من المفاهيم الخاطئة أن الأطفال المصابين بالربو هم على شاكلة واحدة لأن مرضهم مشترك، وهذا من المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها لأن الأطفال المصابين بالربو يختلفون من حيث حدّة الأعراض واختلاف المهيجات والتفاوت في الحاجة للعلاج وأنواعه وجرعاته. ومن المفاهيم الخاطئة أن استخدام أدوية الربو كالبخاخات يؤدي إلى اعتماد أو إدمان الطفل عليها بالذات عند الكبر، ولا يوجد أي أساس علمي أو حتى واقعي لهذه الشائعة التي يتبادلها آباء الأطفال المصابين بالربو، وربما يكون مصدر هذه الشائعة ما يلاحظه عوامّ الناس من وجود أطفال استخدموا أدوية الربو المستنشقة في صغرهم واستمرّت حاجتهم لاستخدام هذه الأدوية في كبرهم، ويمكن تبرير هذه الملاحظة باستحضار التفسير الصحيح لها والمتمثل في أن هؤلاء الأطفال استمرّت حاجتهم لأدوية الربو في كبرهم لأنهم يعانون من ربو مزمن استدعى حاجتهم للمواظبة على العلاج. ومن المفاهيم الخاطئة أنه عند انقطاع أعراض الربو فلا حاجة لمواصلة العلاج والحقيقة أن العلاج الوقائي (والذي يهدف لاستمرار حالة السيطرة على الأعراض) يكون فعالاً فقط حال الانتظام عليه وما أن يتم إيقاف استخدامه فإن احتمال حدوث النكسات والنوبات الحادة سيكون وارداً، لذلك ينبغي ألا يتم ايقاف الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب المعالج. ومن المفاهيم الخاطئة أن بخاخات الربو تحتوي على الكورتيزون وهو علاج ضار ولذلك يجب إيقافه قدر الإمكان، والصحيح أنه تعتبر مركبات الكورتيزون التي تدخل في تركيبة بخاخات الربو آمنة بشكل عام وغير مسببة لآثار جانبية ضارة، بشرط أن يتم استخدام الجرعات التي تناسب عمر الطفل وبطريقة صحيحة وفق توجيه الطبيب المختص، ولا يؤدي استخدام هذه البخاخات إلى تأثيرات جانبية على طول الطفل ونموه، بل على النقيض قد تؤدي نوبات الربو وانتكاساته المتكررة إلى قصور في الأكسجين وإجهاد تنفسي مزمن يضاف إليه احتمال استخدام جرعات الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن، هذه العوامل هي التي قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على نمو الطفل. ومن المفاهيم الخاطئة أنه يجب الحرص على منع الأطفال المصابين بالربو من ممارسة الرياضة واللعب وهذه قناعة خاطئة تماماً، بل على العكس يهدف علاج الربو إلى الوصول إلى حال السيطرة الكاملة التي تسمح للطفل المصاب بممارسة حياته اليومية ومشاركة أقرانه اللعب والرياضة، وقد يدل وجود نشاط أعراض الربو عند ممارسة الرياضة إلى نشاط المرض أو إلى قصور خطة العلاج الوقائي. ومن المفاهيم الخاطئة الاعتقاد بأن أجهزة البخار هي الحل الأمثل والأكثر فعالية عند مقارنتها بالبخاخات المتصلة بحجيرات الاستنشاق، والحقيقة أنه قد أثبتت كثير من الدراسات المخبرية والإكلينيكية الفعالية المتساوية بل وفي بعض الدراسات أفضلية استخدام البخاخات مع أنابيب أو حجيرات الاستنشاق وبالذات المزودة بصمام أحادي الاتجاه، التي بالإضافة لفعاليتها فإن لها مزايا إضافية كسرعة الاستخدام، وعدم الحاجة للتيار الكهربائي وعدم الحاجة لحفظ وخلط محاليل العلاج، وكذلك كونها محمولة في كل مكان وبالتالي سهولة استخدامها داخل وخارج المنزل.
* قسم الأطفال