03-02-2017, 03:43 AM
|
|
|
|
|
مرض الغرَض!
عُرف في الامثال القديمة ان الغرض مرض،
وهذا يعني ان من امراض النفس والقلب هو مرض الهوى الفاسد من حظ النفس البشرية،
فمتى كان الانسان له غرض ومقصد قد انطوى عليه قلبه فلا تظن ان هذا الانسان سوف يكون منصفا معك او قائما معك بالقسط والقسطاس المستقيم،
وسوف يقوم عقله الباطن بتعليل جميع تصرفاته المريضة وسيقوم عقله بتصديق هذه التبريرات
وسوف يختار من البراهين والادلة ما يبين ان الحق الكامل والحقيقة المطلقة مع الهوى والغرض النفسي الباطن..
وهذا ما يبين لك سبب تبني بعض المدارس الفكرية والمذهبية الافكار الكاملة لمؤسس تلك الافكار والمذاهب لان هناك هوى وحبا غالبا لصاحب الفكرة ومؤسس المذهب
وهو غلو في الحب لدرجة التعامي عن الحق الذي تتبناه الاتجاهات الاخرى والمذاهب الشتى..
تجد احيانا تكتلات عائلية او قبلية او حتى قطرية او دولية ترى ان الحق لا يتجاوز افرادها مطلقا
، وان الظلم والخطأ دائما عند الاخرين، وهذا إن كان بيّنا للقارئ الكريم بسبب وضوح التعصب الاعمى للقبيلة والدولة او المذهب والدين
، الا انه يغيب عنا ذلك حين يكون التعامل بين الافراد كالإخوة والاصدقاء والاقارب والجيران والزملاء،
فكل منا وان حاول الانكار والظهور امام الاخرين بالفضيلة المطلقة،
الا اننا ننطوي في داخل انفسنا على الانانية التي تصنع لنا قناعات ومبررات ونوايا لتحقيق الخير لنا ولو على حساب الاخرين
، وهذه من حظوظ النفس البشرية التي تطغى وتستفحل ما لم يقم الانسان بترويضها وتقليم حدة مخالبها،
بحيث تقف عند محبة تقديم الخير إلى نفسها دون أن تعني حرمان الاخرين من هذا الخير، ولو ارتقت الى منزلة الايثار المحببة
فقدمت احيانا الخير الى الاخرين دون نفسها فذلك خير وهي رياضة ايمانية لا يستطيعها الا من يرجو الله والدار الاخرة،
لكن ان عجزت النفس عن هذا الرقي الايماني فلا اقل ان تكف اذاها فلا تتدخل في حرمان الاخرين من الخير
لا لشيء الا لانها عاجزة عن اللحاق بهم او مساواتهم وكأنها بهذا الفعل تقوم بتقسيم الرزق وتحديد نصيب كل فرد حتى لا يعلو احد عليها..
ومن ذلك عندما تدخل مع احدهم في سجال علمي او نقاش فكري، فتقوم انت بدحض حججه وتحطيم اركان براهينه وادلته ثم تأتيه بالحجج الساطعة
والبراهين الثابتة على صحة ما ترى وتعتقد
، ثم تجده لا يُعمل عقلا ولا يحلل فكرا ولا يلوي على شيء غير الرد عليك والجدال معك والعودة الى مربع البداية او الحيدة الى مواضيع اخرى خشية التسليم
بالحق الظاهر للجميع، فما تملك الا ان تصرخ فيه باعلى صوتك لتقول له ان الغرض مرض،
فادعو الله ان يشفينا ويشفي كل من رده الهوى عن الحق، وان يهدينا الى رؤية الحق والتسليم به.
/
ممَا قرأتّ ..
lvq hgyvQq!
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:13 PM
|