05-25-2014, 09:36 PM
|
|
|
|
|
الزمن الذي نقضيه مع أولادنا
للوقت في حياة المسلم أهميّة كبيرة ، ولذا نبّه الدين الحنيف إلى استغلاله أحسن استغلال ، وجعل يوم القيامة الجزاء على الوقت بعد السؤال .
وأوقاتنا لا تكاد تتسع للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا ، من هنا كان نجاح أحدنا مرهون في قدرته على ترتيب الأولويات ، ومدى سرعة الإنجاز ، والقدرة على اقتناص الفرص ، والأخذ من وقت الفراغ إلى وقت الانشغال ، ومن وقت الصحة إلى وقت المرض .
ومن أولويات الوالدين اهتمامهما بأولادهما ، ورعايتهم الرعاية المتكاملة الجوانب والتي تكون نتيجتها إنشاء جيل متفهم للحياة ، ومقدر للمجتمع الذي يعيش فيه ، ومتعرف على مسؤولياته وقائم بها .
وحتّى يتمّ هذا لا بدّ أن تنتقل الخبرات والمعلومات عبر قنوات عدّة لتصل المعارف إلى الأبناء .
ولكن ترك هذا الأمر دون رعاية والديّة يجعل الأبناء يقعون في أخطاء قد يصعب تصحيحها في بنيتهم الجسمية والنفسية والفكرية .
ومن هذا المنطلق كانت الرعاية الوالدية هامّة جداً ، ولا أقول إن الرعاية الوالدية يجب أن تكون آناء الليل وأطراف النهار ، لأن الحياة كثيرة المشاغل والتزامات الناس تستنفد الجهد والوقت .
إلا أن تضافر عدة عوامل يجعل للدقيقة في الإشراف على الأبناء قيمة ، ومن هذه العوامل أن تسود روح المحبّة والتفاهم والاحترام .
فالمحبة تجعل الصعب سهلا والتفاهم يجعل قنوات الاتصال بين الوالدين وأبنائهم منفتحة ، والاحترام المتبادل يجعل للوالدين وتربيتهما قيمة ، ويجعل للأبناء ذاتاً محترمة ومقبولة ومعترفاً بها ، وهذا ما ينشده الأبناء .
إنّ وقتاً للتواصل العاطفيّ لا بدّ منه ، يبدأ بالنظرة الحانية المتفائلة ، ويزداد حسب حاجة الطفل ، فالصغير حاجته لهذا الوقت ألزم ، والمريض يحتاج إلى زيادة هذه الأوقات ، كما أنّ وقتاً للعب يجعل للحياة بهجة .
وأهمية اللعب تختلف حسب المرحلة ، ولا يكاد يُستغني عنه ، فلكل جيل ألعابهم ، ومشاركة الوالدين اللعب مع أطفالهم تعني زيادة في التعلم والتواصل والمحبّة ، كما أن تخصيص وقت للهو والمرح يعني الكثير بالنسبة للأطفال والشباب ، فلا بدّ من جلسات عائلية يتخللها المرح ، ولا بدّ من نزهات تقوي أواصر الود ، وهناك وقت للحوار ، وأهميته تطال الصغار والكبار ، فكم يسعد الطفل بالتحاور معه بلهجة هادئة ، ولحظة حانية تثمر فكرة ومتعة وفائدة .
ولكن حين يكبر الأولاد يصبح للحوار أولوية ، فهم بحاجة إلى معرفة أنفسهم ، ومعرفة الكون من حولهم ، والتساؤل عن عقيدتهم .
وهناك وقت للعبادة يتصاحب فيه الآباء مع الأبناء في طاعة لله قد تكون : تلاوة من القرآن أو صيام نفل أو زيارة أرحام أو إكرام أيتام .
ولا شكّ أنّ هذه الأوقات قد تكون للأطفال والناشئين معاً ، وقد يكون لكل فرد منهم على انفراد وذلك يحدده الموقف وتقتضيه الحاجة ، ولا بدّ من العدل في صرف الأوقات في الأحوال العاديّة .
وهناك وقت لتنمية مهارة أو موهبة لمسها أحد الأبوين عند أحد الأولاد .
وأخيراً فإن أحدنا إنما يسعى في هذه الحياة الدنيا ، ويستثمر ليعيش مع أسرته حياة سعيدة ، إلا أن الاستثمار الأكبر هو بناء ذوات الأبناء والعناية بهم وحمايتهم وتأمين الجو الأسري الآمن حتى نستحق بجدارة دعاءهم : ( ربّ اغفر لي ولوالدي ، ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً ).
hg.lk hg`d krqdi lu H,gh]kh hg`n hg.lk
غنج / تسلم الايادي ي عمري ع الاهداء الجميل
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:52 PM
|