يارفيقي
أيها الظلّ الذي آلف روحي ..
منذ أن كنا بعهد الغيب ذرات تلاقتْ
ثمّ غابتْ ..
ثمّ صارتْ ..
ذات قلبٍ.. وكيان ؟
هل ترانا نذكر العهد به ؟
أم تراها طمرتْ ..
ذاكرة الوعد الزمان ؟
:
يارفيقي ..
منذ أن أدركت عمري
باتت الأيام بالأوصاب تسري
فوق جرح القلب دمعاً وقصيدة ..
تنشر الليل على أعتاب فجري ..
تقتل الروح بأحلامي الحبيبة
دمُرتني ..
سخرت مما طوت روحي الغريبة
لم أجدني يارفيقي ..
تهت في الأيام بحثاً أين أيني ؟
تعبت روحيَ منّي
يارفيقي ..!
هل تجدني ؟
:
يارفيقي ..
أيها الممعن بحثاً
عن بقايا من تعاليل الأحبة
دون جدوى..
أنت مثلي تطلب الريَّ من الآلِ..
محال منه تروى ..
أترك الوهم ..
فماضينا تعدى الإنتظار ..
لن ترد الروح بعد الإحتضار
ليت للحاضر بالماضي سلوى.
:
يارفيقي ..
كم تمنينا وأصغت أمنيات
فكسوناها من القلب نهاراً ..
ثم ردتها الليالي عاريات
:
فأين مقاماتنا الحالمة..؟!
وأين اشتياق الحياة بنا
تهدهده نشوةٌ عارمة..؟!
وأين السطور التي تنطق بالسرّ عنا ..
وتفصح ماغاب منّا ؟!
وأين اللحون التي تعزف البحر موجاً
والموج لحنا ..؟!
وترقص عند الشواطئ ليلاً
وصبحاً وظهرا..
وحرفاً .. وبوحاً .. وشعرا.. وفنّا ؟!
تهشم حرفي على القافية
فلم يُبق من سطره باقية ..
:
لبست ثياب الغياب مراراً..
فما انصاع قلبي لحكم الغياب
وما لانَ للهجرِ يوماً بنا ..
وقال :
هنا قد زرعنا المنى ..!
ضحكنا بكينا ..
اختلفنا ائتلفنا ..
هنا ..!
فأين سأسكب فيض العذاب..؟ !
وفي أي حضنٍ أسكّنُ روعي ..؟!
ومن أي زاد أصبّرُ جوعي ..؟
إذا هاجرت روحي المتعبة
وخلّفت الصمت بين ضلوعي ؟!