الحياة صعبة في مجمل أحداثها وأفعالها، ومن الطبيعي
أن تكون كذلك، رغم أننا نعيش في واقع ملموس ملؤه
التعب والحيرة، إلا أننا أقسمنا أن نحاول الاستمتاع بها
قدر المستطاع
وكان لا بد من التعامل مع ما يحدث في حياتنا؛ حتى
نتأقلم بالشكل الذي يحقق السعادة لنا
فالظروف والمحاورات وكافة الأمور التي نتعرض لها
في حياتنا قد لا نستوعبها إلا بعد فوات الأوان
وربما بعد أن يكون الأمر قد وصل إلى حالة من اليأس،
وعدم القدرة على التعامل مع الأمر بالطريقة الصحيحة.
انّ سبب اختلاف مفهوم السعادة عند الناس يرجع إلى
حقيقةِ الفقدِ؛ فالشخصُ الذي يفقد شيئاً يرى سعادتهُ
بامتلاكهِ؛ ففاقدُ المالِ يجدُ السعادة في المال، وفي
كسبهِ وتوافرهِ بين يديهِ، وفاقد الصحة
الذي عاش زمناً مع المرض يصارعهُ ويواجه صِعابهِ يرى
السعادةَ في أن يكون سليم الجسد.
الالتزام بالقيم وتخيُّل الأفضل
ينبغي أنْ يلتزم الشخص بقيمه ومبادئه، وذلك من خلال
التمسك والإيمان بكل القيم لأنّ ذلك يؤدّي إلى زيادة
ثقته
وبالتالي الشعور بالسعادة الحقيقية، ويمكن تحقيق
السعادة أيضاً من خلال تخيّل الأفضل؛
حيث إنّ تخيل الأشياء التي يرغب الفرد في الحصول
عليها، هو جزء من الوصول إليها وتحقيقها.
البعد عن السلبية
يجب الابتعاد عن السلبية، والحرص على امتلاك رؤية
إيجابية متفائلة بالحياة، والشعور بالامتنان لما يملكه
الشخص، وتحسين النّفس من خلال تعلّم مهارات
جديدة، وتطوير النّفس،
ومكافأتها، كما يمكن تعزيز الإيجابية من خلال الحرص
على التواصل والانخراط مع الأشخاص السعداء؛
حيث تُظهر الدراسات أنّ الإنسان يشعر بالسعادة
عند بقائه حول السّعداء.
القناعة كنز لا يفنى
كن على اقتناع أنك خلقت في هذه الحياة، وفي هذه
المنطقة، وعلى هذه الشاكلة، بأمر من الله سبحانه
وتعالى
وعليه يجب أن تخضع لأمر الله، وتتكل عليه، ولا تكن
حسوداً أو غيوراً، أو ناقماً على نصيبك من دنياك،
وتقبل أن الله وضعك في هذا المكان وفي هذا الظرف؛
حتى يختبر قدرتك على متابعة المشاكل
التي تعترضك، فإن كنت مقتنعاً، استطعت أن تثبت لنفسك
أنك قادراً على إيجاد السعادة التي تستحقها
فالقلب الذي يملك القناعة، لا بد أن يمتلك سعادة لا تفني،
فكما أسلف المثل: (القناعة كنز لا يفنى).
المرأة والرجل
تعتبر المرأة بالنسبة للرجل طريقه إلى الله، وطريقه إلى
سعادة روحية أبدية، ونصفه الآخر الذي يكمله، وكذلك
الأمر بالنسبة للمرأة، فهي ترى أيضاً في الرجل طريقاً
إلى السعادة ونصفاً آخر يكملها،
لهذا فالشراكة المبنيّة على التفاهم، والمودة، والحب،
والرحمة هي أفضل هدية ونعمة يهبها الله تعالى لأي
إنسان، حيث تدخل إلى نفسه سعادة حقيقية ربما لن
يجدها في أي مكان آخر، ولكن بشرط أن يكون التقارب
تقارب أرواح لا تقارب أجساد فقط.
القناعة والرضا بما قدّر الله سبحانه
رِضا العبد بما قسم الله سبحانه وتعالى سببٌ للسّعادة
والسرور، والفوزُ في الدنيا والآخرة، ومن قناعة العبد
ورضاه أن ينظُر دائماً إلى من هو أقلّ منه من أهل
الدنيا،
ولا ينظر إلى من هو أعلى وأفضل منه؛ فالإنسان إذا
نظر إلى مَن فُضِّل عليه بماله، وجاهه، أو مكانته، أو
أيّ أمرٍ من أمور الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، وأصبح
يَسعى ليل نهار لنيلها، وهو ساخطٌ على كلِ من حولهِ،
وقد استصغر ما عنده من نعم الله سبحانه وتعالى
وهذا الأمر يكثر عند أغلب الناس، أمّا إذا نظر العبد
إلى من هو أقل منه من أمور الدنيا كالمال والمركز
والصحة وغيرها شعر بقيمة نِعم الله سبحانه وتعالى
عليه وقدّرها حق تقديرها
فأظهر نعم الله تعالى عليه، وسعد بها، وشكر
المنعم سبحانه، وأطاعه حبّاً ورضا منه على ما
وَهبه الله به وفضله على خلقه.
إسعاد الآخرين
يمكن الحصول على السعادة الحقيقية من خلال إسعاد
الناس، حيث يؤدي إنفاق المال على الآخرين أو القيام
بما يسمى بالإنفاق الاجتماعيّ الإيجابيّ إلى تعزيز
السّعادة بشكل كبير في نفوس النّاس
حيث منحت دراسةٌ أجريت في جامعة هارفارد عام 2012م
المشاركين فيها بعضاً من الأموال وطُلب من نصفهم
إنفاق الأموال على أنفسهم، ومن النّصف الآخر إنفاق
الأموال بشراء أشياء للآخرين
وتبيّن بعد ذلك أنّ المشاركين المكلّفين بإنفاق الأموال
على الآخرين هم أكثر سعادة من الأشخاص الذين أنفقوا
الأموال على أنفسهم، وعليه يمكن القول إنّ الإنفاق
الاجتماعيّ يزيد من السّعادة،
ممّا يشجّع على الإنفاق الاجتماعي؛ لذلك لا عجب من
مشاركة العديد من طائلي الثروة في الأعمال الخيريّة.
التوقف عن التذمر
يًشكّل التذمّر أحد الأسباب الّتي تقضي على سعادة
المرء ويزيد من مشاعر الغضب وبذلك فإن مُحاولة
التّوقف عن التذمّر واحدة من مصادر السّعادة، من
حيث كونها تقضي على التحدّث المتكرّر الّذي يولّد
الانزعاج، ومن المُمكن تطبيق ذلك من خلال
استبدال هذا الإزعاج الناتج
عن التذمّر باستخدام تلميحات بسيطة من شأنها
الإسهام في إنجاز المهام، إلى جانب القيام بالمهام
ف شكر لك على هذا الطرح المميز
تسلم الانامل على الذوق الرفيع
و الابداع والتميز يعطيك الف عافية
ولا تحرمينا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
فنحن بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل
كوجودك المتواصل والجميل معنا
دمت ودام لنا تميزك
لروحك أكاليل الورد