تلاطف.. لأنك لطيف ..!
إن قلت «كباب، من فضلك» سيكون سعر وجبتك 3.80 يورو، وإن قلت «أعطني كبابا» فستدفع 4 يورو،
أما أي شخص يصرخ بكلمة «كباب» فقط، فسعر صحنه سيكون 4.50 يورو.
«ألطف يعني أرخص».. هذه هي الطريقة الوحيدة التي وجدتها صاحبة مطعم كباب في فيينا،
لإرغام الزبائن على اللطف واللباقة، بعد أن ضاقت بالأسلوب الفظ
وقلة الاحترام من الزبائن.
اللطيف.. لطيف القول والفعل والمعشر.
فان تقول شكرا وعفوا، ان تفتح باباً لعابر، ان تقول صباح الخير لحارس الأمن،
ان تبتسم في وجه غريب، ان تعطي كرسيك لمن هو أكبر منك،
ان تتبرع بالمدح كما تتبرع بالنقد، ان تفرح لفرح غيرك،
ان تسر لنجاح صديق وتعبر له عن فخرك به.. كلها تدخل تحت خانة اللطف.
اللطف؛ حالة من حالات السمو الإنساني ترتقي به النفس، يضفي جوا من الألفة والود،
ويعطي الإنسان شعورا بالراحة والنشوة.
واللطف ليس مفيدا للمحيطين بك فحسب،
بل هو كممارسة يومية يُحفز على السعادة الذاتية،
اذ في حالة اللطف، يفرز دماغ الإنسان مادة السيروتونين المسؤولة
عن تحقيق التوازن ومحاربة الاكتئاب والقلق عند الاثنين (اللطيف والملطوف به).
أثناء الغزو، وبعد خروجنا من الكويت،
توقفنا أمام مطعم في مدينة الدمام السعودية وطلبنا وجبات للعائلة.
ما ان رأى صاحب المطعم لوحة الكويت على سياراتنا حتى رفض تسلم النقود.
أصررنا ولم يقبل. أراد الأطفال المزيد من الطعام،
فخجلنا ان نطلب من المكان ذاته، فاضطررنا أن نذهب الى مطعم غيره،
لنفاجأ بنفس اللطف والكرم من صاحب المطعم الثاني.
الاجمل أن اللطف، معد كالفيروسات، فإن كنت لطيفاً مع أحدهم،
فستسري الحالة تلقائياً لتلد لطيفا لثالث ورابع،
ويصبح اللطف معديا يدفع الآخرين للامتثال.
وقد أثبتت الدراسات أن مشاهدة اللطف والسمو الأخلاقي
تجعل الناس يرغبون في أن يتصرّفوا مع الآخرين بلطف وإيثار بعد أن التقطوا «العدوى».
بيد أن البعض يخلط بين اللطف والضعف للأسف،
ويعتقد أن اللطف يؤثر سلبا في مركزه الاجتماعي وقدره،
فنراه يتصرف بفظاظة مع من هم أقل منه مركزا أو عمرا،
ظانا أن تجهمه يضيف إليه الوجاهة والهيبة.
فليعلم الفظ أن التعامل بلطف واحترام الآخر، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية
أو العلمية أو الطبقية، لا ينقصان من قدره وهيبته ومن وجاهته الاجتماعية
بل يزيدانها. فاللطيف معك وفظ مع العامل البسيط ليس لطيفا، وإنما ضعيف.
يقال إن اللطف والبر والإحسان تطبّع وليست طبعا،
فلنرغم أنفسنا عليها حتى نعتادها. فاللطف مجاني كالابتسامة،
مفهوم بكل اللغات واللهجات ومن قبل كل الناس،
وهو الوسيلة الأسرع والأسهل للوصول ليس إلى جيوب البشر، بل إلى قلوبهم.
تلاطف، ليس لأن الآخر لطيف، بل لأنك أنت كذلك.
وعندما تكون محترما مع الناس، ليس بالضرورة انهم يستحقون ذلك ،
ـــ كما يقول كونفوشيوس ـــ بل لأنك أنت المحترم.
كلمات في غاية اللطافة مماتصفحت فكانت هنا ,,
تحياتي /
jgh't>> gHk; g'dt >>! g'dt
أختلف جداً لو أشباهي مئات ،
مالإحساسي وذاتي اربعين ..
|