03-09-2017, 09:28 AM
|
|
|
|
القرآن معجزة أمنية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فلقد شهدت الأعوام الماضية تطورات ودراسات لأوضاع السجون وأهدافها، ولا سيَّما في عقوبة السجن وما تخلفه من آثار سلبية على سلوك السجين وبخاصة بعدما يخرج من السجن.
لقد استهدفت هذه الدراسات التحوُّل في النظرة إلى السجن ليكون مكانًا للإصلاح حتى أصبح إحداث أي تغيير في سلوك واتجاهات النزلاء هدفًا يسعى إليه مخططوا البرامج الإصلاحية في الوقت الذي يتفق فيه أغلبية المنظمين وعلماء الشريعة والمصلحين ورجال التربية وعلماء النفس على أن التمسُّك بالقيم الدينية غير محدود الأثر على الأفراد وسلوكهم، كما يرتبط هذا التأثير بالحد من وقوع الجرائم في المجتمع، من هنا نجد أن الاهتمام بالنواحي المتعلقة بالدين يتزايد يومًا بعد يوم، بل إن المسئولين بالإصلاحيات والسجون يسهلون مهمة الوُعَّاظ والمرشدين، ويظهر ذلك كثيرًا في الدول الغربية، حيث يقوم العديد من الشباب المسلم المتطوع بنشر الإسلام في تلك السجود لوجه الله، بل يُمْنَحون صلاحيات وتسهيلات للقيام بدورهم، ولعلَّ إسلام الملاكم الأسود مايكل تايسون يُعَد خير دليل على تأثير الجانب الديني على السلوك، حيث دخل السجن بسبب جريمة اغتصاب، وخرج منها إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج.
ويعد برنامج العفو المشروط بحفظ القرآن الكريم أو بعض أجزائه أفضل وسيلة في تهذيب سلوك النزيل وأبرز إنجاز تتوصَّل إليه سياسة العقاب في المملكة العربية السعودية، وكان النجاح الذي حققه هذا البرنامج جعل بعض الحكومات تحذو حذوه كالإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت..
وهذا البحث إسهام في ذلك الموضوع الحيوي استهدف تجلية الدور الكبير الذي يؤديه حفظ القرآن الكريم في عملية تهذيب وإصلاح وتأهيل النزلاء، وقد حوى البحث أربعة محاور: كان المحور الأول بيانًا للمفاهيم والضوابط المرتبطة بموضوع البحث. أما المحور الثاني فخصصته لعرض أبرز الدراسات والبحوث المتعلقة سواء بسلوك النزيل بعامة أو بأثر حفظ القرآن الكريم في سلوك النزلاء. وأكد المحور الثالث حقيقة تأثير القرآن على الإنسان بعامة سواء في تهذيب سلوكه أو استقامته أو شفائه من أمراضه النفسية والبدنية، وذلك بالشواهد التاريخية وشهادات أعدائه والنصوص الشرعية والتجارب العلمية. وأما المحور الرابع فكان عرضًا إجماليًا لدور حفظ القرآن الكريم في تهذيب سلوك النزلاء.
وقد ذُيِّل البحث بخاتمة شملت بعض التوصيات.
أسأل الله تعالى أن يسهم هذا البحث في تحقيق الإصلاح والتأهيل في المؤسسات العقابية والإصلاحية وينفع به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
المحور الأول: مفاهيم وضوابط
أ- القرآن الكريم:
اختلف العلماء رحمهم الله في لفظ القرآن هل هو جامد أم مشتق؟
فذهب جماعة من العلماء إلى أنه جامد، وهم اسم كالتوراة والإنجيل. وذهب آخرون إلى أنه مشتق، واختلفوا في أصل مادته، فمنهم مَن قال: إنه من (قَرَنَ)، وبعضهم قال: من (قرأ) بمعنى (تلا)، وبعضهم قال: من (قرأ) بمعنى (جمع).
قال ابن الأثير: «سمي القرآن قرآنًا لأنه جَمَعَ القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران»([1]).
وأما تعريف القرآن الكريم اصطلاحًا فهو: «كلام الله تعالى المُنَزَّل على محمد r المتعبد بتلاوته». فالقرآن كلام الله تعالى الذي يعلم أمراض البشر، فلا عجب أن يكون فيه العلاج الحاسم والدواء والشفاء الناجع لجميع ما يعترض حياة الإنسان من أمراض روحية وعقلية واجتماعية واقتصادية وسياسية، فمتى ابتغت البشرية العلاج من غيره فقد ضلَّت، ومَن حكم بغيره فقد ظلم، ففيه عصمة المتمسك، ونجاة المتَّبع.
ب- حفظ القرآن الكريم:
الحفظ: من (حفظ) الشيء حفظًا: صانه وحرسه، وحفظ العلم والكلام: ضبطه ورعاه، والحافظ، هو: مَن يحفظ القرآن الكريم أو عددًا عظيمًا من الأحاديث النبوية، وحفظ القرآن الكريم: تلاوته غيبًا دون الرجوع إلى المصحف، أي: حفظه في الصدور واستظهاره.
وقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله r يعالج من النزيل شدة، كان يحرك شفتيه.. فأنزل الله تعالى: }لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{([2])، قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه، }إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ{([3]). قال: فاستمع وأنصت. ثم علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله r إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي r كما أقرأه([4]).
وحكم حفظ القرآن الكريم كله واجب على الأمة بحيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر وليس هذا الكتاب غير القرآن الكريم.
وفضل حفظ القرآن الكريم يتضح من فعل الرسول r حيث لم يترك الرسول r أمرًا فيه حث على حفظ القرآن إلا وسلكه وأمر به، فكان يفاضل بين أصحابه بحفظ القرآن، ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا للقرآن، وإذا بعث بعثًا جعل إمامهم في صلاتهم أكثرهم قراءة للقرآن، ويقدِّم للحدِ في القبر أكثرهم أخذًا للقرآن، ويزوج الرجل للمرأة ويمهرها بما مع الرجل من القرآن، فضلاً عن الأحاديث الكثيرة الداعية لحفظ القرآن وتعلُّمه وتعليمه.
وقد حفظ الرسول r القرآن كله وحفظه أصحابه - رضوان الله عليهم - وكان جبريل u يعارضه إياه في كل عام مرة في شهر رمضان، وعارضه إياه في العام الذي توفي فيه مرتين كما في حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله r أنه قال: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي»([5]).
وكان r يقوم بالقرآن ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار حتى كادت أن تتشقق قدماه.
واشتد التنافس بين الصحابة y في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتدبُّره، وتسابقوا إلى مُدَارَسَته وتفسيره والعمل به، وكانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل، وكانوا يهجرون لذيذ المنام ودفء الفِراش ويؤثرون قيام الليل والتهجد بالقرآن حتى كان يسمع لبيوتهم دويًا كدوي النحل لتلاوتهم القرآن.
وانتشر الصحابة y في الأقطار والبلدان، وأقبل التابعون يتعلَّمون القرآن منهم، فكثر الحفَّاظ ولم يقتصروا على التلاوة بل حفظوا أوجه القراءات واشتهر عدد كبير من الحفاظ بالقراءة والرواية. ولا زالت المسيرة - والحمد لله - مستمرة يحفظ المسلمون القرآن في صدورهم مع تكالب الأحوال في المسلمين، واضطراب المعيشة ومغريات الحضارة، وتوافر الموانع، وانحسار الدوافع، وما زلنا نرى كثرة حفاظ القرآن الكريم ونجد إقبالاً لا يخطر ببال ولا يحلم بمثله أهل كتاب.
فقد انتشرت مدارس تحفيظ القرآن الكريم العديدة وأُنشئت معاهد للقراءات وكليات للقرآن في العديد من الدول الإسلامية والحمد لله.
وحفظ القرآن الكريم المقصود بالبحث هو: حفظ النزيل (السجين) للقرآن كاملاً أو بعض أجزائه داخل السجن، حيث يعد هذا الحفظ شرطًا للعفو عن نصف العقوبة أو بعضها، وذلك بموجب الأمر السامي رقم 107/8 وتاريخ 7/2/1408هـ والقاضي بالعفو عن نصف العقوبة لأي سجين يحفظ القرآن كاملاً، والأمر السامي الإلحاقي رقم 4/2081/م وتاريخ 27/11/1411هـ القاضي بالعفو عن بعض العقوبة بحفظ جزئين فأكثر وفق شروط منظمة لذلك.
جـ- ضوابط العفو المشروط بالحفظ:
يقتضي الأمر السامي الكريم رقم 107/8 وتاريخ 7/2/1408هـ القاضي بإعفاء من حفظ القرآن كاملاً داخل السجن من نصف العقوبة المقررة وضوابط ذلك:
1- أن يحفظ المحكوم عليه كتاب الله كاملاً داخل السجن (عن ظهر قلب).
2- أن يمضي المحكوم عليه نصف عقوبة السجن المقررة بحقه.
3- أن يفي بما عليه من حقوق مالية خاصة مترتبة على الجريمة.
4- أن يقدم طلبًا إلى إدارة السجن يطلب فيه إجراء اختبار له من قبل اللجنة المختصة.
5- أن يجتاز الاختبار الذي تجريه له اللجنة المتخصصة، وينجح فيه، بما لا يقل عن 50% من الدرجة المقررة([6]) وبعد صدور الأمر الإلحاقي رقم 4/4081/م وتاريخ 27/11/1411هـ فقد عالج هذا الأمر الشرط الثاني بأن يستفيد السجين بنسبة الحفظ جزئين وأكثر كل حسب قدرته في الحفظ.
6- أن يكون المحكوم عليه في حق عام.
7- أن يكون السجين من ذوي الاستقامة والأخلاق والانضباط داخل السجن.
بموجب صدور تعميم وزير الداخلية رقم 18/61734 وتاريخ 30/8/1412هـ القاضي بتفويض أمراء المناطق بإصدار أمر العفو بعد تطبيق شروط الاستفادة من العفو فإن إجراءات إصدار القرار بالعفو تمر بعدة مراحل هي:
1- تقديم طلب من قِبَل المحكوم عليه إلى إدارة السجن يطلب فيه عرضه على اللجنة المختصة لاختباره في كتاب الله كاملاً أو بعض أجزائه.
2- ثم تقوم إدارة السجن بطلب الجهة المختصة بإجراء الاختبار اللازم كل حسب قدرته على الحفظ.
3- تحدد اللجنة موعدًا لاختبار السجين وتبلغ إدارة السجن للاستعداد.
4- تقوم اللجنة بإجراء الاختبار للسجين في الموعد المحدد وتقدر له الدرجة فإذا كانت أقل من 50% فيعتبر غير ناجح ويطلب منه معاودة الحفظ ويحدد موعد آخر لاختباره، أما إذا تجاوز 50% فإنه ترفع الأوراق لإدارة السجن بنجاحه والتي بدورها ترفع لإمارة المنطقة لإصدار قرار العفو عن نصف العقوبة.
5- أخذ التعهدات اللازمة لضمان عدم العودة إلى الإجرام وتوجيهه بمتابعة الحفظ لكتاب الله([7]).
6- أما إذا حفظ جزئين فأكثر فله الحق بعد اجتياز الاختبار أن يعفى بقدر حفظه من الأجزاء.
د- السلوك:
(السلوك) هو سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن السلوك أو سيء السلوك.
و (السلوك) كما يعرفه علماء النفس: عبارة عن كل ما يصدر من الفرد من استجابات مختلفة إزاء موقف معيَّن ويقصد بالاستجابة: كل نشاط يثيره منبه أو مثير.
إذن فالسلوك يشمل كل ما يفعله الإنسان ويقوله، وكذلك ما يصدر عنه من نشاط عقلي كالإدارك والتفكير والتخيل وكذلك ما يستشعره من تأثيرات وجدانية وانفعالية كالإحساس باللذة والألم والشعور بالضيق والارتياح... بالخوف والغضب أو ما يصاحب ذلك من أنشطة مختلفة. وتكمن وظيفة السلوك في مساعدة الكائن الحي على استمرار حياة الفرد وبقاء نوعه ويحقق له تكيف مع بيئته مادية كانت أو اجتماعية.
هذا وتفيدنا دراسة السلوك في عدة نواح منها:
1- الكشف عن الدوافع النفسية والاجتماعية التي تحركنا وتحرك غيرنا من الناس، ليتضح لنا مقدار التوافق الاجتماعي والانحراف.
2- فهم نواحي القوة والضعف في شخصياتنا وما لدينا من استعدادات وإمكانيات خافية علينا ومعرفة أسباب ما يبدو في سلوكنا أو سلوك زملائنا أو أطفالنا من انحراف.
3- الكشف عن العوامل التي تفسد تفسيرنا أو تعطل عملية التعلم لدينا أو تميل بنا إلى شرود الذهن أو تجعلنا ننسى كثيرًا مما حصلناه ووعيناه.
4- السلوك عامل أساسي في تكوين العادة - حيث تعرف العادة بأنها نمط معيَّن من السلوك المكتسب الذي تعلمه الإنسان في أثناء حياته وفقًا للظروف البيئية المحيطة به. هذا السلوك يصبح ثابتًا لا يتغير مع التكرار والخبرة.
5- فهم الكثير من المشكلات الاجتماعية كالجريمة والتعصب والصراع والقلق النفسي بين الناس.
* * *
المحور الثاني
أ- الدراسات المتعلقة بسلوك النزيل:
هناك عدة دراسات وبحوث كتبت في سلوك السجين والمؤثرات فيه، ومن هذه الدراسات والبحوث:
1- بحوث عن الآثار الجانبية للسجين ركزت أساسًا على آثار الإيداع بالسجن على الحالة الصحية، والصحة العقلية مثل دراسة نيجل ووكر تحت عنوان الآثار الجانبية لعقوبة السجن.
2- بحوث ركَّزت على تفسير دور السجن وآثاره على النزلاء، وحاولت التنظير لهذه الآثار، مثل دراسة جيفري ألبرت تحت عنون Prison as Formal Oraganisation ودراسة شارلس توماس عن تطبيق نظرية الإذعان على مؤسسات الأحداث المنحرفين، ودراسة عبد الله بن ناصر السدحان (أسباب عودة الأحداث إلى الانحراف). وغيرها.
3- بحوث ركَّزت أساسًا على اثر الإيداع بالسجن لمدة طويلة، وأثر ذلك على حجم الجريمة مثل دراسة دونالد لويس وعنوانها The general deterrent effect of longer senteces.
4- بحوث ركَّزت على التنظيم الداخلي للسجن أو التنظيم الاجتماعي للسجن من حيث آثار السجن كمجتمع له تنظيم اجتماعي محدد متميِّز. وتابعت آثار هذا التنظيم على النزلاء، مثل دراسة أدوين سذرلاند وكريسبي في كتابهما مبادئ علم الإجرام، ودراسة دافيد بوت مان التي اختار لها عنوانًا معبِّرًا عن هذا الاتجاه حيث كان عنوان هذه الدراسة «السياق الاجتماعي للمؤسسات الإصلاحية» وكذلك دراسة لينكولن فري عن البناء الرسمي للنزلاء في مواجهة إدارة السجن والأهداف العلاجية للمؤسسات الإصلاحية، ومنها أيضًا ما أورده نورمان جونستون وليونارد سافيتر، عن مجتمع السجن في كتابهما (علم اجتماع العقاب والإصلاح) The Sociology of Punishment and Correction ومن هذه الدراسات أيضًا دراسات الدكتور/ عبد الله غانم مجتمع السجن، وسجن النساء، ودراسة نجيب الكيلاني تحت عنوان «المجتمع المريض».
5- بحوث ركَّزت على الآثار النفسية للإيداع بالسجون ومن هذه الدراسات دراسة باميلاتايلور عن «الاضطرابات العقلية بين المحكومين مدى الحياة بسجون لندن، ومنها أيضًا دراسة ن. بولتون، ف. سميت بعنوان:
Psychological Correlates of Long Term Imprisonment.
6- دراسات وبحوث تركز على جوانب محددة من الآثار الاجتماعية للإيداع بالسجن، مثل بحث جربشام سكس «آلام السجن» وما أورده دون سي. جيبسون في كتابه
An Introduction to Criminology تحت عنوان «السجن والتغير الاجتماعي بالسجون Prison Social Change ودراسة جورج شرمان عن الصراع الاجتماعي في السجن
Social Conflict in Prison Organization([8]).
7- دراسة بعنوان «أثر السجن في سلوك النزيل» للأستاذ الدكتور عبد الله عبد الغني غانم، وهو بحث قيِّم يتميز عن البحوث والدراسات السابقة حيث يعد إسهامًا في قضية الدور الإصلاحي للسجن من جهة ومن جهة أخرى أن البحث أجري في المجتمع العربي وهو مجتمع مختلف عن المجتمعات الغربية - من حيث العادات والتقاليد والأعراف ونظم الضبط والدين وأنماط الشخصية وغيرها - فإن هذه الدراسة تعد فحصًا لصحة ما استنتجه الباحثون في المجتمعات الغربية عن أثر السجن على سلوك النزيل على اعتبار أن الأثر هو نتاج العلاقة التفاعلية بين السجون والبيئة الثقافية والاجتماعية للنزيل. ومما يضفي مزيدًا من الأهمية النظرية على هذا البحث أيضًا هذا الموضوع أثر السجن على سلوك النزيل - لم يكن محلاً لدراسة كثيرة في الوطن العربي وكل ما هو متاح ترديد للحجج والأسانيد والآراء النظرية التي قال بها الغرب.
وليس من المناسب في هذا البحث عرض كل هذه الدراسات؛ لأن ذلك يطول جدًا من جهة، ومن جهة أخرى أن هذا البحث يختلف عن هذه الدراسات وموضوعه محدد، وإنما أشرت إليها لعلاقتها لسلوك السجين الذي يرتبط بموضوع البحث.
ب- الدراسات المتعلقة بحفظ القرآن وأثره في سلوك النزيل
وقفت على ثلاث دراسات حول الموضوع، وفيما يلي عرض موجز لها:
1- دراسة نظرية تطبيقية ميدانية للمستشار/ عيسى عبد العزيز الشامخ بعنوان (العفو المشروط بحفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه داخل السجن وأثره بالنسبة لمستقبل النزيل)، وقد طبعت هذه الدراسة في كتاب بلغ نحوًا من (265) صفحة.
بدأ الباحث بمقدمة أبان فيها أقوال العلماء في سبب الجريمة وأشار إلي تميز نظام المملكة العربية السعودية الجنائي مشيدًا بالأمرين الساميين المتعلقين بالعفو المشروط بالحفظ، ثم قسَّم بحثه إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ويشتمل على الجانب النظري للبحث تناول فيه مقتضى الأمرين الساميين المشار إليهما والقواعد العامة للعفو المشروط.
وأما الفصل الثاني: فكان في الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية وتحليل المعلومات التي جمعها عن طريق الاستبيان الذي أعدَّه في ذلك.
الفصل الثالث: تحليل المعلومات التي جمعها الباحث عن طريق دراسة الحالة والمقابلات كما تضمن النتائج والتوصيات والمراجع والفهارس والملاحق.
وكانت أبرز نتائج الدراسة التي توصل إليها الباحث الكشف عن الأهمية والجدوى لأساليب وأنظمة التقرير التنفيذي العقابي في المملكة.
ومن أهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة وجود علاقة قوية بين تطبيقات (العفو عن نصف العقوبة لحفظ كتاب الله داخل السجن وبين الامتناع عن معاودة الإجرام)، حيث انتهت إلى أنه لم يعد إلى السجن أي واحد ممن استفادوا من العفو لحفظ كتاب الله منذ تطبيق النظام بتاريخ 1/6/1408هـ حتى تاريخ 10/2/1413هـ، من عدد المستفيدين منه على مستوى المملكة (الستة والخمسين سجينًا) الذين حفظوا كتاب الله كاملاً داخل سجون المملكة.
2- بحث مقدم للندوة العالمية حول التعليم داخل المؤسسات الإصلاحية بعنوان (تجربة المملكة العربية السعودية، مدخل لتقويم نزلاء المؤسسات الإصلاحية والعقابية في الدول العربية) للدكتور/ سعود ضحيان الضحيان، وقد طبع البحث في كتاب ضم جميع البحوث المقدمة للندوة المشار إليها وقد وقع البحث في (25) صفحة تقريبًا وتتلخص أهداف البحث في التعريف على قدرة البرامج التأهيلية بصفة عامة على تقويم سلوك السجناء وبرامج الوعظ والإرشاد وتحفيظ القرآن على تعديل السلوك والتدخل المهني للأخصائي الاجتماعي في البرامج الإصلاحية من حيث الإعداد والتوجيه والإشراف والمتابعة.
3- بحث مقدم استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير وهو دراسة نظرية تطبيقية على سجون المملكة العربية السعودية بعنوان: (أثر العفو عن العقوبة لمن يحفظ كتاب الله في الحد من العودة إلى الجريمة).. إعداد عواض بن مطلق القحطاني، وقد وقعت الدراسة في أكثر من (240) صفحة تقريبًا، وكانت أهدافها التركيز على ثلاثة أمور هي:
الأول: الكشف عن مدى فعالية استخدام أسلوب تقوية الرقابة الذاتية عن طريق حفظ كتاب الله تعالى في الحد من معاودة الفرد للجريمة.
الثاني: بيان الأثر الذي يقوم به القرآن الكريم وحفظه في تطهير النفس وتزكيتها، والسمو بها فوق رذائل المعاصي، وذلك كعامل فعال للقضاء على التصرفات الخاطئة والسلوكيات غير المتزنة.
الثالث: وضع قائمة تحتوي على نسبة مئوية تبيِّن مدى الاستفادة من العفو لحفظ كتاب الله أو بعض أجزائه، وذلك بهدف الوقوف على مدى فعالية حفظ القرآن الكريم في الحد من العودة إلى الجريمة.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث:
1- أن جميع من حفظوا القرآن كاملاً من المحكوم عليهم بعقوبة داخل السجن واستفادوا من المكرمة الملكية لم يعد منهم أحد.
2- أن جميع من حفظوا أجزاء من القرآن داخل السجن واستفادوا من المكرمة الملكية لم يعد منهم أحد إلا ما يعادل 1.5%.
وهو بهذا يتفق مع الشامخ في إحدى النتائج الهامة للدراستين.
المحور الثالث
حقيقة تأثير القرآن في السلوك
أسوق في هذا المحور أربعة جوانب من الاستدلالات لإثبات حقيقة تأثير القرآن الكريم في سلوك الإنسان وهي: الشواهد التاريخية وشهادات الأعداء والنصوص الشرعية والجانب العلمي:
أ- الشواهد التاريخية:
يقول الخطابي: «وقد قلت في إعجاز القرآن وجهًا ذهب عنه الناس، وهو صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلامًا غير القرآن منظومًا ولا منثورًا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في الحال، ومن الروعة والمهابة في حال آخر ما يخلص منه إليه. قال تعالى: }لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ{([9])، وقال جلَّ شأنه: }اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ{([10])».
ويقول الزركشي: «فمنها الروعة التي في قلوب السامعين وأسماعهم، سواء منهم المقر والجاحد، ومنها أنه لم يزل غضًّا طريًا في أسماع السامعين، وعلى ألسنة القائلين».
ويكشف القاضي عياض أن هذه الروعة وتلك الهيبة كانت سببًا في إسلام بعض الكفار من العرب فيقول: «ومنها الروعة التي تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم، والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته، وقد أسلم جماعة عند سماع آياته، منهم: جبير بن مطعم، فإنه سمع النبي r يقرأ في المغرب بالطور. قال: فلما بلغ قوله تعالى: }أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ{([11]) إلى قوله: }الْمُسَيْطِرُونَ{ كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وَقَرَ في الإسلام في قلبي([12]).
وروي أن الوليد بن عتبة أتى النبي r فقال: اقرأ.. فقرأ عليه: }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{([13]). فقال: أعِد، فأعاد، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر.
إن هذا التأثير قد بلغ مبلغًا لم يعرف قبله ولا بعده لكلام قط. فهو الذي جعل زعماء المشركين يستَخْفُون من الناس فيسترقون السمع إليه ليلاً؛ لأنه أخذ بلبهم وأفئدتهم ورأوا آثاره فيمن اتبعه والذين تخالط بشاشة الإيمان قلوبهم بين عشية وضُحاها من تأثير الآية والآيتين والسورة والسورتين، يتلوهما محمد r أو أحد أصحابه فتنقاد إليه نفوس كانت متعصبة للأوثان والأصنام فتهجرها وتتحلى هدي القرآن علمًا وعملاً، وأدبًا وخلقًا، فأدرك زعماء الشرك خطر القرآن عليهم فأوصوا أتباعهم بعدم سماعه ليحولوا بين أنفسهم وبينه، قال تعالى: }وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ{([14])، وقد حصل ما قد خشيه هؤلاء، فهذا عمر بن الخطاب يمضي متوشِّحًا سيفه ليقتل رسول الله r، فيعلم في الطريق أن صهره سعيد بن زيد وأخته فاطمة بنت الخطاب قد صبا عن دينهما، فتحول إليهما عمر، فسمع خبَّاب بن الأَرَت يتلو عليهما القرآن فدخل البيت وبطش بصهره وشجَّ أخته ولم تعطه الصحيفة إلا بعد أن تطهَّر فقرأ فيها: }طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى* تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا{([15]) فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه. ثم ذهب إلى النبي r فأعلن إسلامه، فكبَّر النبي r تكبيرة عرف أصحابه منها أن عمر قد أسلم.
وتروي كتب السيرة أن رسول الله r وهو في مكة قبل الهجرة، أرسل مع أهل المدينة الذين جاؤوا وبايعوه بيعة العقبة مبعوثين جليلين يعلمانهم الإسلام وينشرانه في المدينة، هما مصعب بن عمير وعبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنهما، وقد نجح هذان في مهمتهما أكبر نجاح، وأحدثا في المدينة ثورة فكرية أو حركية تبشيرية جزع لها سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس، حتى قال لابن أخيه أسيد بن حضير: ألا تذهب إلى هذين الرجلين اللذين أتيا يسفهان ضعفاءنا فتزجرهما، فلما انتهى إليهما أسيد قال لهما: ما جاء بكما تسفهان ضعفاءنا؟ ثم هددهما، وقال: اعتزلا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة، رضي الله عن مصعب فقد تغاضى عن هذا التهديد وقال لأسيد في وقار المؤمن وثباته: أوَتجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمرًأ قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره. ثم قرأ مصعب القرآن وأسيد يسمع، فما قام من مجلسه حتى أسلم، ثم كر راجعًا إلى سعد فقال له: والله ما رأيت بالرجلين بأسًا. فغضب سعد وذهب هو نفسه ثائرًا مهتاجًا، فاستقبله مصعب بما استقبل به أسيدًا وانتهى الأمر بإسلامه أيضًا، ثم كر راجعًا فجمع قبيلته وقال لهم: ما تَعُدُّونَنِي فيكم؟ قال: سيدنا وابن سيدنا. فقال سعد: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا، فأسلموا جميعًا.
وأختم هذا الجانب بقصة ترتبط بموضوع البحث، وهي قصة الفضيل بن عياض، وقد أوردها الذهبي وابن كثير وغيرهما، قال الذهبي: عن الفضيل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطرًا، بقطع الطرق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته: أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع صوتًا تاليًا يتلو }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ{([16]). فلمَّا سمعها قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح. فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا.
قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا، يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع. اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام([17]).
ويرى بعضهم أن شدة خوفه طول حياته، تعود إلى تأثير هذه القضية في نفسه.
فهل كلام يحدث هذا التأثير إلا دلالة على عظمه وروعته.
|
|
|
|
hgrvNk lu[.m Hlkdm gHzpm lu[.m hgrvNk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
03-09-2017, 03:00 PM
|
#2
|
رد: القرآن معجزة أمنية
جزاك الله خيراً
وجعله فى موازين حسناتك
وأسعدك الله فى الدارين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-09-2017, 05:35 PM
|
#3
|
رد: القرآن معجزة أمنية
جرووح
اسعدني مرورك
وتواجدك
احترامي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-09-2017, 06:09 PM
|
#4
|
رد: القرآن معجزة أمنية
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-09-2017, 09:57 PM
|
#5
|
رد: القرآن معجزة أمنية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-09-2017, 10:07 PM
|
#6
|
رد: القرآن معجزة أمنية
باركــ الله فيكـِ وآثابكـ الله تعالى
وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
والفـردوس داري وداركــ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـِ
بانتظار جديدكِ بشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-09-2017, 10:29 PM
|
#7
|
رد: القرآن معجزة أمنية
نقل قيم
بارك الله فيك واثابك الجنة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-10-2017, 04:18 AM
|
#8
|
رد: القرآن معجزة أمنية
سلمت اناملك الذهبيه على الانتقاااء الجميل منك
وبأنتظار جديدك القادم
لروحك أكاليل الــــــورد لا تــــذبل
لاعدمناك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-10-2017, 10:15 AM
|
#9
|
رد: القرآن معجزة أمنية
باركــ الله فيكـِ وآثابكـ الله تعالى
وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
والفـردوس داري وداركــ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـِ
بانتظار جديدكِ بشوق
|
|
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-10-2017, 03:39 PM
|
#10
|
رد: القرآن معجزة أمنية
جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:06 AM
| | | | | | | | | |