كيف تُنصِف مُخالِفك..!
ذَكر الإمام مُسلم، في مقدّمة صحيحه، بإسناده إلى عبد الله بن المبارك، قال: "قلتُ لسفيان الثورى: إن عبّاد بن كثير؛ مَن تعرف حالَه.. وإذا حدَّث جاء بأمرٍ عظيم -يكذب في حديث النبيّ-، فترَى أن أقول للناس: لا تأخذوا عنه؟!
قال سفيان: بلى!
قال عبد الله: فكنتُ إذا كنتُ فى مجلس ذُكر فيه عبّاد؛ أثنيتُ عليه فى دينه، وأقول: لا تأخذوا عنه".
ولكن كيف الوصول إلى هذه النَّصفَة والعدل..؟!
أيكون ذلك عبرَ المانشتّات اللاذِعة، وتهييج الفزّاعات الرَّاكدة، والتُّهم المُعلَّبة..؟!
أيكون ذلك بالهجوم قبل التبيُّن، وحالة الترصُّد والترقُّب، والتربُّص والتحزُّب..؟!
أيكون ذلك بشنيع الكلام، والشتائم العِظام، والحَمل على المُخالف مَيلةً واحدة..؟!
إن ممَّا يُوصِل إلى العدل والإنصاف مع مُخالِفك: ليس التشهير بُجمَل كلامه، على طريقة: إن الناسَ يقولون شيئًا فقُلتُه..!
وإنما على الحقيقة: هو وقوفك على مناطات اجتهاده وأحكامه، واستدلالاته وتعليلاته، ثم النظر في ذلك تحقيقًا وتَحكيمًا وتنظيرًا، وعَرض ذلك على قواعد الشّرع، وأصول العلم والترجيح!
وهكذا تقترب أكثر من إنصاف مُخالِفك .. فإما تُوافقه، أو تُخالفُه، أو تتوقَّف..!
أو على الأقلّ .. تكون قد تفهَّمتَ مُنطلقاته وأصوله، فيكون أدعَى لأن تَقدره قدْرَه..!
وساعة أن تترجَّح لديك مُخالفتُه، وهمَمتَ بالتشهير بذلك؛ فيَلزمُك: أن تعرض للناس مناطات حُكمه وأصوله، ثم تَنقضها نقضًا علميًا رصينًا، وتبيَّن للناس موارد خطئِه، وتُبرز لهم وجه الحقّ الذي ظهر لك بدلائله..!
هكذا يحتاج الناس منك، وهكذا حقّهم عليك..!
وهذا كلُّه والمُخالف ربما فردٌ واحد .. فكيف بمُخالفة جماعة..؟!
أمّا التشهير المُجرَّد، والطعنُ المُحزَّب، والرَّمي المُعلَّب؛ فهو إلى اللَّهو أقرب..!
خاصَّة في المسائل الكبار، التي تَفنَى في تحقيقها أعمار..!
فإذا كان هذا هو الشأن مع الناقد المُتصدّر، فكيف يكون شأن المُقلّد المُتلقِّي..؟!
أيقول عاقل: أنه يَسعُه من التشهير والسّباب، مالَم يسَع شيخَه..؟
فيَا رحمكم الله أنصِفوا.. وإذا قُلتُم فاعْدِلوا..!
;dt jEkwAt lEohgAt;>>! lEohgAt; jEkwAt ;dt
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|