تعدّ صناعة الزرابي من بين التراث الثري الذي تزخر به الحضارة العربية الإسلامية، منذ القدم مارسها السكان وتفنّنوا في إتقانها وزخرفتها وهي من بين أكثر الفنون التطبيقية انتشارا، وتعود إلى العصور القديمة ومن الأرجح أن القبائل الرّحل هم أول من اهتدوا إلى هذا الابتكار، وذلك لأنهم غير مستقرين، فطبيعة الحياة التي تحمل الإنسان على التخفيف قدر المستطاع من المتعة دفعت به إلى استعمال صوف حيواناته لتوفر له الدفء المطلوب.
ان صناعة الزريبة ضاربة بجذورها في الجزائر بل أنها تعد جزءا من تراثنا الوطني الثري وسمة له وتاريخا مشرقا ودليلا على الأصالة والإبداع أيضا و قطعة فنية رائعة.
و نجد لكل منطقة في الجزائر زربية خاصة . تختلف صناعة الزربية من منطقة لاخرى فنجده تختلف في ألأوانها ورسوماتها.
ومن أشهر أنواع الزرابي في الجزائر نجد زربية غرداية وزربية قصر الشلالة و زربية بابار وكذا زربية الحراكتة والنمامشة والمعاضيد بالإضافة لجبل عمور وغيرها .
وإن كانت الرسوم مختلفة في نسج الزربية في الجزائر فاننا نجد لها ارتباطا وثيقا بالتراث كالحلي البربرية من أساور وأقراط و غيرها و قد تعدت بعض الرسومات لحد الإشادة بالشخصيات التاريخية كما حدث في الجلفة إذ كانت الزرابي تزين بصور للرئيس “هواري بومدين” وحتى بعد وفاته رحمه الله مازالت صوره تزينن الزرابي دليل على التعلق به.
يختلف مصطلح الزربية من منطقة لأخرى، فتعرف الزربية الأكثر قدما في منطقتي الحراكتة والنمامشة وهي الزربية ذات أبعاد كبيرة، أما الزربية ذات الأبعاد الصغيرة فتعرف بـ "المطرح" وتعرف في منطقة جبل عمور بـ "الفراش" أو "الفراشية".
و هذه الصّناعة تنحصر بالخصوص في منطقتين الشرقية والغربية.
فنجد في المنطقة الغربية نوعين رئيسيين من الزرابي المشهورة زربية جبل عمور، وزربية قلعة بني راشد، أما مراكز الجهة الشرقية نجدها منتشرة منتسبة إلى بابار "خنشلة" وتمتد إلى الجنوب الحدود الصحراوية نجد زربية الحراكتة ، النمامشة، المعاضيد وزربية وادي سوف.
وهذه بعض النماذج من الزربية الجزائرية: