مـطـر مـن سـمـاء الـحـب

مـطـر , الـحـب , سـمـاء

مـطـر مـن سـمـاء الـحـب

هو مطر ليس كباقي الأمطار مطر يحمل في قطراته المشاعر والأحاسيس مطر سقط من سماء الحب ليحمل مشاعره إلينا تناثرت قطراته أرجاء المكان حينها كان يهمس كل انسان بما يُسمى الحب الحب الذي يتعجب منه الكثير ويفهم معناه القليل وبينما كانت القطرات تتساقط كان هنالك من يسأل عن الحب منادياً بجنون !! " يا نااااااااس من يؤمن بالحب !!" قالوا : لا نعترف بهذا المسمى الذي لاننطق به !!! فقال لهم : ما بال قلوبكم هكذا متحجرة !! قالوا : قلبونا لاتكسرها الحجارة كقلبك الزجاجي ..الشفااااف !!!!!!!! لم يلقي هذا الإنسان أي اهتمام لما يقوله البعض من حوله فذهب لحكيم وسأله ...... هل الحب بلاء وحرب وخطأ !!! قال لي : لا إنما الحب يجعل حياتك جميلة ورائعة فإبتسم وما إن ابتسم حتى قال الحكيم : ليس أي حب ..!! قال له الشاب : كيف ؟! فأجابه الحكيم : يجب أن تربط هذا الحب تحت غطاء الزواج والشرعية والعلاقة الطاهرة فقال الشاب : يا للهول هكذا فقط ...!!! فقال الحكيم مؤكدا : هكذا فقط فسأله : ماذا إن لم أستطع أن أتزوجها ..وهي تزوجت ؟؟!! قال : فجعل لها حجرة جميلة في قلبك لا تجعلها ظلماء صامتة وابني حجرة أكبر للتي هي أفضل !!! هذا يسأل وذاك يجيب فيوجد من يسأل حكيما ويوجد من يسأل قلبه وما تزال قطرات الحب تتساقط من سمائها وأشتد البرد في هذا المكان حتى تحولت قطرات الحب إلى قلوب من ثلج فيأتي الحب للشخص الملهوف وهو يشعر بالبرد وسط تلك الثلوج ويتمنى أن تهب عليه ريح تدفئه لأنه عندما تأتي الريح الدافئة يشعر بالراحة التي فقدها طوال مدة شعوره بالبرد فيتخيلها ويشعر بدفئها وما إن تذهب هذه الريح وينقطع خيالها حتى يتأكد بأنها لن تعود فهنا يشعر بالتجمد وليس البرد وحده فقط ويعيش بقية حياته ينتظر الريح الدافئة فتأتي ريح خادعة كلما يريد الشعور بدفئها تكون أشد برداً وصعيقا ..!!! ويستمر شتاء الحب ببرودته فمن كان وحيدا في حبه استمر شعوره بالبرد القارص أما عندما يجتمع الحب في قلب الشتاء فإن الثلوج تذوب فحينما تكون في احضان من تحب وتشعر بالدفء والأمان والحنان وتشعر بأنك ملكت الكون بأكمله وعندما تلامس يديها يداه شعرت المُحبة بأن نيران الحب قد اشتعلت بداخلها وعندما يرحل الحب .. تنتظره إلى أن يعود لأنه الدفء بدأ يرحل معه فكم تمنت لو انها كانت بجانبه ليتبادلان الحب معاً الذي سكن قلوبهم فلعل نيران حبهم تخمد ذلك البرد القارص بينما كان البعض في أجواء الحب الدافئ كان البعض لا يعترف بمسمى الحب وكانت أمطار الحب تتساقط بشدة اعتراضاً على قولهم فكان يوجد شاب يركض تحت المطر يسأل هذا وذاك تحت أمطار الحب " ألا تعرفون معنى الحب ..؟؟!!! " فلم يكن رد أحد هؤلاء إلا بـ" ويحك .. أسكت ولا تنطق بحروفه " وقال آخر منهم ساخراً: يا للهول ألا تعرف معنى الحب ؟؟!! فقال الشاب وهو لا يعلم بنية سخرهم مكرراً سؤاله " ما معنى الحب ؟؟!! " فأتاه الرد : حب كلمة من حرفين .. الحاء تعني حرب والباء تعني بلاء قال وهو ينظر إليهم واحد تلو الآخر : ماذا حرب وبلاء ؟؟!! الحب حرب وبلاء ؟؟!! ماذا تقول وكيف هي حرب وبلاء ؟؟!! فبدأ يسمع ما يقولونه " هي حرب بين الحبيبين على أن كل حبيب يثبت للأخر مدى حبه وغالب الحروب تتنهي بهزيمة الطرفين !!! " فقال لهم : كيف هو بلاء ؟؟!! قالوا : ما يأتي بعد هذا الحب فهو بلاء فحياته تصبح كالأرض السوداء يخلو منها كل شيء جميل بعد أن هزمها الحب وفقدها .!!! فشعر ذلك الشاب بالغضب لما يقولونه عن الحب فبدأ بالكلام دون أن يحاول أحدهم مقاطعته " الحب هو عصب الحياة كم نخدع أنفسنا أننا لا نبحث عن الحب " وتابع قائلا " ولكن الحب في أعماق قلوبنا تصرخ جدرانها فتقول أين أنت أيها الحب فالدار خاوية ظلماء بارده صامته كئيبة فلتأتي أيها الحب أيها النهر الذي يروي جدران القلب ويملأها رياضاً وغابات وألحاناً يجعل كل جدران القلب تتراقص وتتمايل !!! " فإذا به يتحدث عنهم " أنتم رحلتم عن الحب وكلما نرحل عن الحب يأتي فصل وما أشد هذا الفصل وأطوله إنه فصل الفراق الذي أتى بسبب فراقكم عن الحب ، إنه فصل طويل ولا يزول إلا برجوع أنهار الحب إلى قلوبكم ولكن هل ترجع إليكم أم أن أبواب قلوبكم رفضت أي نهر ينطق بكلمة حب وأصبح جافاً وقاسياً وأشد من الحجارة !!! فجعلتموها حرب وبلاء !! " وانخفضت سرعة الرياح وبدأت قطرات مطر الحب تهدأ ووجوه هؤلاء تقابل الأرض لتبدأ عقولهم بالتفكير بما فعلوه بحق الحب فالحب احساس جميل لايمكن وصفه احياناً تشعر بأنك ومن تحبه روحانِ تعيشانِ في جسدٍ واحد واحياناً تشعر بأنك تحبه اكثرَ من نفسك الحب احساس يغزو مشاعرك وشيء يسلب عقلك وكل تفكيرك تشعر بأنك دائم التفكير بمن تحب واذا التقيت بمن تحب تود لو انه يكون دائما بقربك وإلى جانبك وعندما يكون إلى جانبك تشعر بسعادة كما لو انك ملكت الكون بأكمله بين يديك وعندما تمسك يده بيدك تشعر بأمان ودفء وحنان ما الحب إلا حياة نتألم من أجلها ونضحك معها ونفرح بوجودها ونحزن لإبتعادها ونموت لفراقها وتختلف الأمطار التي سقطت من سماء الحب بأسمائها فالحب يربط بين قلبين بمسمى مختلف وقد تكون كلمة وحيدة في قاموس الحب فنجد أن الحب كلمة من حروف قتلت وتشردت في زمن المراهقة الشعورية فأصبحت كل المشاعر يطلق عليها حب الصداقة حب .. الزمالة حب .. الإعجاب حب .. الملاطفة حب ! فتيتم هذا الحب قبل مولده لأنه أصبح مجهول الوالدين وعند شروق فجره الأول أصبح يستجدي العطف ممن كانوا سببا بولادته وإنا لنراه يقف على قارعة الطريق والدم يعلوا هامته والدموع تنهمر من وجنتيه كأمطار الحب وكأنه يقف على الأطلال مستذكرا ماضيه الجميل مع المحبين فهذا عنتر ومحبوبته !! وهذا مجنون جولييت وهناك !! نزار ومعشوقته !! فيبتسم هذا الحب رغم جراحه ويرددها بصوت خافت الموت احيانا اجمل بكثير بالعيش دون كرامه وما أقسى أن يكون للحب مفهوم واحد فنسمي حب الوالدين احتراما وحب الوطن ولاء وحب المال فطره أما المحبوبة فهي الوحيدة التي تستحق كلمة " الحـــب " سيقف على قارعة الطريق ليموت وحيدا كما ولد يتيما ولكل بداية نهاية .. لكن لا ننسى أيضا أن لكل نهاية بداية !! فعندما يتألم من نحب نتألم معه وعندما يضحك نشاركه ونبتسم له وعندما يفرح نَأنس له لأن في فرحتنا سعادته وعندما يبتعد عنا نحزن عليه ونخشى عدم عودته وعندما نفترق .. نمــوت لأننا متيمين بحبنـــا وحياتــنـا هي حياته إنه " الحب " وأمطاره التي سقطت من سمائه والتي طهرت الأرض ولم تستطع تطهير بعض الأفئدة من ذنوبها رفعنا رؤوسنا إلى سماء الحب وبللت وجهنا بأمطار الحب ولكن يبقى سؤال الحب !! متى .. وأين .. سيرى كل انسان حبه الحقيقي الذي يربطه بقلب إنسان ؟!

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: زوايا عامه

---

lJ'Jv lJk sJlJhx hgJpJf hgJpJf