نفحات آيمانية ▪● (يهتم بشؤؤن ديننا الإسلامي الحنيف) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: الصدقةُ من أعظم الأعمال الصالحة، ومِن خير ما يقرِّب إلى الله تعالى، إن النفقة برهان على صحة الإيمان؛ كما قاله صلى الله عليه وسلم في الحديث (الصدقة برهان)؛ رواه مسلم رحمه الله؛ لأن في البذل مخالفة للنفس التي جُبلت على حب المال، وفيه التوكل على الله باستخلاف المال المبذول... وليكن المسلم على حذرٍ من الاستجابة للشيطان في وعده بالفقر، وأمره بالإمساك عن الصدقة، وهذا من أقبح الفواحش؛ قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]. والفضل هو الرزق؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهذا إجماعٌ من المفسرين أن الفحشاء هنا البخل؛ (طريق الهجرتين لأبن القيم رحمه الله375)؛ ا.هـ. واعلم أن إمساك المال وعدم إنفاقه في وجوه الخير، ناتج عن سوء الظن بالله، والعياذ بالله. قال النووي رحمه الله: قالوا: سُميت صدقة؛ لأنها دليل لتصديق صاحبها وصحة إيمانه بظاهره وباطنه. والتردُّد في النفقة دليلٌ على ضعف الإيمان، فإن (الصدقة برهان)، والمال مال الله؛ قال تعالى: ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ [النور: 33]، والدنيا لا تدوم على حال، فاليوم مالك بيدك، وغدا بيد وارثك، والمرء مسؤول عن ماله الذي ينفقه؛ كما جاء في الحديث: عن أبي برزة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه»؛ رواه الترمذي رحمه الله، وقال: حديث حسن صحيح، قال الألباني رحمه الله:حديث صحيح. ويتحرَّى الإنسان في صدقته إخلاصَ النية لله تعالى وابتغاءَ مرضاته، وبعض الناس يتصدق قاصدًا بذلك الرياء والسمعة والمباهاة والتفاخر؛ ليعرف بالصدقة والواجب الحذر من كلِّ ما يشوب ويُحبط الأعمال، نسأل الله العافية والسلامة، فقد ورد في الحديث الذي رواه مسلم رحمه الله (1905):"إنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ..... وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ). ويَحرِص المسلم على أن تكون الصدقة من كسب طيبٍ، ويتحرَّى المحتاجين، ولا يتعمد تقديم الرديء من الطعام أو النعم، بل ينتقي الجيد ما أستطاع؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267]. ولا يُبطل الإنسان صدقته بالمن والأذى؛ لأن هذا يؤذي مشاعر المتصدق عليه ويُبطل الصدقة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]، ولا يرجع في صدقته؛ قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ»؛ رواه مسلمرحمهالله، 1622. فهذا تشبيهٌ في غاية التنفير من الرجوع في الصدقة، والواجب على المتصدق أن يُخرج صدقته بسماحة نفس، وألا يعود في صدقته مهما كانت الأسباب؛ قال ابن القيم رحمه الله: ومن هَدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة أنه كان إذا عرَض له محتاج آثَره على نفسه، تارة بطعامه وتارة بلباسه، وكان ينوِّع عليه الصلاة والسلام في أصناف عطائه وصدقته، فتارة بالهبة وتارة بالصدقة، وتارة بالهدية وتارة بشراء، ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا، كما فعل ببعير جابر رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه؛ (زاد المعاد، 2/ 21،22). وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم: حرصوا على الصدقة، وآثروا على أنفسهم مع ما بهم من الخَصاصة، فقد كان أحدهم يَخرج إلى السوق، فيَحمِل على ظهره بالأجرة ليكتسِب ما يتصدق به، فقد ورد عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:قَالَ: «كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، انْطَلَقَ أَحَدُنَا إِلَى السُّوقِ، فَيُحَامِلُ، فَيُصِيبُ المُدَّ، وَإِنَّ لِبَعْضِهِمْ لَمِائَةَ أَلْفٍ» قَالَ: مَا تَرَاهُ إِلَّا نَفْسَهُ)؛ رواه البخاري رحمه الله، 2273. فيحامل: أي يطلب أن يحمل بالأجرة. المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: نفحات آيمانية ▪● hgf`g ,hgYpshk td aiv hgwdhl hgwdhl ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة: |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك وجعلها الله في موازين حسناتك مودتي وتقديري |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري وودي |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة: |
![]() |
#4 |
![]()
url=http://www.tra-sh.com/up/]
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
رحيل المشاعر
مبدعة ومميزة مميزة في ما تقدمين ربي يسعد قلبك ويوفقك |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
مميزة في ما تقدمين
جزاك الله خير الجزاء |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري وودي |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك وجعلها الله في موازين حسناتك |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خير
وبارك الله في عطائك |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك وجعلها الله في موازين حسناتك مودتي وتقديري |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
همس
يعطيك العافيه ويسلم يدينك لروحك الجوري وودي |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البذل, الصيام, والإحسان |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الطبقة السابعة: أهل الإيثار والصدقة والإحسان. | رحيل المشاعر | نفحات آيمانية ▪● | 16 | 09-29-2024 08:34 PM |
والدتي تمنعني من الصيام في شعبان بحجة أنه لا يجوز الصيام قبل رمضان. فهل هذا صحيح | aksGin | الفتاوى الشرعية ▪● | 9 | 05-24-2022 03:58 AM |
الزيادة والإحسان في علوم القرآن | شموع الحب | المكتبة الاسلامية ▪● | 8 | 05-20-2019 10:19 AM |
فضل كظم الغيظ والعفو والإحسان | ضوء القمر | نفحات آيمانية ▪● | 16 | 11-24-2017 11:12 PM |
إن الله يأمر بالعدل والإحسان~ | فاتن | نفحات آيمانية ▪● | 28 | 12-21-2015 06:07 AM |