عين زبيدة هي وقف تاريخي قديم، عبارة عن عين ماء تتجمع بها المياه العذبة التي تصل إليها عبر قنوات مائية من وادي النعمان الواقع شرق مكة المكرمة، وهي عين أنشأت لخدمة سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين في الزمن القديم.
وسميت عين زبيدة بهذا الاسم نسبة إلى الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد التي ولدت عام 145 هجري، وهي المعروفة بالذكاء، والحكمة، والكرم، والنبل، والفصاحة، وحبها لخدمة الناس خاصة الفقراء، حيث كانت سيدةً مصونةً سخيّةً، تقدّر العلماء وتجلّهم، كما كانت تعطف على الفقراء والمساكين، فانصبّ اهتمامها الأكثر على العمران، فبنت المساكن والمساجد، وبرك الماء والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام (الحجاج وعابري السبيل).
عين زبيدة فـي العهد السعودي
انطلاقاً من أهمية الأوقاف والمحافظة عليها، تم في عهد المؤسس الملك عبد العزيز إنشاء إدارة خاصة لإدارة العين سُمّيت (عين زبيدة) تشرف إشرافًا كاملاً على العين والآبار الخاصة بها وترميمها، وقد قام الشيخ عبد الله الدهلوي بأمر من الملك عبد العزيز بعمارة عين زبيدة لعدة سنوات.
حيث زاد الاهتمام بعين زبيدة، فصدر أمرين ساميين من خلالهما تم منح الأراضي الواقعة على جانبي الطريق الأسفلت لعين زبيدة لوقفية العين، وتضمنا: تسجيل الأراضي الحكومية التي مرت بها مواسير العين للاستفادة منها في صيانة وإدارة المشروع، وتسجيل تلك الأراضي للعين للإفادة منها كدخل ثابت للإنفاق عليها، وتسجيل أراضي ريع كدي المملوكة للحكومة باسم عين زبيدة والعين العزيزية بمكة المكرمة، حيث إن شرط الواقفة رحمها الله هو سقيا مكة المكرمة.
وما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة للنهوض بعين زبيدة. وتم نقل اختصاصات عين زبيدة إلى الهيئة العامة للأوقاف، واستمرت هذه العين شامخة قوية لأكثر من (1200) عام إلى عهد قريب، إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة، وذلك بسبب شحّ المياه فـيها واندثار أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني فـي مكة المكرمة.
وتعمل الهيئة العامة للأوقاف حالياً بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للمحافظة على عين زبيدة وأثارها الباقية وكذلك المحافظة على الشخوص الباقية فيها، وهناك تنسيق مع جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لإعداد دراسة شاملة عن عين زبيدة.