المكان هو المغرب؛ وتحديداً مدينة مكناس الجميلة والتي تعني "المحارب" باللغة الأمازيغية، بناها المولى إسماعيل، وهو أحد حكام المغرب خلال الفترات الماضية ومنذ ما يقارب 400 عام.
تقع مكناس في شمال المملكة على بُعد 140 كيلومتراً عن الرباط، وتنقسم المدينة إلى قسمين؛ المدينة القديمة والمدينة الحديثة، وكلاهما يحتوي على العديد من الأماكن التاريخية والطبيعية التي يجب زيارتها؛ مثل: باب منصور الذي يعتبر خامس أكبر باب حجري في العالم، ومرابط الخيول، وصهريج الصواني، وقصر المنصور، والأسوار القديمة.
السجن الرهيب
هو"قارا" السجن الشهير في مكناس، والذي تحوم حوله أساطير وقصص كثيرة تعكس وحشة المكان، بناه السلطان المولى إسماعيل للخارجين عن القانون أو المعارضين، ويسمى حبس أو سجن قارا، وهو السجن الوحيد في العالم بلا أبواب، كما أن مساحته تُقَدّر بعشرات الكيلومترات غير المعروفة بسبب التشعب تحت مدينة مكناس.
السجن عبارة عن دهاليز ومتاهات ولكل قاعة عدة ممرات وتفرعات، ولم يدخل هذا السجن أحد وخرج منه حياً.
يعود تاريخ إنشائه إلى أواخر القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، وهو يوجد في القصبة الإسماعيلية (قصر الحكم) بمكناس قرب قبة السفراء.
قصة الاسم
تحكي قصة البناء أن الاسم مأخوذ من لقب سجين برتغالي، حصل من السلطان المولى إسماعيل على وعد بتحريره إذا نجح في بناء سجن يستوعب عشرات الآلاف من المساجين، وفعلاً استطاع إنشاء السجن الذي يستوعب 60 ألف سجين في آن واحد، ويقال إنه على مدار تاريخه أُلقي فيه أكثر من 2 مليون سجين.
متاهة
يمتد سجن "قارا" إلى مساحات شاسعة تحت الأرض، وهو عبارة عن متاهة معقدة تتكون من عدة ممرات، في كل قاعة يوجد عدد من الممرات التي يؤدي كل واحد منها إلى قاعة أخرى؛ مما يعني أن التوغل في السجن يؤدي إلى عدم القدرة على الخروج منه.
وتُعادل مساحة السجن مدينة مكناس بأكملها، وحالياً أغلقت مساحات كبيرة من هذا السجن في عهد الاحتلال الفرنسي بعد فقدان العديد من المغامرين والمستكشفين.
سجن بلا أبواب
من أغرب الأشياء أن هذا السجن بلا أبواب؛ برغم ضخامته، وكان يحتوي على فتحات في السقف كان يتم إلقاء السجناء عبرها، كما كان أيضاً يتم مدهم بالطعام من خلالها.
وبرغم أنه اشتهر بوصفه سجناً؛ فإن الكثير من الأساطير تقول إنه مكان للجن بعد فقدان أثر 12 بعثة استكشافية أوروبية حاولت اكتشاف السجن.
ويُعَد واحداً من أكثر السجون غرابة وإثارة للرعب؛ بسبب القصص الكثيرة التي حامت وتحوم حوله، وبرغم كل هذه القصص المرعبة الآن؛ فإنه أصبح مثار جذب هائل للسياح من أوروبا وأمريكا؛ إذ إن 95% من زوار مدينة مكناس يتجهون للسجن لمشاهدة الجزء المسموح به فقط منه.