12-26-2017, 09:46 AM
|
|
|
|
وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
وصايا نبوية لأبي ذر رضي الله عنه
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»أخرجه الترمذي.
هذا الحديث من رواية الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، والمشهور أن اسمه جُنْدُب بنُ جُنَادة، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدرا، ومناقبه كثيرة جدا، مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه.
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنهبثلاثة أمور:
الوصية الأولى: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»
التقوى من وقى الشيء إذا صانه وحماه، والتقوى في الشرع قال عنها طلق بن حبيب رحمه الله –كما في تفسير ابن أبي حاتم (1/98)- : "العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء رحمة الله، وترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله".
وفي الأثر أن عمر بن الخطاب سأل أبياً رضي الله عنهما عن التقوى ، فقال له: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال نعم. قال فما عملت فيه؟ قال شمرت وحذرت. قال: فذاك التقوى".
وهذا المعنى أخذه ابن المعتز فقال:
خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك الـــتقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنَّ صغــيرة إنَّ الجبال من الحصــى
وقوله صلى الله عليه وسلم: «حيثما كنت» أي: في أي مكان، فإن بعض الناس يكون تقيا في مكان دون مكان، بعض الناس إذا كان مع أصحابه وبين قومه أظهر الخوف من الله باجتناب المعاصي، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها والعياذ بالله، وهذا من أسوأ ما يكون، فقد ثبت عند ابن ماجة عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا». - وهو ما يُرى في ضوء الشمس من خفيف الغبار- فقال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. فقال: «أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها».
لقد كان أسلافنا يحذرون من الرياء، فكان الواحد منهم مع نفسه أتقى وأبرَّ لله منه مع الناس، بخلاف حال كثير منا، نحذر الناس ونتدثر بينهم بثوب التقى، فإذا خلونا فلا تسألْ عن حالنا!
فراقب الله يا عبد الله حيثما كنت، واعلم أن الله لا تخفى عليه خافية، قال تعالى: }وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ{.
قال ابن المبارك رحمه الله لرجل: راقب الله تعالى. فسأله الرجل عن تفسيرها، فقال له: كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل (إحياء علوم الدين للغزالي 4/ 297)
فلا ينبغي لأحدنا أن يجعل الله أهون الناظرين إليك.
ولله در القائل:
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولاتحسبن الله يغفل ساعــة ولا أن ما تخفيه عنه يغيـب
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهـب وأن غداً للناظــرين قريب
الوصية الثانية: «وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»
أتبع: ألحق. السيئة: وهي ترك بعض الواجبات، أو ارتكاب بعض المحظورات. الحسنة: التوبة منها. أو الإتيان بحسنة أخرى. تمحها: تمح عقابها وأثرها السيئ في القلب.
وهذا من فضل الله علينا، فكل بني آدم خطاء، فمن رحمة الله أن من أخطأ ثم استدرك وأحسن فإن الله يغفر له ذلك.
بل إن الله تعالى يبدل السيئة إلى حسنة في حق من تاب عنها، قال تعالى: }وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{.
والتبديل نوعان: يبدلها الله إلى حسنات، ويبدل الله أحوال التائبين، فمن تاب من الزنا صيره عفيفاً، ومن تاب من الكفر كان مؤمناً، ومن تاب من الفحش صار طاهراً، وهكذا..
وقد دلت النصوص على أن الذنب إذا كان من الكبائر فلابد من إحداث توبة له، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينَهن إذا اجتنب الكبائر».
فالصغائر تمحى بالحسنات، والكبائر لابد لمحوها من حسنة التوبة، وإن الله بر رحيم غفور شكور يغفر ما شاء لمن شاء.
الوصية الثالثة: «وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
وقد سبق الكلام عن هذا، وحسبي هنا أن أذكر ببعض الآثار في حسن الخلق..
وقد عرفه ابن المبارك رحمه الله بتعريفين:
الأول: قال: "هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفّ الأذى".
والثاني: بقوله: "حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من النّاس"
وقد أوردهما ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
وقال الماوردي رحمه الله: «إذا حسنت أخلاق الإنسان كثر مُصافُوه، وقل معادوه، فتسهَّلت عليه الأمور الصِّعاب، ولانت له القلوب الغِضاب" (أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص 237)
وقال بعض البلغاء: "حسن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، وسيء الخلق الناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء" (أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص 237).
وأختم بقول ابن المبارك رحمه الله: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم" (تاريخ مدينة دمشق، لابن هبة الله، 32/445).
,whdh kf,di ghfd `v vqd hggi uki>> ghf] hggi uki>> kf,di ,whdh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-26-2017, 04:19 PM
|
#2
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
موضوع قيم كتب الله اجرك
يعطيك العافية
باقات وردي لك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
12-26-2017, 08:23 PM
|
#3
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
12-26-2017, 08:41 PM
|
#4
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
12-26-2017, 09:02 PM
|
#5
|
url=http://www.tra-sh.com/up/] [/url]
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الخل الوفي على المشاركة المفيدة:
|
|
12-27-2017, 12:59 AM
|
#6
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
دمتى بكًل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-27-2017, 10:01 AM
|
#7
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
صاحبة السمو
أجمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
بارك الله فيك
تــ حياتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-27-2017, 10:01 AM
|
#8
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
شموع الحب
أجمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
بارك الله فيك
تــ حياتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-27-2017, 10:02 AM
|
#9
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
ملاك الورد
أجمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
بارك الله فيك
تــ حياتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-27-2017, 10:02 AM
|
#10
|
رد: وصايا نبويه لابي ذر رضي الله عنه..
الخل الوفي
أجمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
بارك الله فيك
تــ حياتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:43 AM
| | | | | | | | | |