من المقولات الشهيرة للشاعر ويليام بليك: "قد تتجسّد النهاية في حبّة رمل، وقد يتكرّس الخلود في زهرة"، لكن ذلك ليس أمراً سهلاً في الواقع، إذ سنتحتاج في سبيل ذلك إلى لحظة من الانسجام الداخلي، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فنحن البشر لا نسمح لأنفسنا بأن ندرك عظمة كل لحظة نعيشها.
ففي بعض الأحيان تعبّر اللحظة التي نعيشها عن نفسها بطريقة عفوية جداً، كأن تكون سائراً في الطريق ثم تجلس فجأة، وتشعر عبثاً بأن الكون كله انطوى في داخلك، وتنتابك رغبة جامحة في البكاء، ليس بكاء حزن أو بكاء فرح، وإنما لمجرّد استعراض عواطفك الدفينة التي ترغب في التعبير عنها،عندئذ ستشعر أنك لامست تلك العواطف، مع أنك لم تكن قادراً على شرحها.
دقق هنا.. لاحظ أننا - بشراً - نجد صعوبة هائلة في التركيز على اللحظة الراهنة، فتفكيرنا ينصبّ دائماً على ما أنجزناه في السابق، وكيف كان بمقدورنا إنجازه بصورة أفضل. كما أننا نفكر في عواقب أعمالنا، ولماذا لم نتصرف بالطريقة الأنسب، كما أننا نشعر بالقلق أيضاً، لدى التفكير في المستقبل وما سنفعله في قادم الأيام، والمقاييس التي علينا اتباعها، فضلاً عن التفكير في المخاطر التي تتربّص بنا وكيفية تجنّبها، في مقابل تحقيق الأهداف التي طالما حلمنا بها.
مقياسنا دائماً نحن البشر فيما إذا كنا مخطئين أو مصيبين هو "شعورنا بالسعادة"، في حقيقة الأمر علينا أن نركز على الغوص في أسرارنا الذاتية، حينها سنرى أن القليل من الثقة بالحياة سيكون مفيداً حتماً، وسيمنحك القدرة على خوض كل التجارب والغوص أكثر في أعماقها.
لاحظ أن الأشياء التي تزعجنا موجودة في الماضي فقط، وهي رهن قراراتنا التي نتخذها عن المستقبل. وهذه الأشياء تمثّل المخدّر الذي يلوّث تفكيرك ويجعلك غير قادر على فهم المستقبل.
إن استخدام الخبرة الشخصية قد يعني محاولة حل المشكلات الحديثة بأدوات قديمة، وأنت تمشي في هذا الكوكب حاول أن تلاحظ الشكل الحقيقي للسماء والأرض، وهو أمر ممكن إذا لم تسمح لنفسك أن تكون مشلولاً بالخوف من تجاربك السابقة التي تتحكم بك، عليك أن تثق باللحظة ومن ثم "إذا كنت تثق بالحياة فستمنحك الحياة ثقتها