تزخر الجزائر بعدة مواقع اثرية رومانية متنوعة من بينها مدن كاملة على غرار مدينة تيمقاد الاثرية "Timgad" او "Tamougadi " سابقا بالرومانية و هي احدى مواقع التراث الحضاري و الثقافي العالمي لليونيسكو
تقع مدينة تيمقاد في ولاية باتنة بمنطقة مستوية وسط جبال الاوراس تم تشييدها سنة 100 م في عهد الامبراطور "تراجان" لاسباب دفاعية قبل ان تصبح اهم مدن الامبراطورية الرومانية على الاطلاق في افريقيا
تتميز المدينة بتصميم يشبه شكل لوحة الشطرنج تحتوي طريقين رئيسيين يقسمانها الى اربعة مربعات صغيرة الاول يمتد من شمال الى جنوب المدينة و الاخر من شرقها الى غربها
يتخلل الطريقين الرئيسسين طرق فرعية موازية لهما تفصل بين مختلف البيوت و المرافق العمومية للمدينة
حيث كانت المدينة الاصلية تتميز بتصميم جميل اذ احاط الرومان مدينتهم باسوار تحميها بينما تنوعت الحياة الاجتماعية في الداخل بتنوع المرافق المكونة لها و التي لا تزال اثار بعضها واضحة رغم مرور 19 قرنا كاملا على تشييدها على غرار الفوروم أو الساحة العمومية ويحيط بها المجلس البلدي ومعبد الإمبراطور وقصر العدالة إلى جانب السوق العمومي والمحلات التجارية، وغير بعيد عنها شُيد المسرح لإقامة التظاهرات الاحتفالية المختلفة.
في منتصف القرن الثاني عرفت المدينة تطورا كبيرا و توسعا استوجب هدم اسوارها
بالكامل من اجل بناء مرافق جديدة مثل الحمامات و المكتبات و المعابد و توسع في البيوت حيث راح البعض لتسميتها "مومباي نوميديا" لكبرها مقارنة بقرائنها الرومانية الاخرى كما تعتبر مدينة تيمقاد فريدة من نوعها في العالم كونها الوحيدة المحافظة الى الان على جميع مرافقها طيلة هذه المدة و يعتبرها علماء الاثار " المدينة الرومانية المثالية "
في القرن الخامس احتل الوندال المدينة و عاثوا فيها فسادا مثلما فعلوه بباقي المدن الرومانية في الجزائر , بعد الوندال جاء دور البزنطيين الذين نهبو مجموعة من اثار المدينة التي استعملو بعضها في تحويل المعبد الكبير الى قلعة بيزنطية لا تضاهي جمال فن العمارة الروماني
بدخول الفتوحات الاسلامية الى الجزائر نزح السكان الى مدن مجاورة حديثة تم تشيدها انذاك تاركين تيمقاد بسلام
ابتداءا من القرن 19 قامت السلطات الجزائرية بعمليات بحث و تنقيب واسعة لمحاولة استرجاع اثار المدينة حيث تم الى حد الان اكتشاف 75% منها