متى يعذر المسلم
هل يعذر المسلم إذا فعل شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا ؟
الأمور قسمان :
قسم يعذر فيه بالجهل وقسم لا يعذر فيه بالجهل . فإذا كان من أتى ذلك بين المسلمين ، وأتى الشرك بالله ، وعبد غير الله
فإنه لا يعذر لأنه مقصر لم يسأل ، ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار
أو أحجار أو أصنام ، لإعراضه وغفلته عن دينه ، كما قال الله سبحانه : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}[1]
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه لأنها ماتت في الجاهلية لم يؤذن له ليستغفر لها؛ لأنها ماتت
على دين قومها عباد الأوثان ، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال لشخص سأله عن أبيه ، قال : (هو في النار) ، فلما رأى
ما في وجهه قال : (إن أبي وأباك في النار) لأنه مات على الشرك بالله ، وعلى عبادة غيره سبحانه وتعالى ، فكيف بالذي
بين المسلمين وهو يعبد البدوي ، أو يعبد الحسين ، أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو يعبد الرسول
محمدا صلى الله عليه وسلم ، أو يعبد عليا أو يعبد غيرهم . فهؤلاء وأشباههم لا يعذرون من باب . أولى .
لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين ، والقرآن بين أيديهم . . وهكذا
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة بينهم ، ولكنهم عن ذلك معرضون .
والقسم الثاني : من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا ، أو لأسباب أخرى كأهل الفترة
ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة ، فهؤلاء معذورون بجهلهم ، وأمرهم إلى الله عز وجل ، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون
فإن أجابوا دخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار لقوله جل وعلا: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[2]
ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك . وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه المسألة في آخر
كتابه : طريق الهجرتين لما ذكر طبقات المكلفين ، فليراجع هناك لعظم فائدته .
[1] سورة الأحقاف الآية 3.
[2] سورة الإسراء الآية 15.
المصدر : الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز رحمه الله
ljn du`v hglsgl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|