قد يُبتلى بمعصيه
وقد يُبتلى بمعصيه يذهله وقوعه فيها وقد كان بينه وبينها آماد بعيدة ومراحل عديدة وكانت
تفصله عنها أسوار عالية من الخشية والورع وجدر محصنة بالتقوى والزهد والإخبات
فيتعجب فعلاً ويتساءل مستنكرا غير مصدق: كيف وقعت فيها ؟!
أنَّى لي تجاوز كل الحوائل وطي كل تلك المسافات ؟!
أين ذهبت كل أسوار الخشية وحواجز الورع التي كانت تحول بيني وبين ما هو أدنى بكثير من تلك المعصية؟!
والحقيقة أن دهشته سببها تغافله عن خطوة أولى خطاها متبعا شيطانه ومصدقا وعده ومغترا بتزيينه
خطوة خطاها ذاهلا عما يحدث وأنه بتلك الخطوة قد وقع في الفخ وأن الخطوة سيتلوها خطوات إن لم ينتبه ويتدارك نفسه
خطوات سماها مولاه: خطوات الشيطان
خطوة ثم أخرى ثم ثالثة ورابعة ظل يتقدم تدريجيا دون أن يلحظ إلا البريق ولا يلتفت إلا للتزيين
ورويدا رويدا بدأت قدماه تغوصان في الوحل وهو لا يشعر بملمسه القذر على رجليه
وفجأة أفاق ليجد نفسه هنالك وقد تلطخ جسده الطاهر وتدنست روحه الورعة وغاص جسده
في وحل الخطيئة حتى كاد أن يغرق في تلك البقعة التي تؤدي إليها تلك الخطوات
خطوات الشيطان..
فالآن يندهش وبعد كل ذلك يتعجب؟!
أما كان من الأفضل له بدلا من أن يقضي الوقت في الذهول والدهشة أن يتدارك نفسه
وينفض عنها تلك الأوحال ويغادر ذلك المسار الذي رسمته الخطوات الشيطانية؟!
أما آن له أن يعود أدراجه ويبحث من جديد عن أحجار ورع ولبنات خشية وملاط من تقوى
ليعيد بناء أسوار تهدمت وجدر تصدعت وحواجز قد انهارت ؟!
أما آن له أن ينتبه لموضع قدميه وأن يحذر لكل خطوة لعلها تقع من جديد
على خطوات عدوه اللدود خطوات الشيطان.
محمد علي يوسف |
r] dEfjgn fluwdi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|