عدن
فريق التحرير
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن مصيرًا مجهولًا يواجه عشرات من اللاجئين الصوماليين والإثيوبيين الفارين من صعوبات الحياة في بلدانهم عن طريق الهجرة غير الشرعية للوصول إلى المملكة العربية السعودية، حيث تتقطع بهم السبل ويجدون أنفسهم محاصرين في اليمن التي يمزقها الحرب.
واستعرضت الصحيفة الوضع المأساوي الذي تعرضت له مجموعة من هؤلاء اللاجئين الباحثين عن فرصة أفضل للحياة، عبر المخاطرة بركوب قوارب الهجرة غير الشرعية، حتى يصلوا إلى ميناء عدن أو إلى نقطة حدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية للدخول عبر الحدود، من خلال بعض تجار البشر لنقلهم إلى داخل المملكة عبر الدروب الصحراوية.
وقالت الصحيفة الأمريكية -في تقرير مطول نشرته الإثنين (14 أغسطس 2017)- إن اللاجئين يركبون قوارب الموت لأكثر من 24 ساعة، حيث يجبرون على الجلوس على أرضية قارب من البلاستيك أثناء توجهه عبر البحر، ممنوعين من الحصول الطعام والشراب أو حتى التبول.
وتابعت الصحيفة: "مسؤولو القارب يأخذون منهم التمور التي جلبوها معهم للطعام.. بل إنهم يأمرونهم بالقفز في المياه كلما رأوا أضواء قارب دورية تابع لخفر السواحل، وفي اليوم التالي يأتي زورق مهاجر ثانٍ، معبّأٍ بعدد أكبر من الناس، وهذه المرة يقوم المهربون بتصويب البنادق نحوهم ويأمرونهم بالنزول في المياه رغمًا عنهم".
في كل القوارب، كان العدد الغالب من ركابها من المراهقين. وقد فروا من الصومال وإثيوبيا مدفوعين بما وصفوه بأنه مزيج من الفقر والقمع في الوطن.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة، إن عددًا من هؤلاء القادمين إلى اليمن هم من منطقة أوروميا، وهي أكبر ولاية في إثيوبيا، والتي تعصف بها الاحتجاجات المناهضة للحكومة لأكثر من عام. ووفقًا للوكالة، فإنه من بين 280 شخصًا وصلوا على متن قاربين، تأكدت وفاة 54 شخصًا أو فقدانهم.
وقالت الصحيفة، إن بعضهم وصل إلى شاطئ بمحافظة شبوة اليمنية، وبدؤوا يسيرون باتجاه عدن، عبر التلال الوعرة أملًا في اتخاذ طريقهم إلى السعودية.
أحدهم يدعى "سايادو" يحكي فيقول، إنه "كان يعرف أنه متجه إلى منطقة حرب في اليمن، لكنه لم يغير رأيه. وإنه كان يعرف رجلًا كان قد هرّب آخرين من القرى المجاورة إلى المملكة العربية السعودية، وإن هؤلاء المهاجرين أرسلوا إلى بلادهم مالًا كبيرًا بعد وصولهم إلى حلمهم".
لذلك فهو ينوي السير على خطاهم، بمساعدة المهربين. وكان في طريقه إلى العاصمة أديس أبابا، ثم عبر الحدود إلى الصومال، ثم إلى بوساسو، وهي مدينة ساحلية على الساحل الجنوبي لخليج عدن. ومن هناك، مع 160 إثيوبيًّا استقلّ قاربًا مزدحمًا جدًّا لا يجرؤ فيه على الوقوف خشية أن ينقلب.
ويروي الرجل المأساة قائلًا: "لقد جلس بيننا ما لا يقل عن ثمانية مهربين، كلهم صوماليون.. لقد قاموا باختطاف الأشياء القليلة التي جلبناها من الملابس، والمياه، والتمور لاستمرارهم في الرحلة. وأضاف: "قام أحد المهربين وأكل طعامهم أمام أعينهم".
وتابع: "ليس لدي عمل في بلدي، فأنا ذاهب إلى عدن بحثًا عن العبور إلى السعودية"، في حين قال مهاجر آخر يدعى دي بويك، إنه لا يبالي "إذا كان هناك حرب أم لا في اليمن؛ لأنه ميت أيضًا في بلاده".