02-20-2017, 06:22 PM
|
|
|
|
التعريف باليوم الآخر
1- التعريف بيوم القيامة:
اليوم الآخر هو يوم القيامة وسُمِّي ذلك اليوم باليوم الآخر لأنه اليوم الذي لا يوم بعده[1].
والقيامة: أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيهاً على وقوعها دفعة. وقيل: أصله مصدر قام الخلق من قبورهم قيامة[2].
2- بعض أسماء يوم القيامة:
سمّى الله عز وجل ذلك اليوم الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب بأسماء كثيرة، وقد اعتنى جَمْع من أهل العلم بذكر هذه الأسماء، وفيما يلي أشهر هذه الأسماء مع تعريف مختصر بكل اسم:
أ- الساعة: قال الله تعالى: وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ [الحجر:85]، وقال: إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا [طه:15].
قال القرطبي: "والساعة كلمة يعبّر بها في العربية عن جزء من الزمان غير محدود، وفي العُرْف على جزء من أربعة وعشرين جزءاً من يوم وليلة اللذَيْن هما أصل الأزمنة... وحقيقة الإطلاق فيها أن الساعة بالألف واللام عبارة في الحقيقة عن الوقت الذي أنت فيه، وهو المسمى بالآن، وسُمّيت به يوم القيامة إما لقربها فإن كل آت قريب، وإما أن تكون سُمّيت بها تنبيهاً على ما فيها من الكائنات العظام التي تصهر الجلود، وقيل: إنما سُمّيت بالساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة"[3].
ب- يوم البعث: قال الله تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَـٰكُمْ مّن تُرَابٍ [الحج:5]، وقال: وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَـٰنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ [الروم:56].
قال ابن منظور: "البعث: الإحياء من الله تعالى للموتى، وبعث الموتى نشرهم ليوم البعث"[4].
ج- القارعـة: قال الله تعالى: ٱلْقَارِعَةُ (1) مَا ٱلْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ [القارعة:1-3]، وقال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ [الحاقة:4].
قال القرطبي: "سُمّيت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها، يقال: قد أصابتهم قوارع الدهر، أي: أهواله وشدائده"[5].
د- يـوم الخروج: قال تعالى: يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقّ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ [ق:42]، وقال تعالى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج:43].
سُمّي بذلك لأن العباد يخرجون فيه من قبورهم عندما ينفخ في الصور[6].
هـ- يـوم الفصـل: قـال تعالى: هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَـٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ [المرسلات:38]، وقال تعالى: إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَـٰتاً [النبأ:17].
سمي بذلك لأن الله يفصل فيه بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون وفيما كانوا فيه يختصمون قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [السجدة:25][7].
و- الصاخـة: قال تعالى: فَإِذَا جَاءتِ ٱلصَّاخَّةُ [عبس:33].
قال القرطبي: "قال عكرمة: الصاخة: النفخة الأولى، والطامة الثانية؛ قال الطبري: أحسبه من صخّ فلان فلاناً إذا أصمه، قال ابن العربي: الصاخة التي تورث الصمم وإنها المسمعة، وهذا من بديع الفصاحة حتى لقد قال بعضهم:
أصمني شرهم أيام فرقتهم فهل سمعتم بشرٍ يورث الصمما
ولعمرو الله إن صيمة القيامة مسمعة تصم عن الدنيا وتسمع أمور الآخرة"[8].
3- منزلة الإيمان باليوم الآخر:
إن وجوب الإيمان باليوم الآخر أمر معلوم من الدين بالضرورة، وهو أحد أركان الإيمان الستة، ومنكره خارج عن الإسلام، ولقد خُصّ اليوم الآخر بمزيد من العناية والتعظيم لشأنه في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مظاهر عناية القرآن والسنة بشأن اليوم الآخر ما يلي:
1- ربط الله تعالى الإيمان به سبحانه بالإيمان باليوم الآخر كما في قوله تعالى: لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلَـئِكَةِ... [البقرة:177]، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم))[9].
2- الإكثار من ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية.
3- كثرة الأسماء التي جاءت له في القرآن الكريم.
أما أدلة إثبات البعث والنشور فلقد اهتم القرآن الكريم اهتماماً بالغاً وأولاه عناية فائقة وجعل إثباته بطرائق شتى وصور مختلفة، وسيأتي فصل كامل في هذا البحث لبيان الطرق التي استعملها القرآن لإثبات البعث، وسنذكر هنا اتفاق جميع الأنبياء على الإخبار بالمعاد، ويدل على ذلك أمور:
1- أخبر القرآن الكريم عن جميع الأشقياء الكفار أهل النار أنهم يقرون بأن رسلهم أنذرتهم اليوم الآخر، قال تعالى: كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَىْء إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ (10) فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ [الملك:8-11]، وقال تعالى: وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُواْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءوهَا فُتِحَتْ أَبْوٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءايَـٰتِ رَبّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ [الزمر:71].
فالكفار عندما يُسألون عن ورودهم النار يقرّون بأن رسلهم خوّفتهم لقاء ذلك اليوم، ولكنهم كفروا وكذبوا.
2- عندما أهبط الله آدم إلى الأرض عرَّفه بالبعث والمعاد: قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى ٱلأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف:24، 25].
وعندما غضب الله على إبليس وطرده من رحمته طلب الإمهال إلى يوم البعث فأجاب الحق طلبه: قَالَ رَبّ فَأَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ [الحجر:36- 38].
3- وأول الرسل نوح عليه السلام حذر قومه يوم القيامة وضرب لهم الأمثال الدالة على وقوعه، قال تعالى عنه: وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً [نوح:17، 18].
4- وأبو الأنبياء خليل الرحمن ذكر اليوم الآخر كثيراً، ففي دعائه ربه لمكة وأهلها قال: رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ مَنْ ءامَنَ مِنْهُم بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ [البقرة:126].
5- وجاء في مناجاة الله لموسى: إِنَّنِى أَنَا ٱللَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِى 14 إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ [طه:14، 15].
6- وهود أنذر قومه وخوفهم لقاء ربهم فكذبوا: وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَاء ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَـٰهُمْ فِى ٱلْحَيـوٰةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَـٰسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظـٰماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [المؤمنون:33-37].
7- وشعيب قال لقومه: يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأرْضِ مُفْسِدِينَ [العنكبوت:36].
8- وجاء في دعاء يوسف ربه: رَبّ قَدْ آتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلأحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ أَنتَ وَليِّي فِى ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ [يوسف:
******* |
hgjuvdt fhgd,l hgNov hgH[v hgjuvdt fhgd,l
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:04 PM
|