قصص ظريفة من كتاب البخلاء
الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، و لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه.
وقد ألف كتاب البخلاء والذي يذكر فيه قصص طريفة عن البخل وأهله
وكذلك ألف كتاب البيان والتبيين والحيوان
كان الجاحظ دميما" و ظريفا"،
حلو الحديث و صاحب نكتة، حتى على نفسه
توفي الجاحظ بعد سقوط مجموعة من الكتب عليه من أرفف مكتبته وكان عمره 94 سنة.
(1)
في يوم مر أحد التجار الرحالة على احدى المدن،
وقد كانت هذه المدينة مشهورة بالبخل الشديد وعندما وصل التاجر الى هذه المدينة في يوم صيف حار جدا اضطر الى طرق الابواب ليطلب منهم بعض الماء أو الأكل وكان يعلم بأنهم لن يعطوه شيئاً ولكنه مرغم على ذلك ,
فلم يلبي أحد طلبه وكانوا ينهروه ويطردوه حتى وصل إلي أحد البيوت وطرق الباب فخرجت اليه جارية وقال لها أنا جدا ظمآن فهلا سقيتني جرعة ماء ؟ فأجابته بأن ينتظر قليلا ,
فخرجت عليه بعد برهة ومعها آنية كبيرة مملؤة باللبن البارد وقدمتها إليه
فلم يصدق هذا الرجال مارأته عيناه فأخذ يشرب بسرعة فائقة حتى ارتوى.
فقال لها : لقد ظلموكم الناس حين قالوا ان مدينتكم مدينة البخلاء ؟
فقالت له : كذلك نحن , والله لولا إن الفأر سقطت وماتت في هذ اللبن ماسقيناك إياه أبدا !!!
فقام الرجل على الفور فرمى الإناء من يده فكسره .
فصرخت الجارية على الفور وقالت : ويحك لقد كسرت جرة سيدتي ياويلك منها !!
(2)
أتتني امرأة وأنا على باب داري فقالت: لي إليك حاجة،
وأريد أن تسير معي. فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صانع،
وقالت له: مثل هذا.
وانصرفت، فسألت الصانع عن قولها
، فقال: لا مؤاخذة يا سيدي، إنها أتت إليَّ بحصى،
وأمرتني أن أنقش لها عليها صورة شيطان،
فقلت لها: يا سيدتي ما رأيت الشيطان، فأتت بك وكان ما سمعت!!
(3)
ما شبه أباه
يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه
وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا
نصف كيلو لحم من أحسن لحم
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترى شيئاً
فسأله أبوه : أين اللحم !!
فقال الولد : ذهبت إلى الجزار وقلت له :
أعطنا أحسن ما عندك من لحم
فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزبد
قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لاأشتري الزبد بدل اللحم
.. فذهبت إلى البقال
وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من الزبد
فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس
فقلت : إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس ..
فذهبت إلى بائع الدبس
وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس
فقال الرجل: أعطيك دبساً كأنه الماء الصافي
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك ..
فعندنا ماء صافٍ في البيت
وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً
قال الأب : يالك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء
لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان
فأجاب الابن لا يا أبي .. أنا لبست حذاء الضيف
(4)
البخيل وأولاده
قال رجل من البخلاء لأولاده : اشتروا لي لحماً ، فاشتروا ،
فأمر بطبخة ،
فلما استوى أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة وعيون أولاده ترمقه ،
قال : لن أعطي أحدا ً منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها ،
فقال ولده الأكبر : أشمها يا أبت وأمصها حتى لا ادع للذر فيها مقيلا ً ،
قال : لست بصاحبها ، فقال الأوسط : ألوكها يا أبت وألحسها حتى لا يدرى أحد لعام هي أم لعامين ،
قال لست بصاحبها ! فقال الأصغر : أنا يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها فقال الأب صاحبها وهي لك زادك الله معرفة وحزما ً !!
|
|
rww /vdtm lk ;jhf hgfoghx yvdJf rww