أريد رأيك خالة حنان:
امرأة في الثانية والثلاثين، تزوجت قبل عشر سنوات، من رجل يكبرها بخمسة عشر عامًا؛ حيث كانت تظن أن تجربتها السيئة في بيت أهلها قد أنضجتها فكريًا في سن مبكر، وبالتالي فكانت تظن أنها قادرة على خوض هذا الأمر بالرغم من تحذيرات الأصدقاء، ولكن نار بيت أهلها أجبرتها على اتخاذ قرار إتمام هذا الزواج، برغم عدم التوافق الواضح في السن والثقافة.
مع مرور الوقت، بدأت تشعر بأنها خسرت كل شيء، وانقلبت حياتها رأسًا على عقب؛ حيث تركت عملها لمرافقة الزوج خارج البلاد، بالإضافة إلى عدم قدرتها على التعامل مع أهله أيضًا، الذين هم من بيئة تختلف كثيرًا عن البيئة التي تربت هي فيها.
الآن وبعد أن أصبحت أمًا لطفلين تحبهما وتشفق عليهما كثيرًا من أن يتربيا هما أيضًا في أسرة تفتقر للحب والأمل، وخاصة أن المواقف المتراكمة منذ عشر سنوات، قتلت أي فرصة لوجود أي حب في هذه الأسرة. ما الحل؟
تلك المرأة الثلاثينية التي تعيش مع رجل في نهاية الأربعينات، تشعر بأنها تعيش حياة أكبر من عمرها الحقيقي، وتشعر أيضًا بالغيرة ممن حولها الذين يتمتعون بحياة طبيعية، علاوة على قلقها على الأطفال ومستقبلهم؛ فهم لا ذنب لهم.
ما النصيحة؟ وهل من حل..
«صديقة»
الحل والنصائح من خالة حنان:
1- يجب أن أصارحك يا ابنتي أنى دهشت جدًا من قدرتك على التعبير عن حالتك ومشكلتك؛ بحيث يبدو لي أنك واعية تمامًا لما يحدث لك، وفي الوقت نفسه تتركين نفسك لليأس والإحباط وصدمة العمر بعد عشر سنوات من الزواج!!
2- هذا الوضع يجعلني أصارحك أيضًا بأن الحب يعطى ولا يؤخذ، بمعنى أنك إذا بادرت بإعطاء الحب لمن حولك؛ فسوف تجدين أبوابًا واسعة كثيرة يدخل الحب فيها إليك ولو من أناس آخرين!
3- هذه هي معادلة الخير التي وضعها الله لنا، لكنك نسيتها كما يبدو، أو أهملتها، وأرى أنه لا حل من دون الاعتراف بأنك قادرة على أن تنقذي نفسك بنفسك وتسعدي طفليك وزوجك وأهل زوجك، واسأليني كيف؟!
4- طالما أنك تعرفين أن أهل زوجك من بيئة أخرى؛ فهذا نصف الحل؛ لأنه سيساعدك على أسلوب التعامل معهم؛ لأني الأفهم والأكثر وعيًا، صدقي يا ابنتي أيضًا أن المحبة لا تتطلب أساليب، هي تبدأ بالعطاء، بالكلمة الحلوة، والهديا البسيطة في المناسبات، والاهتمام بالمساعدة باللطف والحرص، وشيء من الإيثار؛ فالحب كالكراهية، كلاهما يصيبان بالعدوى؛ فلماذا لا تختارين الحب لتريحي نفسك على الأقل، وتنالي ثواب الله قبل أن تنالي اعتراف أو شكر الآخرين؟؟!!
5- هذا ما أنصحك به، كما أشدد أن تبدأي بالبحث عن عمل، وتقنعي زوجك بذلك، وتنظمي وقتك بشكل جيد؛ كي تحصلي على رعاية لهما أثناء غيابك في عملك، يجب يجب يجب أن تبدأي ولا تنتظري، أكرر ذلك بقوة؛ لأن استمرارك في معاملة نفسك كمظلومة، سيزيد من المشكلة.
6- واضح أيضًا أن زوجك يكبرك بالعمر، وأنك تشعرين بشبابك؛ فحاولي أن تشديه إلى عالمك، أيضًا بالمحبة التي تصنع الأعاجيب يا حبيبتي، وصدقي خالتك حنونة!!!
7- أخيرًا تخيلي هذا السيناريو بعد عدة أشهر من تطبيقك هذا الحل: ستكونين في السوق تشترين ملابس للأطفال، ويكون زوجك برفقتك، وربما تكونين حاملاً وتتمتعين بحنان الزوج وشيء من البذخ بسبب عملك وحصولك على راتب مهما كان بسيطًا، وفي طريق عودتكما ستمرون مع الأولاد على بيت أهل زوجك الذين يرحبون بكم، ويلحون في أن تبقوا معهم للعشاء، في الوقت الذي تقدمين فيه لحماتك أو أخت زوجك هدية بسيطة تعبر عن حبك واهتمامك!!! أليست هذه الصورة أجمل بكثير من حالة الصدمة التي تعيشينها؟