النفس البشرية عند الغضب
أبدع سيد قطب رحمه الله في تحليل موقف النفس البشرية عند الغضب.
وقف وقفة تأمل و تحليل إبداعية عند قول الحق تبارك و تعالى : { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }.
فقال رحمه الله و تقبله في الشهداء :
بعد الإشارة الخفيَّة إلى سماحة الله مع الإنسان في ذنوبه وأخطائه، فتُحَبِّب في السَّماحة والمغفرة بين العباد. وتجعل صفة المؤمنين
أنَّهم إذا ما غضبوا هم يغفرون، وتتجلَّى سماحة الإسلام مرَّةً أخرى مع النَّفس البشريَّة، فهو لا يكلِّف الإنسان فوق طاقته.
والله يعلم أنَّ الغضب انفعال بشريٌّ ينبع مِن فطرته وهو ليس شرًّا كلَّه، فالغضب لله ولدينه وللحقِّ والعدل غضبٌ مطلوب وفيه الخير.
ومِن ثمَّ لا يُحَرِّم الغضبَ في ذاته، ولا يجعله خطيئةً. بل يعترف بوجوده في الفطرة والطَّبيعة، فيعفي الإنسان مِن الحيرة والتَّمزُّق بين فطرته وأمر دينه.
ولكنَّه في الوقت ذاته يَقُودُه إلى أن يغلب غضبه، وأن يغفر ويعفو، ويحسب له هذا صفةً مُثْلَى مِن صفات الإيمان المحبَّبة.
هذا مع أنَّه عُرِف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه لم يغضب لنفسه قطُّ، إنَّما كان يغضب لله، فإذا غضب لله لم يقم لغضبه شيء.
ولكن هذه درجة تلك النَّفس المحمَّديَّة العظيمة، لا يكلِّف الله نفوس المؤمنين إيَّاها. وإن كان يحبِّبهم فيها. إنَّما يكتفي منهم بالمغفرة عند الغضب
والعفو عند القُدْرَة، والاستعلاء على شعور الانتِقَام، ما دام الأمر في حدود الدَّائرة الشَّخصيَّة المتعلِّقة بالأفراد) في ظلال القرآن.
أبو الهيثم
|
|
hgkts hgfavdm uk] hgyqf hgyqf hgkts
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|