أعظم الفرائض
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعظم الفرائض
نِعَمُ الله،تعالى،على عباده لا تحصى،وكثيرٌ من الناس لا يبصرون من نِعَمِ الله إلا النِّعمَ الدنيويةَ الحسيةَ الزائلة،ويغْفَلُون عن النِّعمِ الدِّينِيَّةِ التي شرعها الله،تعالى،لهم،وهداهم إليها، وهي أعظمُ أثراً على العباد،وأكثر نفعاً لهم،
قليلٌ من الناس من يدرك المعاني العظيمةَ لهذه الفرائضِ والعبادات،وأثرها في صلاح قلوبِ العباد،واستقامة أمورهم، وهناء عيشهم، فهيَ جنةُ الدنيا الموصلةُ إلى جنةِ الآخرة،
فواجب العبادِ أن يشكروا الله،تعالى،حين شرعها لهم،وأَوجبها عليهم،ثم يشكروه،سبحانه وتعالى،حيثُ هداهم لمعرفَتِها، ووفَّقَهُم لأدائها،فكم من جاهل لم يعلمها،وكم من محروم فرَّطَ في أدائها، وكم من مستكبر أعرض عنها،
الصلاةُ هي أعظمُ الفرائضِ في الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمودُهُ الذي لا قِوَامَ لهُ إلا بها، ولا حظ لمن تركها، ومن ضيَّعها فقد ضيَّع دينه،
قال النبي،صلى الله عليه وسلم،لمعاذ،رضي الله عنه(ألاَ أُخبركُ برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه،قال،بلى يا رسول الله،قال، رأسُ الأمر الإسلام،وعمودُه الصلاة،وذروة سنامه الجهاد)
قال شيخ الإسلام،رحمه الله تعالى،ومتى وقع عمودُ الفُسطاطِ وقعَ جميعُه، ولم يُنتفع به،
لقد اشتملتِ الصلاةُ على أفضلِ الأعمال،فمنها،التكبير، وقراءةُ القرآن، والتسبيحُ، وأنواعُ الذِّكر والدعاء،
ومن أفعالها،القنوتُ، والركوعُ والسجود،وقد بلغت الغايةَ في الذُّلِّ والتعظيم لله تعالى،
ودليل عظيمِ منزلتها عند الله،جل جلاله،أن الملائكةَ والنبيينَ يتقربون إلى الله،تعالى،بها،وهم أفضل خلق الله،تعالى،وأعلَمُهُم به سبحانه وتعالى،
وفي حديث الإسراء أن النبي،صلى الله عليه وسلم- قال(ثم رفع لي البيت المعمور،فقلت،يا جبريل ما هذا،قَال،هذا الْبيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك،إِذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهِم،
وكانت الصلاةُ من أوائل الأعمالِ التي دعا النبي،عليه الصلاة والسلام،لإقامتها،
كما في سورة الروم(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)الروم،
بل جاء في ختام أول سورة نزلت على رسول الله،صلى الله عليه وسلم(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)العلق،
فأَطلق سبحانه السجود،لأن السجود أخص صفاتها،وربط بين السجود والاقترابِ من الله،تعالى،
وهذا يدل على أن الصلاةَ أعظم قربة إلى الله،جل وعلا،
وفي مسند الإمام أحمد،أن أول شيءٍ علمه جبريل النبي،صلى الله عليه وسلم،الوضوءَ والصلاة،
فلما أُسري بالنبي،صلى الله عليه وسلم،وعُرج به إلى ما فوق السماء السابعة حتى سمع صريف الأقلام،أَخذ فريضةَ الصلاة عن ربه،جل جلاله،مباشرة بلا واسطة،
فرضها الله،تعالى،خمسينَ صلاة ثم خففها إلى خمس في الأداء، وخمسينَ في الأجر والمثوبة،
|
|
|
Hu/l hgtvhzq
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|