12-13-2020, 10:57 AM
|
|
|
|
فِقهُ الأوقافِ والوَصايا والهِباتِ (قراءة وتعريف)
التعريف بموضوع الكتاب
إنَّ مِن أعظمِ العُلومِ التي ينبغي أن تُولَى عِنايةً خاصَّةً: عِلمَ الفِقهِ؛ إذ به يُعرَفُ كيف يُعبَدُ اللهُ سُبحانَه وتعالَى، ويُتوصَّلُ مِن خِلالِه إلى مَعرفةِ الحَلالِ والحَرامِ؛ لذا كانتْ حاجةُ النَّاسِ إليه آكَدَ مِن حاجَتِهم إلى الطَّعامِ والشَّرابِ؛ إذ به تَستقيمُ أمورُ دِينهم ودُنياهم، ويَسعَدونَ في أُولاهم وأُخراهم.
ومِن هذا المُنطلَقِ بدأتْ مُؤسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنِيَّة العملَ على إعدادِ مَوسوعةٍ شاملةٍ في الفِقهِ؛ تيسيرًا للوُصولِ إلى الحُكمِ الشَّرعيِّ، ومَعرفةِ الرَّاجِحِ مِنَ الأقوالِ، خاصَّةً مع كَثرةِ الخِلافاتِ في المَسائِلِ الفِقهيَّةِ، وتَشعُّبِ الأقوالِ والآراءِ العِلميَّةِ.
وهذا الكتاب الذي نُعرِّفُ به: (فِقْه الأوقافِ والوَصايا والهِبَاتِ) هو أحَدُ أجزاءِ الموسوعةِ الفِقهيَّةِ التي أعدَّها فريقُ البحثِ العِلميِّ بمُؤَسَّسةِ الدُّرَرِ السَّنِيَّةِ، وراجعه وأشرف عليه الشَّيخُ: عَلَويُّ بنُ عبدِ القادِرِ السَّقَّافُ.
ومِن أهمِّ ما يُميِّزُ هذا الكتابَ ما يلي:
- الاهتِمامُ بذِكرِ المَسائلِ المُجمَعِ عليها، وما حُكِي فيه الإجماعُ.
- ذِكرُ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ، أو ما تَشتمِلُ عليه مِن أوجُهٍ وأقوالٍ راجِحةٍ.
- الاقتصارُ على أرجَحِ الأقوالِ في المَسألةِ، المبنيَّةِ على الأدلَّةِ الصَّحيحةِ، ودَعْمُ القَولِ الرَّاجِحِ بذِكرِ أبرَزِ مَنِ اختارَه مِنَ العُلَماءِ المُحقِّقينَ.
- الاهتِمامُ بالمَسائلِ التي يَحتاجُها عامَّةُ النَّاسِ.
- الاهتِمامُ بذِكر المسائلِ المُعاصِرةِ، والمُستجدَّاتِ والنَّوازِل، وأقوالِ أهلِ العِلمِ فيها.
- تَيسيرُ المَعلومةِ؛ حيثُ صِيغَ بعِباراتٍ عِلميَّةٍ سَهْلةٍ واضحةٍ مُختصَرةٍ.
وتكمُنُ أهميَّةُ هذا الكتابِ في أنَّه يتحَدَّثُ عن نوعٍ مُهِمٍّ مِن أنواعِ الترابُطِ والتَّكافُلِ الاجتماعيِّ؛ فالإسلامُ دينٌ يدعو إلى التَّكافُلِ ورِعايةِ طُرُقِ البِرِّ وسُبُلِ الخَيرِ على سَبيلِ الدَّوامِ، وفي الأوقافِ والوَصايا والهِباتِ صِلةٌ للرَّحِمِ، وسَدٌّ لخَلَّةِ المُحتاجِينَ، وتخفيفُ الكَرْبِ عن الضُّعَفاءِ والبُؤَساءِ والمساكينِ، وفيها تحصيلُ الأجرِ والثَّوابِ المترَتِّبَينِ على ذلك لِمَن فعَلَه ابتغاءَ وَجهِ اللهِ تعالى، وقد قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا مات ابنُ آدَمَ انقَطَع عمَلُه إلَّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جاريةٍ، أو عِلمٍ يُنتَفَعُ به، أو وَلَدٍ صالِحٍ يدعو له)). رواه مسلمٌ.
ولعَدَمِ مَعرِفةِ كثيرٍ مِن المسلِمينَ لأحكامِ هذه الأبوابِ، ولِما فيها من مسائِلَ تحتاجُ إلى تحريرٍ، جاء هذا السِّفرُ في «فِقه الأوقافِ والوَصايا والهِباتِ» مُوضِّحًا لأحكامِها بأدلَّتِها، مُحرِّرًا لمَسائلِها التي تَباينَتْ فيها أقوالُ العُلماءِ، وذلك بذِكرِ الرَّاجحِ مِن المَذاهبِ الفِقهيَّة غالبًا، مع حَذْفِ نُصوصِ كلامِهم والاكتِفاءِ بالإحالةِ على أهمِّ مَصادرِهم، دُونَ الخَوضِ في ذِكرِ المَرجوحِ مِن الأقوالِ، أو الاشتِغالِ بالردِّ عليها أو مُناقشتِها؛ وذلك خَشيةَ الإطالةِ وتَضخيمِ الكِتابِ، وحِرصًا على إيصالِ الفائِدةِ المَرجُوَّةِ إلى القارِئِ بأقربِ طَريقٍ، وعَدمِ تَشتُّتِه؛ فجاءَ هذا الكتابُ جامعًا لأهمِّ المسائِلِ وأدلَّتِها، وأوجهِ الدَّلالةِ وتَعليلاتِها، دونَ تَطويلٍ مملٍّ، أو تَقصيرٍ مُخلٍّ.
وقد احتوى هذا السِّفرُ على بابٍ تمهيديٍّ، وثلاثةِ كُتُبٍ، وتحت كُلِّ كتابٍ عَدَدٌ مِنَ الأبوابِ والفُصولِ والمباحثِ والمَطالِبِ.
فالبابُ التمهيديُّ اشتَمَل على ثلاثةِ فُصولٍ:
الفصلُ الأوَّلُ: تعريفُ الوَقفِ والوَصيَّةِ والهِبةِ.
الفصل الثَّاني: الفَرقُ بيْن الوَقفِ والوَصيَّةِ والهِبةِ.
الفصل الثَّالث: الحِكمةُ مِن تَشريعِ الوَقفِ والوَصيَّةِ والهِبةِ.
ثم يأتي الكِتابُ الأوَّلُ؛ كِتابُ الوَقْفِ، وقد اشتَمَل على خمسةِ أبوابٍ، وتحتَ كلِّ بابٍ فُصولٌ ومباحِثُ ومَطالِبُ:
الباب الأوَّل: حكمُ الوَقْفِ، وصِيَغُه، وأنواعُه.
الباب الثَّاني: أحكامُ الواقفِ والموقوفِ عليه.
الباب الثَّالث: أحكامُ العَينِ الموقوفةِ.
الباب الرَّابع: ما يَثبُتُ به الوَقْفُ.
الباب الخامِس: الوِلايةُ على الوَقْفِ، والتصَرُّفُ فيه.
ثم يليه الكِتابُ الثَّاني، وقد خُصِّصَ للحديثِ عن الوصايا، وقد احتوى على ستَّةِ أبوابٍ، تحت كلِّ بابٍ فُصولٌ ومباحِثُ ومَطالِبُ:
الباب الأوَّل: حُكمُ الوَصِيَّةِ ومِقدارُها.
الباب الثَّاني: أركانُ الوَصِيَّةِ
الباب الثَّالث: إثباتُ الوَصِيَّةِ، ومن يُنَفِّذُ الوَصِيَّةَ، ونَقْلُ المالِ الموصَى به.
الباب الرَّابع: تزاحُمُ الوصايا، ومَصْرِفُها.
الباب الخامِس: ما يُبطِلُ الوَصِيَّةَ وما لا يُبطِلُها.
الباب السَّادِس: الوَصِيَّةُ بحَقِّ الله (العباداتِ) وبحَقِّ الآدميِّ.
وأمَّا الكتابُ الثَّالثُ والأخيرُ فهو في الهِبَاتِ، وقد ضمَّ خَمسةَ أبوابٍ، تحت كُلِّ بابٍ فُصولٌ ومباحِثُ ومَطالِبُ:
الباب الأوَّل: حُكمُ الهِبَةِ، وأركانُها، والأحكامُ المتعلِّقةُ بها.
الباب الثَّاني: الهِبَةُ للأقاربِ والزَّوجاتِ، والرُّجوعُ في الهِبَةِ.
الباب الثَّالث: الهِبَة مُقابِلَ عِوَضٍ، وهِبةُ المشاعِ والدُّيونِ (الإبراء).
الباب الرَّابع: العُمْرى، والرُّقْبى.
الباب الخامِس: وتحته مسائِلُ متفَرِّقةٌ في الهِبَةِ، ويتناول الفُصولَ التاليةَ:
الفصل الأوَّل: انعقادُ الهِبَةِ بالمعاطاةِ.
الفصل الثَّاني: هبةُ السُّلطانِ (جائزةُ السلطان).
الفصل الثَّالث: قَبْضُ الهِبَةِ.
الفصل الرَّابع: الهِبَةُ لبني هاشمٍ (آلِ البيتِ).
tAriE hgH,rhtA ,hg,Qwhdh ,hgiAfhjA (rvhxm ,juvdt)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
|