ياذاكر الاصحاب كن متأدبا
| يَا ذَاكِر الْأَصْحَاب كُن مُتَأَدِّبَا وَأَعْرِف عَظِيْم مَنَازِل الْأَصْحَاب |
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
سب الصحابة من المنكرات العظيمة ؛ بل ردة عن الإسلام ، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام ،
لأنهم هم نقلة الشريعة ، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته ، وهم نقلة الوحي ،
نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية ، نسأل الله العافية والسلامة .
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -
إن تكفير الصحابة رضي الله عنهم
إن تكفير الصحابة رضي الله عنهم
إن تكفير الصحابة رضي الله عنهم
إن تكفير الصحابة رضي الله عنهم
هدم للإسلام كله وإبطال لشريعته لأن الصحابة هم الذين نقلوا لنا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ،
ولم يكتف البعض بذلك بل طعنوا في كتاب الله : يشككون في صحته ويسودون المطولات في إثبات تحريفه ،
وبلغت بهم الجرأة أن وضع احدهم كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ".
الشيخ : سعد البريك _ حفظه الله تعالى _
بعض ما ورد خلافة الصديق والفاروق رضي الله عنهما :
روى الإمام أحمد وحسنه وابن ماجه عن حذيفة مرفوعاً :
" اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر ".
وقال صلى الله عليه وسلم : " سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " . رواه ابن حبان .
قال العلماء فيه إشارة إلى خلافة الصديق رضي الله عنه ؛
لأن الخليفة يحتاج إلى القرب من المسجد لشدة
احتياج الناس إلى ملازمته له للصلاة بهم وغيرها .
وروى الإمام مسلم وأحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه:
" ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
بل ورد ما هو أصرح من ذلك ، فقد روى أبو داود بسند صحيح
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في مرضه الذي مات فيه
"ا دعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر حتى أكتب لأبي بكر كتاباً
لا يختلف عليه أحد بعدي ، ثم قال : دعيه معاذ الله أن يختلف
المؤمنون في أبي بكر".
حكم سب الحابة رضي الله عنهم
حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حرام بالكتاب والسنة :
أما الكتاب : فللنصوص الكثيرة التي وردت في فضلهم والثناء عليهم والشهادة لهم بالجنة والمغفرة .
وأدنى أحوال الساب لهم أن يكون مغتاباً. قال سبحانه ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا )
وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )
وأما السنة : فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".رواه مسلم .
وعن عبد الله بن معقل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي،
من أحبهم فقد أحبني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن آذاهم فقد
آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه"
رواه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان
الشيخ : سعد البريك _ حفظه الله تعالى _
وسب الصحابة رضي الله عنهم فيه تفصيل :
1- من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم فلا شك في كفره لأمور منها:
أ- أن ذلك يقتضي أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث
لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول.
ب- لأن في ذلك إيذاءً له صلى الله عليه وسلم لأنهم أصحابه وخاصته فسب أصحاب المرء وخاصته
والطعن فيهم يؤذيه ولا شك، وأذى الرسول صلى الله عليه وسلم كفر كما هو مقرر.
ج- أن في هذا تكذيباً لما نص عليه القرآن من الرضى عنهم والثناء عليهم (فالعلم الحاصل من نصوص
القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي) ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر.
قال الهيثمي رحمه الله: (أما سب جميعهم، فلا شك في أنه كفر). ( الصواعق المحرقة 379 ) .
وقال الإمام مالك رحمه الله في قوله تعالى في سورة الفتح{مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}..
إلى قوله:{لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ}؛ كفر من يبغضون الصحابة لأن الصحابة يغيظونهم ومن غاظه الصحابة
فهو كافر، ووافقه الشافعي وغيره . ( الصواعق المحرقة، 317 / تفسير ابن كثير 4 / 204 ) .
ومن قرن بسبه دعوى أن علياً إله أو انه كان هو النبي ، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا
لا شك في كفره ولا شك في كفر من توقف في تكفيره.
2- أما من سب بعضهم سباً يطعن في دينهم كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق وكان مما
تواترت النصوص بفضله (كالخلفاء الأربعة أو الشيخين) فقد كفر ومن سب غيرهم من الصحابة
عُزر وأُدَّب ونُكل به .
روى أبو محمد بن أبى زيد عن سحنون قال: من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أنهم
كانوا على ضلال وكفر قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكل النكال الشديد
( الشفا للقاضي عياض: 2 / 1109 )
قال الهيثمي (وأما تكفير أبي بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم
بالجنة فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعي، والذي أراه الكفر فيها قطعاً).
( الصواعق المحرقة 385 ) .
وقال الخرشي: (من رمى عائشة بما برأها الله منه...، أو أنكر صحبة أبى بكر،
أو إسلام العشرة، أو إسلام جميع الصحابة، أو كفر الأربعة أوواحداً منهم كفر)
(الخرشي على مختصر خليل: 8/74.)
3 ـــ من سب الصحابة بما لا يقدح في دينهم فهذا يؤدب . قال شيخ الاسلام:
من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل
أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزيز،
ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك. ( الصارم المسلول 590) .
و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال :
إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه ، كقوله
{و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال
{ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك} سبح نفسه في تبرئتها من السوء
كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ،
ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه،
و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك .
( الشفاء للقاضي عياض (2/267-268 ) .
وقال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ،
وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال :
يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ،
هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى { الخبيثات للخبيثين
والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ،
لهم مغفرة و رزق كريم } ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ،
فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر .
الصحابة كلهم عدول لأنهم هم المخاطبون بقوله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس }
وبقوله سبحانه وتعالى{ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس }
فهم أول وأفضل وأحق من يدخل في هذا الخطاب.
ومن نظر في سيرتهم وتأمل أحوالهم وما جاء من النصوص بشأنهم وما هم عليه من الدعوة إلى
الله والجهاد في سبيله علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين.
قال ابن حجر رحمه الله: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء
مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال
وقتل الآباء والأبناء والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على تعديلهم .
( الإصابة للعسقلاني 10 ـ 11 9 )
خطبة سب الصحابة هدم للملة للشيخ : سعد البريك _ حفظه الله تعالى _
وقد أجمع المسلمون على تحريم
سب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ
_ قال الإمام أحمد: "فمن سبّ أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أو أحداً منهم، أو تنقَّصَ، أو طعن عليهم،
أو عرَّض بعيبهم، أو عاب أحداً فهو مبتدع رافضي خبيث، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا"
طبقات الحنابلة 1/24، وانظر: المدخل لمذهب الإمام أحمد (94).
وسئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم، فقال: "ما أراه على الإسلام"
.المسائل المروية عن الإمام أحمد 2/363،358 .
_ وقال الإمام مالك: "من شتم أحداً من أصحاب محمَّد "صلى الله عليه وسلم" أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو
عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ فإن قال: كانوا على ضلال وكفر قُتل" .الشفاء بتعريف حقوق المصطفى (378).
_ وقال ابن كثير: "وقد ذهبت طائفة من العلماء إلى تكفير من سبّ الصَّحابة رضي الله عنهم".
تفسير القُرْآن العظيم 1/487
_ وقال النووي "رحمه الله": "واعلم أن سبّ الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ حرام ... من فواحش المُحرَّمات،
سواء من لابس الفتن منهم وغيره".شرح النووي على صحيح مسل6/92، ط/دار إحياء التراث العربي
_ وقال ابن عثيمين "رحمه الله": "كما أن من سبّ الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ فوق كونه تنقصا لهم، فهو يتضمن سبّ
النبيِّ "صلى الله عليه وسلم" حيث كان أصحابه محلا للنقص والعيب، وسبَّ الشريعةِ؛ لأنها ما جـاءت إلا عن طريقهم،
وسبَّ اللهِ ؛حيث اختار لنبيه "صلى الله عليه وسلم" مثل هؤلاء الصَّحابة". بتصرف من شرح العقيدة الواسطية 2/184،183.
حكم سب الصحابة - رضي الله عنهم -
حكم سب الصحابة - رضي الله عنهم -
حكم سب الصحابة - رضي الله عنهم -
حكم سب الصحابة - رضي الله عنهم -
السؤال:
جزاكم الله خير يقول هذا السائل في سؤاله يا فضيلة الشيخ ما الواجب علينا نحو الصحابة الكرام؟
الجواب :
الواجب علينا محبتهم واحترامهم والذود عن أعراضهم والسكوت عن ما جرى بينهم من القتال واتهام من
سبهم بالنفاق وذلك بأنه لا أحد يجرؤ على سب الصحابة رضي الله عنهم إلا من غمسه النفاق
والعياذ بالله وإلا فكيف يسب الصحابة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (خير الناس قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم) وقال : (لا تسبوا أصحابي) ثم إن سب الصحابة قدح في الصحابة وقدح في
الشريعة وقدح في الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدح في حكمة الله عز وجل أما كونه قدح للصحابة
فواضح ، وأما كونه قدح في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف
الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله لأن بعضهم والعياذ بالله يصفهم بالفجور والكفر والفسوق
ولا يبالي أن يسب هذا السب على أشرف الصحابة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
وأما كونه قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلأن الصاحب على حسب حال صاحبه بالنسبة
لاعتبارهم ومعرفة قدره ولذلك تجد الناس إذا رأوا هذا الشخص صاحبا لفاسق نقص اعتباره عندهم وفي الحكمة
المشهورة بل وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال (المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل)
وفي الحكمة المشهورة المنظومة: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وأما كونه طعن في حكمة الله فهل من الحكمة أن يختار الله لأشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء
الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة والله ليس من الحكمة.
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
جاء في كتاب الكبائر للإمام
الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- :
سب أحد من الصحابة -رضوان الله عليهم
ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : يقول الله تعالى :
" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب " ،و قال -صلى الله عليه و سلم- :
" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم و لا نصفيه "
(مخرج في الصحيحين) . و قال -صلى الله عليه و سلم- :" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا
بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني و من
آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه " أخرجه الترمذي .
ففي الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
و سبهم و افترى عليهم و كفرهم و اجترأ عليهم .
و قوله -صلى الله عليه و سلم- : " الله الله" كلمة تحذير و إنذار كما يقول المحذر النار النار أي :
احذروا النار ، و قوله : " لا تتخذوهم غرضًا بعدي" أي لا تتخذوهم غرضًا للسب و الطعن ،
كما يقال : اتخذ فلانًا غرضًا لسبه أي هدفًا للسب ، و قوله : " فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من
أبغضهم فببضغي أبغضهم " ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم
صحبوا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ،
فمن أحبهم فإنما أحب النبي -صلى الله عليه و سلم- .
فحب أصحاب النبي -صلى الله عليه و سلم- عنوان محبته و بغضهم عنوان بغضه ،
كما جاء في الحديث الصحيح : " حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق" ،
و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
و كذلك حب علي -رضي الله عنه- من الإيمان و بغضه من النفاق ، و إنما يعرف
الصحابة -رضي الله عنهم- من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان و المجاهدة للكفار و نشر الدين و إظهار شعائر الإسلام ،
و إعلاء كلمة الله و رسوله و تعليم فرائضه و سننه ، و لولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل و لا فرع ،
و لا علمنا من الفرائض و السنن سنة و لا فرضًا و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئًا .
فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ،
لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى
في كتابه من ثنائه عليهم ، و ما لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- من ثنائه عليهم و فضائلهم
و مناقبهم و حبهم ، و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول ، و الطعن في
الوسائط طعن في الأصل ، و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره و سلم
من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ، و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار من
ذلك كقول النبي -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابًا ، فجعل لي
منهم وزراء و أنصارًا و أصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله
منه يوم القيامة صرفًا و لا عدلاً ".
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال أناس من أصحاب رسول الله
-صلى الله عليه و سلم- :" إنا نُسَبْ ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" من سب أصحابي
فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ".
و عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابي
و جعل لي أصحابًاو إخوانًا و أصهارًا ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم
و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم ".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :
" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، و إذا ذكرت النجوم فأمسكوا ، و إذا ذكر القدر فأمسكوا " .
قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، و هو :
أي الإمساك علامة الإيمان و التسليم لأمر الله ،و كذلك النجوم و من اعتقد أنها فعالة أو لها تأثير
من غير إرادة الله عز و جل فهو مشرك ، و كذلك من ذم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
بشيء و تتبع عثراتهم و ذكر عيبًا و أضافه إليهم كان منافقًا .
بل الواجب على المسلم حب الله و حب رسوله ، و حب ما جاء به ، و حب من يقوم بأمره ،
و حب من يأخذ بهديه ، و يعمل بسنته ، و حب آله و أصحابه و أزواجه و أولاده و غلمانه و خدامه ،
و حب من يحبهم و بغض من يبغضهم ،لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله .
قال أيوب السختياني -رضي الله عنه- :" من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين
و من أحب عمر فقد أوضح السبيل و من أحب عثمان فقد استنار بنور الله و من أحب
عليًا فقد استمسك بالعروة الوثقى ، و من قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- برئ من النفاق ".
و أما مناقب الصحابة و فضائلهم فأكثر من أن تذكر ، و أجمعت علماء السنة العشرة
المشهود لهم ، و أفضل العشرة : أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم
علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- ، و لا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث .
و قد نص النبي -صلى الله عليه و سلم- في حديث العرباض بن سارية قال :
" عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليه بالنواجذ ،
و إياكم و محدثات الأمور " الحديث .
و الخلفاء الراشدون هم : أبو بكر و عمر و عثمان و علي -رضي الله عنهم أجمعين- ،
و أنزل الله في فضائل أبي بكر -رضي الله عنه- آيات من القرآن ،
قال تعالى : " و لا يَأْتَلْ أُولُوا الفَضْلِ منْكُم و السَّعَة أن يُؤْتُوا أُولِي القُرْبَى و المساكِين".
لا خلاف في ذلك فيه ، فنعَته بالفضل -رضوان الله عليه- و قال تعالى :
" ثاني اثنين إذْ هُمَا في الْغَارِ" ، لا خلاف أيضًا أن ذلك في أبي بكر -رضي الله عنه-
شهدت له الربوبية بالصحبة ، و بشّره بالسكينة ، و حلاه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :
" من يكون أفضل من ثاني اثنين الله ثالثهما ؟"
و قال تعالى :" و الّذي جاءَ بالصِّدْقِ و صَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ " .
قال جعفر الصادق : لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و الذي
صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه- و أي منقبة أبلغ من ذلك فيهم ؟ رضي الله عنهم أجمعين . أهـ
|
dh`h;v hghwphf ;k ljH]fh hghwphf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|