07-26-2016, 08:25 PM
|
|
|
|
غيث لا ينقطع
غيث لا ينقطع
- قالت لي مُحدّثتي :
أتعجَّب كثيرًا مما يفعله والدي في الصباح فقد كان يجمع علب الحليب ذات الحجم الكبير ويغسلها !
حتى علمتُ فيما بعد أنَّهُ يأخذها معه إلى المسجد ويتركها عند برادات الماء التابعة للمسجد فيأخذها العمال وينتفعوا بها !
أبتسمُ طويلًا كُلَّما تذكرت قولها وكأنِّي به قد وضع نصبَ عينيْه أنْ /*
تَزَوَّدْ مِنَ التقوى فإنكَ ﻻ تدري * إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ ؟
إنَّهُ العطـاء ,*
لهُ أهلٌ قد شُغفوا به و مالت أنفسُهم إلى ماعند الكريمِ الرحمن سُبحانه
فتاقت أرواحُهُمْ وتطلَّعتْ إليهْ , وسارتْ في كُلِّ دربٍ مُوصلٍ إليهْ ,
حتى ينتهي بهم الدرب إلى جنةٍ عرضها السماوات واﻷرض أُعدت للمُتقين !
ﻻ عجب ! .. ألم يقل الله تبارك وتعالى :*
{ وَأَنْ لَيْسَ لﻺنسَانِ إلَّا مَا سَعَى وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ! } ؟
إنَّ العظماء والنُّبﻼء وأصحاب النُّفُوس الكبيرة ﻻ تكاد أعينهم تقرّ بنعيم
وﻻ يستقيم له حال وﻻ يطيب لهم عيش إﻻ بالعطاء ..*
فتراهُم أولي أرواح نديَّة وأيدٍ سخيَّة و أخﻼقٍ عشبيَّة و ابتسامة ماطرة و قُلُوبٌ بالحُبِّ والبذل زاخرة ..
باختصار / هُم غيْثٌ ﻻ ينقطعْ ! .. فﻼريب أن يكُونُوا هُم أسعد الناس وأحسنهم خلقا !
وأذكر أنَّ بعضهم عرَّفَ: الخُلقَ الحسنَ بأنَّهُ /
كفُّ اﻷذى و بذل الندى (العطاء) و الصبر على اﻷذى و الوجه الطَّلق !
ولنا في رسُول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة حيث كان من أسخى الناس و أجودهم وأكرمهم ,
أما قالت له خديجة رضي الله عنها مُخفِّفةً عنه وَ مُثبتةً له :
[ كﻼ أبشر ، فوالله ﻻ يخزيك الله أبداً .. !
إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ] !
فكأنَّها تقول ﻻ تحزنْ , فـما جزاء اﻹحسان إﻻ اﻹحسان !*
نعم والله ..*
فالعطاء قِبْلَةُ السعادةِ و التوفيق كما هي اﻷعمال التطوعيَّة
إذ تبقى دائِمًا تنضح بالخير حتى أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ,
حينما جاءه رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِهِ، أوصاهُ أنْ / إذا أردتَ أن يلين قلبك و أن تدرك حاجتك فامسح رأس اليتيم، ..!
- إنَّ من الجميل أن يُعطي اﻹنسانُ بﻼ أسباب وﻻ مناسبات وﻻ ينتظر الشُّكر وﻻ رد الجميل وﻻ يتوق إلى المقابل..
فإنَّهُ إذا ألزم نفسه بهذه السياسة وتدربت روحه و مرنت مع هذه الرياضة أفلح و فاز برضا الله ومحبته ..
ومن الذي ينشد غيرها ؟!*
ألم يقل الله تبارك وتعالى : { إنَّ اللهَ يُحبُّ المُحسنين } ؟
والله هذه هي الغاية وأصحاب الهمم العالية و المطالب الغالية
ﻻ يلتفتون إلى أي ردٍ لﻺحسان مُقابل اﻹحسان اﻷكبر من الرحيم الرحمن فإنَّ العُمر يفنى و اﻷنفاس تُعدّ واﻷيام تنقضي !
فرابح أو خاسر..و بخ بخ لمن أعطى وأعطى فمات و الذكرُ يُخبر / أنَّ ما كان هوَ لله ثُمَ للتاريخ ؛ فليشهد .!
- إشــارة /
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ×× فالذكرُ لﻺنسانِ عمرٌ ثاني ,
|
|
|
yde gh dkr'u d,r~u udf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:33 AM
|