في الوقت الذي لا يزال يقف فيه شعوب العالم أجمع مع ما يحدث من مجازر بحق المستضعفين بحلب المحاصرة من خلال المناشدات والمطالبات والمظاهرات أمام سفارات روسيا، تواصل مواقع التواصل الاجتماعي رصد الحالات الإنسانية والظلم الذي وقع بأهالي حلب، وفقدهم الأطفال والشيوخ والنساء.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه طفل يعتصر حزنًا وألمًا لفقدان والده، الذي راح ضحية القصف المكثف على حلب؛ إذ يناشد والده ببراءة الطفولة عدم تركه، ويدعو الله أن يلهمه الصبر، ويصرخ بهستيرية "بابا الله يوفقك لا تتركني.. يا الله صبرني".
وكان مسؤول التفاوض عن المعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب، الفاروق أبو بكر، قد أشار إلى أن مفاوضات تجري حاليًا مع الروس بوساطة تركية، وتوقع التوصل خلال ساعات لاتفاق جديد، يسمح بإجلاء المدنيين والمقاتلين من الأحياء المحاصرة بعد انهيار الاتفاق السابق بسبب سعي إيران لفرض شروط جديدة، تشمل إطلاق أسرى من مليشياتها.
ووفقًا لموقع قناة الجزيرة، قال أبو بكر أثناء اتصاله بالقناة: إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء الثلاثاء انهار، ولكن المفاوضات والاتصالات استمرت مع الروس. وأضاف بأن المفاوضات مع الجانب الروسي لم تعد مع الوسيط الذي لم يستطع ضمان تطبيق الاتفاق السابق، وإنما أصبحت تركيا وسيطًا، وهي تضغط من أجل إعادة وقف إطلاق النار.
كما قال المفاوض عن فصائل المعارضة في حلب إنهم تواصلوا مع الروس للاستفسار عن انتهاك الاتفاق، وأضاف بأن الجانب الروسي تعلل بأنه لم يكن هناك تنسيق مع القوات السورية والإيرانية.
وكانت قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه قد قصفت صباح أمس الأحياء المحاصرة شرقي حلب، بينما كان يفترض البدء بإجلاء دفعة أولى من الجرحى على متن حافلات باتجاه ريف حلب الغربي.
وقال الفاروق أبو بكر إن الروس برروا انتهاك الاتفاق بأنه لم يكن هناك تنسيق بين القوات السورية والإيرانية، بل إن وزارة الدفاع الروسية اتهمت فصائل المعارضة بأنها بادرت بخرق وقف إطلاق النار، وقالت إن الجيش السوري سيستمر بعملياته العسكرية في حلب.
من جهته، أكد مصدر مقرب من النظام السوري استمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق جديد على خروج مقاتلي المعارضة من حلب، بينما قال مصدر قريب من ملف التفاوض لوكالة الصحافة الفرنسية إن المحادثات تجري حاليًا بين كل من النظام السوري وروسيا وإيران وتركيا.
وقالت الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري بأن السلطات السورية مستعدة لفتح الطريق أمام المسلحين للخروج من حلب، لكن المسلحين يرفضون وقف إطلاق النار.
وكان لافروف قد قال في وقت سابق إن موسكو أقامت ممرات آمنة للمدنيين وأخرى للمسلحين الذين قرروا الانسحاب من المدينة سلميًّا.
وأكدت المعارضة السورية أن الاتفاق الأول انهار بسبب سعي إيران لربط إخلاء المناطق المحاصرة في حلب بموضوع إجلاء جرحى الفوعة وكفريا، وهما بلدتان مواليتان للنظام السوري في ريف إدلب، تحاصرهما المعارضة المسلحة، وتسليم أسرى وجثث لقتلى من المليشيات الشيعية، ومنها حزب الله اللبناني، وحركة النجباء العراقية، ولواء (فاطميون) الأفغاني.
وقال مصدر قريب من النظام السوري في وقت سابق أمس إن الحكومة علقت تنفيذ الاتفاق الأول لارتفاع عدد الراغبين في مغادرة شرقي حلب من ألفَيْ مقاتل إلى عشرة آلاف.
وأضاف بأن الحكومة تطالب أيضًا بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين، بينما قالت المعارضة إن هذا البند لم يكن في الاتفاق الأصلي.
كما نقلت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن المفاوضات لن تكلل باتفاق ما لم تتحقق مطالب الحكومة السورية.