ياجارَ قلبي مغيبُ الشّمسِ خـوفّني
من طولِ ليلي ومنْ أنّاتِ تـذكاري
من أوّلِ الـشّفق الـزّاهي بحـمرته
لآخـرِ الغـسقِ الـواهـي بأوزارِي
فـبتّ مُـختليًا عـن حاسدٍ أشِـرٍ
أخشى تـشفّيَهُ في الهـائم السّاري
لـمْ أدرِ مااجْترحتْ نفسِي ومااقْترفتْ
ومـاجــــنايتُها يـاأيّــــها الـدّاري
فـإن حكمتَ لها بـالقرب أسْعدَها
وإنْ قسوتَ فـما جاوزتَ أقـداري
وأنـتَ صاحبُها في الحـالتين رضًى
وقدْ ملكتَ بها طـوعي وإجـباري
ونمتُ من رهقِي فطافَ بي حلمُُ
وداعبتْ أملاً في القلبِ أفكارِي
في عالم كـمُلتْ حسنًا خمائـلُه
وامْتدّ زخـرفُهُ فاشتقتُ أسفارِي
هبّ النّسيم بشرْقِيّ الهوى عبقًا
وحرّك الفنَنُ الولهـانُ أوتـارِي
فأصدرتْ غزلاً بالـوردِ أسْكرهُ
واهْـتزَّ من طـربٍ غِرّيدُ أسحارِي
فراح يُـنشدُني قـلبي مـوشّحَهُ
وكان يغرِفُهُ منْ عـذب أنهـاري
أعادَ ماذهبتْ أيـدي الشّتاءِ به
وراح مفتتِحًا في العشقِ مشواري