في 13 أكتوبر مكرهاً من القصر الجمهوري تحت قصف الدبابات والطيران السوري، لم يكن يخيل إليه أنه سيعود بعد" 26" سنة إليه رئيساً، وإن تبدلت تحالفاته السياسية من "عدو" للنظام السوري في عهد حافظ الأسد إلى مهادن مع الأسد الابن، وحليف لحزب الله، الذي لطالما ناصبه العداء والانتقادات طوال سنوات منفاه في باريس، قبل أن يقلب هذا الرجل الثمانيني الذي يصفه حلفاؤه قبل خصومه بالرجل الذي لا يمكن توقع تصرفاته، خريطة تحالفاته رأساً على عقب.
حربان طاحنتان
ففي جعبة عون رئيس لبنان الذي انتخبه البرلمان اللبناني اليوم الاثنين، حربان طاحنتان كلفتا الجيش اللبناني مئات القتلى، فضلاً عن مفقودين انتظرهم أهاليهم لسنوات دون معرفة مصيرهم.
"حرب تحرير" خاضها "الجنرال" كما يسميه مناصروه، كونه كان قائداً للجيش آنذاك، ف4 مارس 1989 ضد الجيش السوري الذي كان منتشراً في لبنان. إلا أن تلك الحرب كلفت لبنان المزيد من الخسائر والقتلى، ولم تنته "بتكسير رأس حافظ الأسد" كما أعلن ذلك عون في إحدى تصريحاتها النارية يوم كان في القصر الرئاسي، بل بكسر "صاحب اللباس المرقط"، الذي غادر منهزماً تحت قصف الدبابات السورية، ولاجئاً إلى السفارة الفرنسية.
وفي يناير عام 1990 خاض "حرب إلغاء" ضد حزب القوات اللبنانية الذي كان مسلحاً خلال سنوات الحرب الأهلية، وهي الحرب التي لا يزال مسيحيو لبنان حتى يومنا هذا يتأسفون عليها، مترحمين على من سقط من الشباب هباء.
صبيحة 13 أكتوبر 1990 شنت القوات السورية المتواجدة في لبنان هجوماً بالتعاون مع قوات من الجيش الذي كان بإمرة إميل لحود على القصر الرئاسي في بعبدا، إلا أن عون كان خرج ليلاً إلى السفارة الفرنسية، وأعلن تصريحه الشهير طالباً من فصائل الجيش اللبناني الذي كانت تقاتل بإمرته إلى تسليم سلاحها.
بعدها سافر عون إلى باريس وبقي في منفاه 15 عاماً حتى العام 2005، خاض خلالها مناصروه ما سمّوه "مقاومة سلمية" للاحتلال السوري للبنان.
وفي مايو عام 2005، وبعد أشهر على اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري عاد عون إلى لبنان.
خاض الانتخابات النيابية، ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائباً وهي ثاني أكبر كتلة في البرلمان.
في الطائرة مع زوجته ناديا عائداً من المنفى
يوم عاد إلى لبنان.. بعد 15 عاماً قضاها في باريس
إثر عودته من باريس في مايو 2005 وتوجهه إلى نصب الجندي المجهول
تحالفه مع حزب الله
في 6 فبراير 2006 انقلبت تحالفات عون، فبعدما كان من منتقدي سياسة ودور حزب الله في لبنان، وقع اتفاقاً مع الحزب، الذي لطالما انتقد ساسته وتبعيته لإيران.
وفي ديسمبر 2008 زار عون رئيس النظام السوري ميشال عون.
يوم توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله
وفي 31 أكتوبر 2016 عاد عون إلى القصر الجمهوري رئيساً، بعد أن دعمه رئيس الحكومة السابق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، محملاً بتعقيدات "تحالفاته" لاسيما مع حزب الله ومعارضة الحليف الأبرز للحزب وهو رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لهذا الانتخاب!
مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إثر اعلان الأخير دعم ترشيحه للرئاسة