وقف اليوم الفريق المكلف من صحة جازان بصحبة طاقم طبي من الصحة النفسية لمعاينة المسنة عليّة وأبنائها ودراسة حالتهم النفسية تجاوبًا مع ما نشرته "سبق" بعنوان "بعد 4 سنوات .. عدسة "سبق" تعاود زيارة "مسنة الكراتين" وأبنائها فتكتشف المفاجأة."
وأكد الفريق الطبي الذي رافقته "سبق" اليوم للأسرة أن أحد أفرادها يعاني انفصامًا بسبب الوحدة، ما سبب له مضاعفات حادة ويستوجب ضرورة نقله للمستشفى، مبينًا أن الأسرة تحتاج إلى رعاية اجتماعية.
وكانت صحة جازان أكدت أن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان وجه بتشكيل فريق طبي لزيارة المسنة عليّة وأبنائها ودراسة حالتهم النفسية.
وكانت "سبق" قد نشرت اليوم تقريرًا حمل عن حال الأسرة التي رصدتها "سبق" قبل أربع سنوات والتي تفاعل معها حينها عدد من رجال الأعمال وجمعيات خيرية تبرعوا لها بمنزل وآخر بترميم منزلها وآخر بتأثيثه، ولكن المفاجأة التي حدثت في هذه الزيارة ، لم نكن نتوقعها .. لم يحدث شيء الوضع نفس الوضع ولم تزرهم إلا لجان اكتفت بكتابة تقارير عن حالتهم فقط.
وكانت "سبق" قد التقت المسنة عليّة التي تردد عبارتها نفسها منذ أربعة أعوام "متى تفرج.. متى تفرج"، متسائلة عن التبرعات التي أعلن عنها رجال الأعمال وعدد من الجمعيات الخيرية، مؤكدة أن معظم زيارات اللجان لها تتحدث عن إشكالية في ملكية الأرضية التي قائم عليها منزلها، مبينة أنها تسكن في هذا الموقع منذ ستين عامًا.
ورصدت "سبق" صورًا لمنزلها الذي لم يُكمل إنشاؤه ، نوافذه قِطع قُماش ممزقة نافذًا منها الضوء، أبوابه ألواح خشب متآكلة.
وفي إحدى غرف المنزل المتهالكة يقع أحد أبنائها والذي يعاني مرضًا نفسيًا شديدًا منذ عدة سنوات، وفي الغرفة الأخرى متمدد ابنها الأصغر على كرسي خشبي دون فراش وهو يعاني الآخر المرض نفسه، ويحتوي مطبخ المنزل على قدور فارغة متراصة على لوح خشبي، وبراد شاي لم يوضع على نار منذ عدة أشهر، دورة مياه المنزل دون مياه كونها عبارة عن مجموعة بلك متراصة فوق بعضها.
وبدأت "عليّة" حديثها قائلة: للأسف تخلى الحظ عني وأبنائي ولم يستطع فاعل الخير إكمال بناء المنزل بعد أن فرحنا بنبأ تبرعه بعد أن تفاعل معنا أمير المنطقة حيث كنا نسكن القش في أرقى أحياء جازان كون الأرض ملكًا لزوجي، وتشبثت بحقي في الحياة فعشت حياة بدائية وأبنائي على هامشها، نفترش أرضًا خاوية من أبسط مقومات الإنسانية.
وبينت بحديثها: "أدمى قلبي مشاهدة أبنائي يبكون من مرضهم وحرارة الجو فلا جدران تقينا ولا كهرباء تنير أيامنا، طحنتنا الأيام في تروسها وكتب القدر لي أن يهجرني النوم."
وختمت حديثها بأن اللجان التي تزورني بشكل شبه يومي دون أي فائدة أفقدني الأمل، فمن سينشلني وأبنائي من هذا العذاب.