كثيرا ما يجلس المرء مع نفسه ويتفكر بحقيقة أن الحياة نهايتها إلى زوال، فكل ما فيها لا يدوم إلى الأبد. حتى ما يمر على الشخص من سلبيات وإيجابيات فكلها في النهاية إلى زوال.
موقع dumblittleman ذكر قصة تعطي معنى عدم دوام شيء في الحياة، حيث تتحدث القصة عن رجل ثري يطلب من أحد الخدم أن يبحث له عن "الخاتم السحري" الذي يمكنه تحويل تعاسة المرء إلى سعادة ويمكنه تحويل سعادة المرء إلى تعاسة. علما بأن الرجل الثري كان متأكدا من عدم وجود مثل هذا الخاتم في الواقع.
ومرت الشهور والخادم ما يزال يبحث عن "الخاتم السحري" إلى أن وصل أخيرا إلى أحد التجار وقرر أن يصف له الخاتم لعله يجد ضالته. عندما سمع التاجر بما يبحث عنه الوزير، نظر لخاتم ذهبي كان بحوزته والتقطه ونقش عليه جملة واحدة ومنحه للخادم الذي قام بدفع الثمن المطلوب وهو يكاد يطير من السعادة لتمكنه من إنجاز مهمته.
عند عودة الخادم لبلاده، قدم الخاتم للرجل الثري على أنه هو "الخاتم السحري"، أصابت الرجل الثري الدهشة وهو يمسك بالخاتم، لكنه أدرك الأمر عندما قرأ الجملة المنقوشة على الخاتم والتي تقول "وهذا أيضا سيمر في النهاية". لكن تلك الجملة هزت الرجل الثري من الداخل كونه علم بأن كل شيء سيمر، حتى قصوره وممتلكاته ستزول شيئا فشيئا.
تقدم تلك القصة حكمة تحتاج من المرء أن لا يعتبر أي شيء في الدنيا من المسلمات، فكل شيء يمر وسيبقى كذلك إلى ما شاء الله. وهذا يدعو المرء إلى الاستمتاع بما يملك حتى لا يعيش في قلق مستمر. فعلى الرغم من أن جملة "كل شيء سيمر في النهاية" لا تنطبق على الإيجابيات فقط، بل على السلبيات أيضا كالمشاكل والأزمات التي يتعرض لها الإنسان في مراحل حياته المختلفة.
والسؤال هنا كيف يمكن للمرء التعود على عدم اعتبار أن ديمومة منح الحياة من المسلمات؟ إجابة هذا السؤال تكمن في تطبيق النقاط التالية:
- العيش في الحاضر: لعل أسهل الطرق للتعامل مع حقيقة عدم دوام الشيء هي العيش بالحاضر والابتعاد عن التنقل عبر الزمن بلين الماضي والمستقبل. وتذكر بأنه لا توجد فائدة من الاستغراق بالندم على الفرص الضائعة التي مرت بالماضي، والخوف من كيفية الصورة التي سيكون عليها المستقبل. عندما تقتنع بوجودك في الحاضر، فإنك ستدرك قيمة الأشياء التي لديك مهما كانت بسيطة. انظر لمحيطك والبيئة التي تعيش بها، وللأصدقاء من حولك واعلم كم أنت محظوظ بوجودهم حاليا. لا تنتظر فقدان النعمة حتى تدرك قيمتها، وانتبه أنك تملك الآن العديد من النعم التي تستحق منك أن تشكر الله أولا، وتشعر نفسك بالسعادة لامتلاكها ثانيا.
- الرغبة بما لديك: يحقق النجاح بتطبيق هذه الخطوة الكثير من الفوائد التي تصب بمصلحة المرء وتبعده عن اعتبار ما لديه من المسلمات التي ستدوم. فتركيز رغبات المرء على ما لديه بالفعل ستبعد انتباهه عما افتقده أو ما فشل بتحقيقه. ينصح العديد من المختصين أن يقوم المرء بتخيل سيناريو خاص في ذهنه يجعله يتخيل لدقائق زوال النعمة التي بين يديه وبالتالي فإنه يستطيع إدراك قيمتها الحقيقية ويستمتع بوجودها.
- مساعدة الآخرين: تعتمد الكثير من المعتقدات الروحانية القديمة على حقيقة أن تعاملاتنا في الحياة تسير بشكل دائري، بمعنى أن ما نقدمه اليوم للآخر سيعود لنا في وقت من الأوقات. لذا سواء كنت مقتنعا أم لا بهذه النظرية، حاول أن تطبقها في حياتك، فعندما تقوم بمساعدة الآخرين ستدرك أن السعادة في الحياة لا تقاس بمادياتها وبما تملكه أنت كشخص، وإنما بما يمكن أن تقدمه لغيرك أيضا. قد لا تشعر بلذة هذا الشيء مباشرة، لكن عندما تجد الشكر حتى في عيون من ساعدتهم فتأكد أن هذا سيجعلك تشعر بمعنى آخر للحياة، معنى قد يكون خافيا على الكثيرين.
- عدم اليأس: لا تدع حقيقة عدم دوام الحال تخيفك، بالعكس اجعلها سلاحك الذي تواجه به مشاعر التوتر والقلق التي تسيطر عليك. أحضر ورقة وقلم واكتب بخط عريض "وهذا أيضا سيمر بالنهاية" وعلقها أمامك في الغرفة حتى تراها كل يوم وتتأكد بأن الحياة تمنح السلبيات والإيجابيات لكن التأقلم عليها يكون بيدك أنت وحدك.