شن غُرم العمري مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي، هجومًا لاذعًا على الدولي الجزائري يوسف بلايلي، عقب تقدُّم جناح الأهلي بإشعار إلى إدارة النادي بسبب تأخر الرواتب لمدة 3 أشهر، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
وأوضح العمري -في تصريحات تلفزيونية لبرنامج «الدوري مع وليد»، مساء الخميس- أن الحديث لا يتوقف عند موقف بلايلي فقط، بل ينسحب إلى أي لاعب يُقدم على مثل تلك الخطوة، في ظل الأزمة الطاحنة التي يمر بها العالم حاليًّا.
أزمة إنسانية
وأشار مسؤول الراقي السابق إلى أن اللاعب الذي يقدم شكوى الآن بسبب تأخر المستحقات، أو يهدد بفسخ التعاقد، لا يمتلك أي قدر من الإنسانية ولا حتى الأخلاق الرياضية، ولا يستحق البقاء بين جدران النادي الذي يدافع عن ألوانه.
وأضاف العمري أن العالم يعيش حالة ضبابية الآن، عجز معها عن اتخاذ قرارات في هذا الشأن؛ لذا تحرك العديد من نجوم كرة القدم حول العالم من أجل دعم أنديتهم، عن طريق مبادرات ذاتية بالتنازل عن أكثر من 50% من الراتب، أو التخلي عن المستحقات لعدة أشهر.
وشدد على أن الاتحاد السعودي ولجنة الاحتراف ورابطة دوري المحترفين، لم يتحرَّكوا إلى الآن لاتخاذ خطوة تجاه أزمة الرواتب؛ لأن الأمر الآن أكبر من كرة القدم.. العالم يخسر الأرواح في كل محل، وهناك خسائر اقتصادية فادحة طالت الكيانات والاتحادات والأندية، بل إن دولًا بأكملها الآن على شفا الانهيار.
وتابع العمري: «الأوضاع الآن تخطت كرة القدم، ولا أحد يمتلك اتخاذ قرار ولا التخطيط بشأن العقود أو مسار المسابقات؛ لأن القرار الآن سيادي، خاصةً أنه لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث في الشهور القليلة المقبلة، ومدى تطور المرض، لذ سيبقى الحديث عن العقود معلقًا حتى إشعار آخر».
موقف بلايلي القانوني
وأشار غُرم إلى أن أزمة بلايلي من الواضح أنها تمتد قرابة شهرين قبل أزمة كورونا، معقبًا: «يستطيع الجزائري بعد الفسخ المطالبة بمستحقات عقده كاملة. ومحكمة كاس تعتبر التأخير شهرًا واحدًا مخالفة».
وأوضح العمري: «تأخُّر الرواتب ثلاثة أشهر كافٍ لمطالبة اللاعب بفسخ العقد، وهذا الأمر ينطبق على بلايلي.
وتساهل الأندية السعودية في تأخير رواتب اللاعبين يتعارض مع تعليمات فيفا، ويجب الالتزام شهريًّا بالمستحقات».
وتابع: «على بلايلي أن يعيد موقفه تجاه الأزمة، ومشاهدة تأثيرات الفيروس في السعودية حتى في بلده الجزائر، خاصة أن ما يتحصل عليه مع الأهلي، لن يصل إليه لو انتقل إلى أي نادٍ في العالم».
وأكمل العمري: «الجزائري لم يلعب بثلث مستواه مع الأهلي، مثلما شاهدناه مع الترجي التونسي ومنتخب الجزائر، وإلغاء عقده سيُحمِّل النادي قيمته كاملةً. اللاعبون الأجانب في الراقي لا يستحقون الرواتب الكبيرة، باستثناء عمر السومة الذي يقدم مستويات رائعة».
ميزانيات الأندية
وعلى ضوء مستجدات الأحداث حول العالم، طالب العمري بضرورة تخفيض عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي من أجل التعامل مع تبعات الأزمة الاقتصادية التي خلَّفها الوباء، والتي من شأنها أن تلقي بظلال قاتمة على سوق انتقالات اللاعبين.
واعترف مسؤول الراقي بأن المستوى الفني -دون شك- سوف يتأثر بتلك الخطوة، لكن الأندية مرشحة للتورط بشكل كبير في ظل تفاقم الأزمة المالية، وفي ظل ضبابية المشهد، وانسحاب أعضاء الشرف، وتوقُّع غياب الشركات الراعية، والنقل التلفزيوني في الموسم المقبل.
وأكد غرم أنه لن تنجو من تلك الأزمة سوى الإدارة التي تعمل باحترافية شديدة، وبحسب الإمكانات المتاحة، والأهم أن تكون صادقة من نفسها ومع الجماهير بشأن الأوضاع المالية، ويمكن تلمُّس نموذج الشباب في التعامل مع الأزمة الحالية.
وعاب العمري غياب أعضاء الشرف عن دعم الأندية ماديًّا، باستثناءات تُعَد على الأصابع، وهو الأمر الذي عوَّضه الدعم الحكومي، الذي يتمثَّل في مبلغ الخمسين مليونًا، الذي رفع ميزانيات الأندية، وأنعش حركة التنقلات في السوق، ورفع المستوى الفني للاعبين، وهو الأمر المرشح للتغير في قادم الأيام بسبب تبعات الفيروس.
تغيرات جذرية
وأكد غُرم أن المشهد العالمي مرشح للتغير بالكامل في كرة القدم بعد انتهاء المشكل، في ظل الخسائر المروعة؛ حيث سيطول التغيير كل شيء حتى أسعار اللاعبين والمدربين، وعقود الرعاية، وحتى صياغة تعاقدات اللاعبين، لتضم القوة القهرية، وهو الأمر الذي لم يخطر ببال أحد في وقت سابق، إلا أنه لا بد أن يصدر قرار من فيفا يساعد الأندية في ذلك.
وشدد على أن تبعات الأزمة يمكن أن يلمس في الأندية الأوروبية التي لن تستطيع أن تتحرك بأريحية في سوق الانتقالات بسبب الخسائر المالية؛ لذلك لن تحدث الصفقات المدوية التي كانت في السابق، بسبب أزمات الشركات الراعية.
وألمح إلى أن طموحات أندية مثل برشلونة وريال مدريد إلى التعاقد مع الأسماء المتداولة لن يحدث؛ لأن الوضع هناك في عقود الرعاية والانضباط في مواعيد سداد المستحقات سيحول دون ذلك، مشيرًا إلى أن أن الوضع هناك يختلف تمامًا عن مماطلات الرعاة في الدوري السعودي، وبحث بعض إدارات الأندية على «الشو الإعلامي».
وطالب العمري الأندية السعودية بأن تتنبه إلى أن الوضع اختلف في التعاقدات، وبالابتعاد عن مغازلة الجماهير بصفقات ضخمة على حساب المستوى الفني مقابل أموال كبيرة، من أجل تجاوز الأزمة الحالية، والتعامل مع المتغيرات التي طرأت على العالم.
واختتم مسؤول الأهلي السابق تصريحاته، بتأكيده ضرورة استكمال بطولة دوري المحترفين، إلا أنه لم يتردد في الكشف على أنه يتمنى في الوقت نفسه إلغاء الموسم؛ حتى يضمن البقاء ضمك الذي يحبه، مع زيادة عدد الأندية في الموسم الجديد.
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ aksGin على المشاركة المفيدة: