 2030.
وأكد الراجحي أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات ستعقد خلال الفترة القادمة والتي تستضيفها الغرف التجارية والصناعية بهدف تعزيز التواصل بين قطاع الأعمال كمساهم وشريك في التنمية وتحقيق الرؤية المستقبلية للمملكة والجهات الحكومية.
ولفت إلى أهمية إشراك قطاع الأعمال في توجهات الحكومة وسبل تحفيز القطاع الخاص، فضلاً عن تفعيل القنوات والأدوات الأنسب بما يحقق توقعات وتطلعات القطاع الخاص عبر المساهمة في تطوير الأنظمة وتذليل المعوقات والتحديات التي تواجه القطاعات الاقتصادية المختلفة.
من جهته، قال هشام بن محمد كعكي رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة: مبادرة المؤتمرات الوزارية المفتوحة بالغرف التجارية تندرج تحت محور نمو القطاع الخاص، وبالتواصل تتجلي الفرص وتتحقق الشراكة الكاملة التي تدفع بالعمل التنموي الذي يكسب فيه الجميع.
وأضاف: غرفة مكة المكرمة وكل الغرف السعودية لديها الإرادة والكفاءة والإمكانيات التي تمكنها من أداء حلقة الوصل والمحفز للتكامل بين القطاعين العام والخاص.
وأردف: بدأنا في غرفة مكة المكرمة في تفعيل دور العملية التكاملية، ولدينا الكوادر الوطنية المؤهلة والبناء المؤسسي، وقد أنشأنا أكاديمية للتدريب ومركزاً للدراسات والبحوث، واللجان المتخصصة وإدارة للفعاليات والمعارض.
وتابع: نحن على أتم الاستعداد لمشاركة وزارة الحج والعمرة في كل برامجها والمساهمة في تدريب كوادر شركات الحج والعمرة، وتسجيل الشركات والاندماجات لدعم خطوات وزارة الحج والعمرة في تحويل رحلة الحج والعمرة إلى منظومة إلكترونية متقدمة بمعايير خدمية عالمية بحلول العام 2030، وغرفة مكة تضع كافة إمكانياتها تحت تصرف هذا البرنامج لخدمة هذا الطموح الكبير.
أمّا مساعد وزير المالية هندي السحيمي فقد قال: الخدمات التي تقدمها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن تشمل توسعة الحرم المكي وتهيئة بئر زمزم وغيرها من المشاريع ذات الصلة بقطاع الحج والعمرة.
وأضاف: صندوق الاستثمارات العامة أنشأ شركات مثل شركة رؤى الحرم ورؤى المدينة لتطوير هذه المناطق بالتعاون مع القطاع الخاص والاستفادة من القروض التي تقدمها وزارة المالية لتنفيذ مشاريع الحج والعمرة، ونعمل على تطوير الإجراءات بما يرفع مستوى الأداء والحوكمة والتحول إلى حكومة إلكترونية.
وسلط المؤتمر الوزاري الأول الذي استضافته الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة الضوء على قطاع الحج والعمرة باعتباره أحد القطاعات المستهدفة في رؤية 2030 من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، بحلول عام 2030.
وحضر المؤتمر وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، ورئيس وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص بمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية الأستاذ فهد السكيت، ووكيل وزارة المالية هندي السحيمي ومحافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس صالح الرشيد، ورئيس مجلس الغرف السعودية المهندس أحمد الراجحي ورئيس غرفة مكة المكرمة هشام بن محمد كعكي وعدد من رؤساء الغرف التجارية والصناعية وكبار المستثمرين بقطاع الحج والعمرة.