04-18-2018, 11:05 PM
|
|
|
|
|
هل من ممحاة لنص حياتنا المليء بالسخافات
منذ الأزل شُبّهت هذه الدنيا بكتاب كبير. غنّت أم كلثوم «هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكرُ»، واعتبر العظيم بورخيس أن الدنيا متاهة في شكل كتاب مترامي الصفحات، لا أحد يدري كيف ابتدأ سطره الأول، وأين يكون سطره الأخير. واختصر جبران الصورة بقوله: “إنما الناس سطور كُتبت لكن بماء”.
هؤلاء البشر الذين كُتبوا على صفحة الحياة، منهم من كان نقطة، ومن فضّل أن يكون فاصلة، وثمة من يعيش بين قوسين على هامش الحياة، ومن جاء كما سيرحل علامة استفهام، تختصر حاله قصيدة إليا أبي ماضي “جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ.. ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيتُ.. كيف جئت كيف أبصرتُ طريقي لستُ أدري”.
لعل الفائزين مَن كانوا في كتاب الحياة فاصلة، لا نقطة. لا تستوقفهم مُفاجآت الحياة، ولا تثنيهم دروبها الوعرة عن مواصلة الطريق، فهم ماضون مهما اعترضتهم من خيبات، لعلمهم أن بعد كل فاصلة هناك تتمة. فالفاصلة وقفة تكفي لالتقاط الأنفاس، أما النقطة فهي صمت وانقطاع لها، وهي نهاية الفقرة التي كان يمكن أن تمتد فترة أطول، لو أن صاحبها أحسن التنقيط. ذلك أن نَصّ حياتنا لا يُكتب بما نصنعه، بل اختيارنا لأدوات التنقيط بين الجمل، عند الخيارات المصيرية، ودقة وضعها حيث يجب، في فصول حياتنا، بل وحتى على ملامحنا، فتعابير وجوهنا تحتاج أيضاً إلى ضبط التنقيط. يقول مالك حداد:
“إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع، وقليل من الناس أولئك الذين ما زالوا يُتقنون وضع الفواصل والنقط في كلامهم”.
عند كل حاجز يُصادفنا في الحياة، لنضع فاصلة، حيث يتوقّع أعداؤنا أن نضع نقطة.. ولنبتسم ونواصل الطريق.
***
أفتقد قلم الرصاص الذي بطرفه ممحاة. يخفف من ذعرك وأنت تكتب، لعلمك أن ما تخطّه قابل للمحو، وأنك بأداة واحدة تملك اختيارين.
تمنّيت ككاتبة لو أن الممحاة أداة من أدوات الحياة، لا من عدّة الكتابة، كي نمحو بها ما ندمنا على فعله، في نص حياتنا المليء بالحماقات.
أليس هناك من طريقة، تمكّننا من مسح أخطائنا؟ نريد زرّاً نضغط عليه فنُعيد شاشة حياتنا بيضاء، فلا نُشهد أحداً على لحظات ضعفنا أو جنوننا. وزرّاً لمسح ما بُحنا به وكان يجب أن نحتفظ به لأنفسنا، ما قلناه للشخص الخطأ، وما أخطأنا حين رفعنا به ثناءً من لم يكن يستحق مدحنا. نُطالب بحقنا البشريّ في الخطأ، وحقنا التكنولوجي في الحذف. نطالب في هذا المسرح الكبير الذي نقف عليه من دون أن نكون مُهيّئين لأدوارنا، بحق الممثلين في بروفة تسبق العرض. كي نخطئ ما شاء لنا المشهد، ونستعد لتقمّص شخصيات يقتضيها الظرف، ونتمرّن على التمثيل قبل الخروج إلى الحياة، كي لا يكتشف الجمهور كم نحن سُذّج، وصادقون، فيشرع في التنكيل بما كان جميلاً فينا!
|
|
|
ig lk llphm gkw pdhjkh hglgdx fhgsohthj hglgpl fhgsohthj
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:09 PM
|