عادات الأطفال الرضع يصدر عن الأطفال الرضع العديد من السلوكيات في المراحل المختلفة من عمرهم، وباختلاف معدل نموهم، وتجدر الإشارة إلى أهمية معرفة نوع السلوك المتوقع من الطفل، وذلك حتى يتمكن الأهل من تحديد ما إذا كان ذلك السلوك طبيعياً أو نتيجة مشكلة معينة، إذ إنّ تطور السلوكيات ونمطها يختلف باختلاف نمو الطفل، فإذا كان الطفل قد وُلد قبل أوانه فلا تجب مقارنة نموه بنمو المواليد الطبيعيين، حيث إنّ سلوكهم ورضاعتهم تختلف عن أولئك الذين يولودون بعد إتمامهم مدة الحمل.[١] إخراج الرضيع لسانه تُعتبر عادة إخراج الطفل للسانه شائعة، ويرى الكثير أنّ ذلك السلوك يؤكد النظرية التي تنص على أنّ اللغة المحكية تطورت من الإيماءات، وفي إحدى الدراسات التي أُجريت لهذا الغرض والتي أجريت على أطفال في الرابعة من عمرهم من مستخدمي اليد اليمنى، تمّ تجهيز عدّة مهام لمتابعة سلوك الأطفال أثناء القيام بها، ومن أبرز تلك المهام التحكم اليدوي الدقيق مثل فتح الأقفال باستخدام المفاتيح أو اللعب مع الدمى المصغرة، أو المهام التي تحتاج إلى تحكم أقل دقة مثل لعبة الطرق والنقر على الطاولة التي يقوم فيها الطفل بعكس ما يقوم به الباحث؛ بحيث يقوم الطفل بالطرق على الطاولة إذا نقر الباحث الطاولة بشكل خفيف ويقوم بالنقر بشكل خفيف على الطاولة إذا قام الباحث بالطرق عليها بقوة، أو المهام التي لا تتطلب تحكماً يدوياً على الإطلاق مثل سرد القصص، وقد تم تصوير الأطفال لدراسة سلوكهم في أثناء القيام بتلك الألعاب.[٢] لاحظ الباحثون بأنّ الأطفال جميعهم قاموا بإخراج ألسنتهم أكثر من مرة خلال قيامهم بتلك الألعاب والمهام، خاصةً عند قيامهم بلعبة الطرق والنقر، ويعتبر ذلك سلوكاً شائعاً بين الأطفال في مثل هذا العمر، واتضح بذلك أنّ هذه النتائج متعارضة مع توقعات الباحثين، إذ إنّهم كانوا يعتقدون بأنّ إخراج الأطفال لألسنتهم في أثناء القيام بالألعاب التي تحتاج إلى تحكم يدوي أدق وأعلى سيكون أكبر، وفي واقع الحال تُعدّ نتيجة الدراسة منطقية من حيث التاريخ التطوري للغة، وقد فُسّر ارتباط ذلك السلوك مع لعبة النقر والطرق التي تحتاج إلى تحكم يدوي أقل بأنّها تحتاج إلى السرعة، واتباع القواعد الخاصة باللعبة، والإيماء باليد، وبالتفكير فيها نجد بأنّها هي المكونات الأساسية لنظام التواصل أو مبادئ اللغة.[٢] إضافةً إلى ما سبق فقد تبين بأنّه عند إخراج الأطفال لألسنتهم فإنّها تميل إلى الجهة اليمنى، وهذا ما يوحي بأنّ نصف الدماغ الأيسر هو المسؤول عن التحكم بذلك، وهو الجانب الأكثر هيمنة على اللغة، وعليه فإنّ إخراج الأطفال لألسنتهم أثناء قيامهم بالمهام والألعاب يدل على اتصال اليد واللسان باللغة والتواصل، بالإضافة إلى ما تمّ التوصل إليه في أبحاث سابقة والذي أكّد على وجود تداخل بين مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم باليد والكلام، وبالتالي فإنّها جميعها تدعم حقيقة أنّ أفعال اليد واللسان تمتلك علاقة تبادلية، فعند تحريك اليدين فإنّها تكون مصحوبة بحركة اللسان العفوية والمتزامنة.[٢] سلوكات الأطفال الرضع يوجد العديد من السلوكات الطبيعية التي تظهر على الأطفال الرُّضع، وفيما يلي بيان لذلك:[٣] النّوم: تتراوح مدة النوم لدى الأطفال الرُّضع من عشرين دقيقة إلى أربع ساعات في كل مرة ينامون فيها، بحيث يصل مجموع ساعات النوم اليومية إلى حوالي 20 ساعة، وعند بلوغ الطفل الثلاثة أشهر من العمر فإنّ عدد ساعات نومهم تقل لتتراوح بين ست إلى ثمانني ساعات في الليلة الواحدة. التّنفس: تُعتبر مشكلة عدم انتظام التّنفس من الأمور النادر حدوثها لدى الأطفال الرّضع، ففي بعض الحالات قد يتوقف الطفل حديث الولادة عن التّنفس لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ ومن ثم يبدأ بالتنفس فوراً ومن تلقاء نفسه، إلّا أنّه يوجد العديد من الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب فوراً كما في حال تغيُّر لون جلد الطّفل ووجهه إلى اللون الأزرق، أو توقف الطّفل عن التنفس لمدة تزيد عن عشر ثوانٍ. البُكاء: يُعتبر البُكاء إحدى طرق التواصل لدى الأطفال الرُضّع، ويُلاحظ بأنّ بُكاء الطفل الرضيع يكون بلا دموع خلال الشهر الأول أو الثاني بعد ولادته، وغالباً ما يكون البُكاء طريقة لتعبير الطفل عن الحالات المختلفة التي يمُر بها بما في ذلك شعوره بالتعب، أو الجوع، أو عدم الراحة، أو الوحدة، أو الإحباط، ويمكن إيقاف البُكاء بسهولة إذا كان سببُّه ناجم عن الجوع أو عدم الراحة بسبب امتلاء الحفاضة مثلاً، إلّا أنّه في بعض الحالات قد يكون البُكاء بلا سبب محدد، وقد يتوقف الطفل عن البكاء من تلقاء نفسه.[٤] الحواس: يُولد الطفل الطبيعي بجميع حواسه بما في ذلك السمع، والشّم، واللّمس، والتّذوق، وهذا ما يجعله قادراً على إدراك الأمور، وتجدر الإشارة إلى أنّ تلك الحواس تكون أقل دقة مقارنة بالآخرين، وفيما يخص الرؤية فإنّه يُلاحظ بأنّ حركات عيون الطفل خلال الأشهر الأولى بعد ولادته تكون غير مُتناسقة، ويكون قادراً على التّركيز في الأشياء الموجودة على مسافة قريبة منه، كما أنّه بإمكانه اكتشاف الضوء والظلام إلّا أنّه غير قادر على رؤية جميع الألوان، أمّا السمع فيُلاحظ بأنّ استجابة الطفل تبدأ في فترة الحمل، فقد يركل الطفل بطن أمّه استجابة للضوضاء الصاخبة أو الموسيقى الهادئة، وتجدر الإشارة إلى أنّ براعم التذوق تبدأ بالتّكون لدى الجنين بشكلٍ مبكّر، وفي الحقيقة يفضل الأطفال الأشياء ذات المذاق الحلو على تلك التي تمتلك مذاقاً حامضاً أو مرّاً، وفيما يخصّ الشم فقد استطاعت الدراسات التوصل إلى أنّ الأطفال حديثي الولادة يمتلكون حاسة شم قوية تجاه الروائح، فيُلاحظ بأنّهم يفضلون رائحة أمهاتهم ورائحة حليب الثدي، أمّا فيما يتعلّق بحاسة اللّمس فإنّ الطفل يكون قادراً على تحريك يديه وذراعيه بعد ولادته بحرّية، إلا أنّ ذلك قد يسبّب الشعور بالاضطراب لديه؛ ويُعتبر احتضان الطفل أو لفُّه في بطانية أحد السلوكات التي قد تمنح الطفل الشعور بالأمان في هذه الحالة.[٥]