واليوم .... انسل قلمي من غمده ... وأبى الا أن يكتب ... ويحرر ألم قلب يحترق بصمت ...بوسط أجواءمترعة بالمجاملات واللامبالاة ... يملي درس قاس ...
يكتب .. عن بكاء قلب ... موجع ... وهو يرى قرار الألم يتلى قبل أن يتم التنفيذ امام جنود الهم... وعلى ساحة الإعــــدام لنبض سعد كان قلبي ينبض به في صغري ...
خانتني أصواتي .. ولم تعد حنجرتي مكان آمن لها ...
خطوات ثقيلة منهكة ...
وروح تستقطع من حياتها الثواني الطويلة ...
وفكر كمطحنة .. تسمع لها جعجعة ولا ترى طحنا ...
وبنان قد استقال البيان ...بعد أن رأى كرامته تندك على أعتاب السطر ..
وجه شاحب ...
عينان ذابلتان ... منذ زمن لم تعرف للنوم طعما
وقسمات وجه تحكي ألما لا يعرف كنهه للعيان...
وإن بادرت بالسؤال ... لاتجد الا غصة يغص بها صاحبها ويشخص ببصره للسماء يغالب أمره ... لايظهر
لكن ... هيهات
سرعان ما يفضحه الدمع الهتون ...
أصبح مولود صمته ... ولد على الفطرة ... لا يعرف الا الصدق ...
ولا يرتجي غير الأمان ... لكن مع صدقه.. تجرد قلبه من حيائه .. بغيت النجاة ... لعلمه ... ان الصدق منجاة ... حتى وان استقرت سهام الهوان في مقتله ... فمثله مثل الثلاثة الذين خلفوا فمع مرارة ألمهم ... ... إلا انهم صدقوا فنجوا ...
صمتي ليس خوفا ... ولا شحا في الحديث ... ولا جهلا مني بمخارج الحروف وتصاريفها ...
صمتي ... يا أحبة لأجل حرف لا يكتب ...
وكتابا لا يقرأ ...
وثرثرة لا تسمع ...
وصوتا لا تقاس اهتزازاته ...
فحينما يكون الصمت أبلغ في الثناء لمن ألجمك إحسانه ...
فكذلك الصمت ... أبلغ اللغات ... في مقياس الألم ...
رؤى متوالية ... بتمادي العدو الشرس ... في الكيد والظلم ...
والعمر يطوي سجلاته ... ينادي للرحيل ...
فحينما ... يرى مثواه الأخير بدنياه...
يبكي دما ... يكتوي بجمر لا تخمد ناره ...
فيا ويحه ..
فأمامه ...قبر يذكره بتقصيره وعصيانه... وقلة زاده وبضاعة مزجاة ... وعمل صالح خالطه السوء ...ونية مشوبه ...
وليس له ما ينجيه غير حسن ظن بالله ... ويخشى الاغترار ...
ومن خلفه... حياة خرم سعادتها ... وأيامها ...وبات يتخبط في دياجير الحيرة .. فسقي العلقم على حين غرة مع كأس الحياة فأضاعت مرارته طعم الحياة ... وأفقدته حاسة التذوق ...
فيا إلهي ... لا تجعلني ممن أوبقوا اخراهم ودنياهم ...
الحمدلله رضى ... الحمدلله بقدر وخزات الالم ... وصيحات القهر ... وأنين الحسرات ... الحمدلله على كل شيء ...
يارب ... ارحم من ليس له من أمل إلا حسن الظن بك ...
وليس له إلا سعة رحمتك ... وجميل عفوك .. وفيض كرمك يالله