10-02-2013, 11:17 AM
|
#21
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
دعاء يوم عرفة
يوم عرفة:
كل ما حولك يحرك وجدانك، ويهيج أشجانك، ويهز أركانك، منظر يتصدع له الفؤاد وإن كان قاسياً، وموطن يثير المكامن فينحني عنده العبد مخبتاً خاضعاً، تسمع هذا يبكي، وذا يشكي، وثالث يُشجِي.
إنه بحق:
يوم الدعاء والضراعة.
يوم الابتهال والمناجاة.
يوم التوجه والتمرغ.
وهذا ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم من أن خير الدعاء هو ما كان يوم عرفة فقال عليه الصلاة والسلام: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة)) رواه مالك برقم (726) وحسنه الألباني، قال الباجي: "أي أعظمه ثواباً، وأقربه إجابة" 1 ، وقريباً من هذا التفسير نص عليه صاحب المنتقى إذ يقول مجلياً معنى الحديث: "يريد صلى الله عليه وسلم أنه أكثر ثواباً للداعي، وأقرب إلى الإجابة، فإن الفضل للداعي إنما هو في كثرة الثواب، وكثرة الإجابة" 2 ، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يحيي يوم عرفة بالضراعة والابتهال؛ يقول ابن القيم واصفاً حجته عليه الصلاة والسلام: "فلما أتى الموقف - يعني عرفة - وقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل حبل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع، والابتهال إلى غروب الشمس، وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المساكين" 3 .
ومن دلالة صفة حجته عليه الصلاة والسلام استحب أهل العلم لمن وفقه الله إلى الوقوف بعرفة أن يكثر من مطلق الدعاء يوم عرفة راكباً وراجلاًً، واقفاً وماشياً، ومضطجعاً، ويلح على الله عز وجل أن يكتبه من أهل المغفرة، ويمنَّ عليه بالعتق من النار، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة إلى أن تغرب الشمس تأسياً به في ذلك عليه الصلاة والسلام 4 ، قال ابنُ عبد البر: "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي الحديث أيضاً دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب" 5 .
وأما ما أُثِرَ وورد من الدعاء المستحب بخصوص يوم عرفة:
فأولاًً: ما ثبت من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)) رواه الترمذي برقم (3585)، وحسنه الألباني.
وهنا سؤال وجيه لماذا سمى قول لا إله إلا الله ... دعاء، ومعلوم أنه ذكر؟
يجيب على هذا التساؤل الإمام الطبري بقوله: "إنما سمي هذا الذكر دعاءاً لثلاثة أوجه:
أحدها: أنه لما كان الثناء يحصل أفضل مما يحصل الدعاء أطلق عليه لفظ الدعاء؛ لحصول مقصوده، يقول الحسين بن الحسن المروزي: سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يوم عرفة فقال: لا إله إلا الله ... إلخ، فقلت له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: أما علمت ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى عبد الله بن جعدان يطلب نائله، فقلت: لا، فقال أمية:
أأذكر حاجتي أم قد كفــاني حيـاؤك إن شيمتك الحياء وعلمك بالحقوق وأنت فضـل لك الحسب المهذب والثناء إذ أثــنى عـليك المرء يوماً كفــاه من تعرضه الثناء ثم قال: يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة فكيف بالخالق!
الوجه الثاني: معناه أفضل ما يستفتح وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ويدل عليه الحديث الآخر فإنه قال: ((أفضل الدعاء أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له...)) رواه البيهقي برقم (4371).
الثالث: معناه أفضل ما يستبدل به عن الدعاء يوم عرفة لا إله إلا الله ...، والأول أوجه" 6 .
ثانياً: يستحب للحاج الإكثار من التهليل والتكبير يوم عرفة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنّا المكبر، ومنا المهلل ..." رواه مسلم برقم (1284)، والتهليل والتكبير دعاء؛ لأنه بمنزلة استجلاب لطف الله تعالى كما ذكر ذلك الملا على القاري 7 ، ولذا كان السلف يفضِّلون التكبير يوم عرفة كما يقول محمد بن سيرين: "حججت زمن ابن الزبير فسمعته يوم عرفة يقول: ألا وإن أفضل الدعاء اليوم التكبير، وهذا على الأفضل عنده، والله أعلم، وعن وبرة قال: سألت ابن عمر عن التلبية يوم عرفة، فقال: التكبير أحب إلي" 8 .
ثالثاً: التلبية، وهي مشروعة للمحرم متى بلغ ميقاته، فيلبي عند اجتماع الرفاق، أو متى علا شرفاً، أو هبط وادياً، وفي أدبار الصلوات، وإقبال الليل، وإدبار النهار، ولا يقطعها إلا عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر كما نص على ذلك جمهور الفقهاء، ومن جملة تلك المواطن التي يتأكد فيها التلبية يوم عرفة ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ أسامة ابن زيد كان رِدْف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: لم يزل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يلبِّي حتَّى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري برقم (1687)، ومسلم برقم (1281)، يقول ابن باز رحمه الله: "ويبقى فيها (أي: في عرفة) إلى غروب الشمس مشتغلاً بالذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والتلبية؛ حتى تغيب الشمس، ويشرع الإكثار من قول" إلا إله إلا الله وحده لا شريك له..." 9 .
وعموماً فإنه ينبغي في موقف عرفة الإكثار من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت، لاسيما في هذا الموضع، وفي هذا اليوم العظيم، وعلى العبد أن يختار جوامع الذكر والدعاء.
فهنيئاً لك عبد الله
يا من وقفت بعرفة بجوار قوم يجأرون إلى الله بقلوب محترقة، ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدَّقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه، وحينئذ يطَّلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن 10 .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 11:18 AM
|
#22
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
أدعية وأذكار الطواف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحج عبادة من العبادات، وشعيرة من الشعائر التي أوجبها الشارع الحكيم، وفرض لها هيئات محددة؛ وأذكاراً خاصة بهذه الشعيرة؛ ليتحقق المقصد السامي من هذه الشعيرة.
وهذه الأذكار على ضربين: أذكار في سفره، وأذكار في نفس الحجّ، فأما التي في سفره فليس المقام هنا مقام ذكرها، وإنما سنقف مع الأذكار الخاصة بالحج نفسه فنقول:
الحج بكل شعائره وهيئاته: السعي، والطواف، وعرفة، مزدلفة، ومنى، و... إلخ كلها ما جعلت إلا لذكر الله عز وجل، ولتحقيق التقوى، ولهذا نجد ارتباطاً كبيراً واضحاً بين آيات التقوى والحج، وهذا لكي يؤدي الحاج هذه الشعيرة وتقوى الله نصب عينيه.
لذا كان ينبغي على الحاج أن يتعلم دقائق الحج، ويسأل أهل العلم عن أمور الحج وتفاصيله ليحقق تلك التقوى {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(سورة النحل: 43)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألم يكن شفاء العي السؤال)) 1 .
صفة الطواف:
يتقدم من يريد الطواف إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف باستلامه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيستقبله ثم يستلمه بيمينه ويقبله، ويقول عند استلامه: بسم الله والله أكبر، فإن لم يتيسر له استلامه وتقبيله لمشقة الزحام؛ استلمه بيده بأن يضع طرف يده أو أصابعه عليه ولو عن بعد، أو استلمه بعصى وقبَّل ما استلمه به، وقال: الله أكبر، فإن لم يستطع استلامه لا بيده ولا بشيء أشار إليه وكبّر، ولا يقبّل ما يشير به، ولا يزاحم من أجل الاستلام، والتقبيل، فيؤذي الناس، فإن ذلك مما يوجب الإثم، رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه: ((إنك رجل قوي؛ لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله وهلل وكبر)) 2 ، وكذلك المرأة يحرم عليها أن تزاحم الرجال من أجل الاستلام، فإن مفسدة مزاحمتها للرجال، وما يترتب على ذلك من الفتنة؛ أعظم من مصلحة استلامها، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ثم بعد ذلك يتجه في طوافه ذات اليمين جاعلاً الكعبة وحجر إسماعيل عن يساره، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه بأن يضع يده عليه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر له فلا يزاحم عليه، ولا يشير إليه، ويدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود، فإذا وصل الحجر الأسود أو حاذاه فقد تم شوطه.
وكل دورة كاملة على الكعبة وحجر إسماعيل من عند الحجر الأسود أو محاذاته إلى أن يرجع إلى ما ابتدأ منه فهي شوط، فإذا فعل ذلك سبع مرات فقد أتم طوافه، والمشروع أن يستلم الحجر الأسود ويقبله في ابتداء كل شوط ويقول: الله أكبر ، فإن لم يتيسر له ذلك فإذا حاذه استقبله، وأشار إليه، وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا طاف الطواف الأول يعني القدوم خب ثلاثاً، ومشى أربعاً، وفيه عنه: طاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين" رواه البخاري (1562)، ومسلم (230).
أدعية وأذكار الطواف:
- إذا وصل إلى الكعبة قطع التلبية قبل أن يشرع في الطواف إن كان متمتعاً أو معتمراً.
- ثم يقصد الحجر الأسود ويستقبله، ثم يستلمه بيمينه، ويقبله إن تيسر ذلك، ولا يؤذ الناس بالمزاحمة، ويقول عند استلامه: "بسم الله والله أكبر"، فإن شق استلامه أشار إليه وقال: "الله أكبر"، ولا يقبِّل ما يشير به.
- روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا استلم الحجر قال : اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، واتباعاً لسنة نبيك ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويستلمه " 3
- إذا حاذى الركن اليماني استلمه بيمينه، وقال: "بسم الله والله أكبر" ولا يقبله، عن ابن عمر قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة " 4 فإن شق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه، ولا يشير إليه، ولا يكبر عند محاذاته؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
- يقول بين الركنين وهما الحجر الأسود والركن اليماني: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} صحيح أبي داود ( 1892 ).
- يجتهد في طوافه بالدعاء والذكر والمناجاة وقراءة القرآن والاستغفار، ولا ينشغل بحديث مع أحد أو التفات هنا وهناك. وليس هناك دعاء محدد لكل شوط، بل يدعو العبد بما أراد من خيري الدنيا والآخرة،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "دعاء الطواف، والصلاة بعده، وشرب زمزم:
ويستحب له في الطواف أن يذكر الله تعالى، ويدعوه بما شرع، وإن قرأ القرآن سراً فلا بأس، وليس فيه ذكر محدود عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية، وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختم طوافه بين الركنين بقوله: {ربنا ءاتِنَا في الدُّنيَا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(سورة البقرة:201)، كما كان يختم سائر دعائه بذلك.
والطواف بالبيت كالصلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام فلا يتكلم فيه إلا بخير، ويؤمر الطائف أن يكون متطهراً الطهارتين الصغرى والكبرى، مستور العورة، مجتنب النجاسة التي يجتنبها المصلى، فإذا قضى الطواف صلى ركعتين للطواف، وإن صلاهما عند مقام إبراهيم فهو أحسن، ويستحب أن يقرأ فيهما بسورتي الإخلاص، والكافرون، ولو صلى المصلي في المسجد والناس يطوفون أمامه؛ لم يكره سواء مرَّ أمامه رجل أو امرأة، وهذا من خصائص البيت، ثم إذا صلاهما استحب له أن يستلم الحجر، وأن يشرب من ماء زمزم، ويتضلع منه، ويدعو عند شربه بما شاء من الأدعية الشرعية، ولا يستحب الاغتسال منها، ومن حمل شيئاً من ماء زمزم جاز، فقد كان السلف يحملونه" 5 .
قال الإمام النووي: "فصل في أذكار الطواف: يستحب أن يقول عند استلام الحجر الأسود أولاً، وعند ابتداء الطواف أيضاً: بسم الله، والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، ويستحب أن يكرر هذا الذكر عند محاذاة الحجر الأسود في كل طوفة، ويقول في رمله في الأشواط الثلاثة "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً"، ويقول في الأربعة الباقية: "اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"، قال الشافعي رحمه الله: أحب ما يقال في الطواف: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة إلى آخره، قال: وأحب أن يقال في كله، ويستحب أن يدعو فيما بين طوافه بما أحب من دين ودنيا، ولو دعا واحد وأمَّن جماعة فحسن.
وحُكي عن الحسن رحمه الله أن الدعاء يستجاب هنالك في خمسة عشر موضعاً: في الطواف، وعند الملتزم، وتحت الميزاب، وفي البيت، وعند زمزم، وعلى الصفا والمروة، وفي المسعى، وخلف المقام، وفي عرفات، وفي المزدلفة، وفي منى، وعند الجمرات الثلاث، فمحروم من لا يجتهد في الدعاء فيها.
ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه أنه يستحب قراءة القرآن في الطواف؛ لأنه موضع ذكر، وأفضل الذكر قراءة القرآن، ويستحب إذا فرغ من الطواف ومن صلاة ركعتي الطواف أن يدعو بما أحب، ومن الدعاء المنقول فيه: "اللهم أنا عبدك، وابن عبدك، أتيتك بذنوب كثيرة، وأعمال سيئة، وهذا مقام العائذ بك من النار، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم" 6 .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن أدعية الطواف "وهل للطواف والسعي في الحج أدعية محددة كما في كتاب يقرؤه الحجاج والمعتمرون، أم أن الدعاء بما ورد وصحَّ من آيات وأحاديث بدون تحديد أولى؟ أفتوني مأجورين، وجزيتم خيراً.
فأجاب رحمه الله بقوله: يشرع في الدعاء والذكر والطواف والسعي بما يسر الله من الأذكار الشرعية، والدعوات الطيبة التي لا محذور فيها، وليس في ذلك شيء محدود، إلا أنه يستحب ختم كل شوط من أشواط الطواف السبعة بالدعاء المعروف: {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، بين الركنين: اليماني والأسود؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما يشرع التكبير عند استلام الحجر الأسود وتقبيله، وعند الإشارة إليه إذا لم يتيسر استلامه، وهكذا يشرع عند استلام الركن اليماني أن يقول الطائف: ((بسم الله، والله أكبر))، ويشرع على الصفا والمروة جميع الأذكار والدعاء الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع رفع اليدين، واستقبال الكعبة، وقراءة قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} عند البدء في السعي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: ((إن الصفا والمروة من شعائر الله" نبدأ بما بدأ الله به))، والله ولي التوفيق" 7 .
وقال رحمه الله فيمن يحدد دعاءً معيناً: "وأما ما أحدثه بعض الناس من تخصيص كل شوط من الطواف، أو السعي؛ بأذكار مخصوصة، أو أدعية مخصوصة؛ فلا أصل له، بل مهما تيسر من الذكر والدعاء كفى، فإذا حاذى الركن اليماني استلمه بيمينه، وقال: "بسم الله، والله أكبر" ولا يقبله، فإن شق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه، ولا يشير إليه ولا يكبر عند محاذاته؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم" 8 .
وعلى هذا فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصَّص دعاءً، أو ذكراً معيناً في الطواف أو السعي، وللحاج أن يتخير من الدعاء ما أراد، وأن يكثر من التضرع بين يدي الله عز وجل، وأن يستغل الأوقات ولا يضيعها فيما لا فائدة منه.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 11:18 AM
|
#23
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
الدعاء عند شرب زمزم
"ماء زمزم سيد المياه وأشرفها، وأجلّها قدراً, وأحبّها إلى النفوس, وأغلاها ثمناً, وأنفسها عند الناس, وهو هزمة جبريل[1], وسقيا نبي الله إسماعيل عليه السلام"[2].
والقاصد لبيت الله الحرام يجعل نصب عينيه التروِّي من تلك العين التي لم تنقطع منذ أجراها الله عز وجل لهاجر أم إسماعيل عليهما السلام، لتتبو أ بعد ذلك أسمى وسام بكونها أشرف ماء على وجه الأرض كما وصفها صلى الله عليه وسلم في قوله: ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم...))[3]، ووسام آخر نالته عندما قال عنها صلى الله عليه وسلم: ((إنها مباركة، إنها طعام طعم)) رواه مسلم برقم (4520)، وزاد الطيالسي ((وشفاء سقم))[4].
ومن أجل هذا كان عليه الصلاة والسلام يحب كثيراً أن يشرب من تلك العين التي لا تنضب، والرواء الذي به شاربه يرغب؛ بل ها هو يبعث صلى الله عليه وسلم إلى واليه بمكة عتَّاب بن أسيد يأمره أن يوقر البعير بماء زمزم، ويبعثه إليه بالمدينة"[5]، ونقل جمع من الصحابة رضوان الله عليهم عنه شربه منها في وقائع معينة شاهدوها بأم أعينهم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب" رواه البخاري برقم (1556)، ومسلم برقم (2027).
وعند جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال: ((انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم))، فناولوه دلواً فشرب منه..." رواه مسلم برقم (3009)، ومن هنا استحب الفقهاء للحاجّ والمعتمر أن يتضلع من ماء زمزم (أي: يكثر الشرب منه حتى يمتلئ، ويرتوي منه حتى يشبع ريّاً)؛ يقول العلامة التبريزي رحمه الله: "وفيه دليل على استجاب الشرب للناسك من ماء زمزم، والإكثار منه"[6]، ويؤكد ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني هذا بقوله: "ويستحب أن يأتي زمزم (أي: الحاج) فيشرب من مائه لما أحب، ويتضلع منه"[7]، ونص على ذلك أيضاً الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى بقوله: "يستحب للحاج والمعتمر وغيرهما أن يشرب من ماء زمزم إذا تيسر له ذلك"[8].
من مظان الإجابة:
واستحب أهل العلم أيضاً الدعاء عند شرب ماء زمزم كما يقول ابن عثيمين رحمه الله: "وأما الدعاء عند شربه فقد استحب كثير من العلماء أن يدعو الله سبحانه وتعالى عند شربه"[9]، بل وعدُّوه من مظان الإجابة استناداً إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ماء زمزم لما شرب له))[10] قال صاحب شرح سنن ابن ماجه: "لما شرب له من مهمات الدنيا والآخرة"[11]، ويا له من خبر دل على صدقه، ويقين علمه؛ أجيال أمته من بعده، فها هي تتحدث عن بركته، وصدق منفعته لمن تضلع وشرب من معينه. يقول ابن القيم رحمه الله معلقاً: "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعاً، ويطوف مع الناس، كأحدهم أخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوماً وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مراراً"[12].
ويؤكد هذا الإمام المنَّاوي رحمه الله بقوله: "إن التجربة دلَّت على صحته، فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله؛ لأن أصله من الرحمة، بدأ غياثاً؛ فدام غياثاً"[13]، "وكذلك يكون إلى يوم القيامة لمن صحَّت نيته، وسلمت طويته, ولم يكن به مكذباً, أو شربه مُجَرِّباً, فإن الله مع المتوكلين"[14].
ومع هذا فـ"لم يثبت عن رسول صلى الله عليه وسلم عند شربه دعاء مخصوص"[15] يقول ابن عثيمين رحمه الله معلقاً على قول ابن قدامة في المستقنع: "ويدعو بما ورد"، ثم ساق دعاء ذكره صاحب الروض قال: "فيقول: بسم الله، اللهم اجعله لنا علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، ورياً، وشبعاً، وشفاء من كل داء، واغسل به قلبي، واملأه من خشيتك» قال: هذا يحتاج إلى إثبات"[16].
وكل ما ثبت من الدعاء المخصوص عند شرب زمزم هو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء"[17] يقول الإمام الفاسي المالكي: "ولا يقتصر على هذا الدعاء، بل يدعو بما أحبه من أمر الآخرة في الدعاء، ويتجنب الدعاء بما فيه مأثمة"[18]، وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ويدعو عند شربه (أي: ماء زمزم) بما شاء من الأدعية الشرعية"[19].
لأجلها تضلَّعوا من زمزم:
وقد جرَّبه العلماء والصالحون رحمهم الله تعالى فشربوا وتضلعوا لأجل مقاصد جليلة، وحوائج جزيلة؛ أخروية ودنيوية فنالوها[20]من ذلك:
أنه كان بعض السلف الصالح يرجون بشرب زمزم جمع شتات العلم، ولـمَّ متفرقه: قال الإمام السيوطي رحمه الله: "حُكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر رحمه الله أنه قال: "شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ" قال: فبلغها، وزاد عليها"[21]، وقال ابن عساكر رحمه الله: "سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره أن الخطيب البغدادي ذكر أنه لما حجَّ شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات:
فالحاجة الأولى: أن يحدِّث بتاريخ بغداد بها.
الثانية: أن يملي الحديث بجامع المنصور.
الثالثة: أن يدفن عند بشر الحافي, فقضى الله له ذلك"[22].
وربما شربوه لمقاصد رفيعة أخرى فأصابوها وظفروا بها فقد قال ابن حجر رحمه الله: "واشتُهر عن الشافعي الإمام أنه شرب ماء زمزم للرمي فكان يصيب من كل عشرة تسعة، وشربه أبو عبد الله الحاكم رحمه الله لحسن التصنيف وغيره فكان أحسن أهل عصره تصنيفاً"[23]، وقال الحافظ السَّخاويُّ في ترجمة ابن الجزري: "كان أبوه تاجراً، ومكث أربعين سنة لم يرزق وَلَداً، فحجَّ وشرب ماء زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً فوُلِدَ له محمد الجزري بعد صلاة التراويح"[24]، وابن الجزري هو من هو في الحفظ والعلم وبالأخص في علم القراءات.
وهمَّة أخرى لأجلها تضلعوا:
فقد دخل ابن المبارك رحمه الله زمزم فقال: "اللهم إن ابن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ماء زمزم لما شُرب له))، اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة"[25]، وقال ابن عيينة: "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة"[26].
مقدار شربه:
سُئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هل يشترط لتحقيق الشرب كمية معينة؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "ظاهر الحديث أنه لا يشترط لذلك كمية معينة، لكن أهل العلم قالوا: إنه ينبغي للإنسان أن يشرب من ماء زمزم، ويتضلع منه (أي: يملأ بطنه منه)، ولا شك أن ماء زمزم ماء مبارك، وأنه ((طعام طعم، وشفاء سقم)) بإذن الله عز وجل"[27].
وقت الدعاء:
ذكر الرملي أنه ينبغي لمن أراد أن يشرب من ماء زمزم أن يقول: "اللهم إنه بلغني عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ماء زمزم لما شرب له))، اللهم إني أشربه لكذا، ويذكر ما يريد دين ودنيا"[28]، ويُفهم من كلامه هذا أن الدعاء يكون قبل أن يرتشف العبد من ماء زمزم، ولكن الذي يظهر من مجموع وقائع السلف عند شربهم لماء زمزم أنهم كانوا يدعون قبل وبعد تضلعهم منه دون تفريق، مما يعنى أن الأمر والله تعالى أعلم فيه سعة، فلا بأس أن يدعو المرء قبل الشرب أو بعده.
فيا عبد الله:
ما أجمل وأروع وأنت تتضلع من ماء زمزم أن تستحضر نية صالحة، وترفع دعوة خالصة، وتستجمع آداب الدعاء، وتلزم أسباب إجابته، ثم تدعو ربك بقلب حاضر، وقصد خالص، عساك أن تُسدَّد وتوفَّق لخيري الدنيا والآخرة.
أيها المبارك:
إنها فرصتك؛ لتدعو ربك بما يختلج في صدرك، ويعتلج في داخلك، وكلنا ذاك الفقير المحتاج إلى عون ربه، وتسديده وتوفيقه. يقول العلامة ابن باز رحمه الله: "ويستحب للحاج الشرب من ماء زمزم، والتضلع منه، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع، فماء زمزم لما شُرب له كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم"[29
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 11:18 AM
|
#24
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
الدعاء في مزدلفة
الإحرام بالنسك هو رحلة تعبدية معمورة بالذكر، مغمورة بالدعاء من حين أن يضع الحاج رجله في الغرز مسافراً، وحتى موعد إيابه بدخوله قريته التي سافر منها.
والواقع أن مشاهد الابتهال والضراعة متكررة يعيشها الحاج في مواقف عديدة: عند الصفا والمروة، ويوم عرفة، وبعد رمي الجمرتين الصغرى والوسطى، وحين شرب ماء زمزم، وهذا يؤكد متانة الصلة بين الدعاء وبين سائر العبادات بما في ذلك الحج، فلا تكاد عبادة تخلو من دعاء وذكر. وتأمل ما كتبته أنامل العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله مؤكداً أثر هذا الملمح يقول: "إنّ وَضْع كلمة ((الدين)) في قوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (سورة غافر:14)، موضع كلمة العبادة (وهو في القرآن كثير جداً) يدل على أن الدعاء هو لبُّ الدين، وروح العبادة"[1].
ولعلك تلمس هذا الارتباط أيضاً في قول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة))، يقول الإمام الشوكاني موضحاً مراد الحديث: "أي: أن الدعاء هو أعلى أنواع العبادة، وأرفعها، وأشرفها"[2].
وهنا نود الإشارة إلى موطن من مواطن الدعاء في الحج ينبغي للعبد أن يقف فيه بقلبه قبل أن تمسه جارحة رجله، وأن يعيش فيه موقف الانكسار والافتقار بين يدي العظيم جل جلاله؛ يسأله من فضله، ويرجوه من خيره، وهذا الموطن هو "مشعر مزدلفة" (المشعر الحرام) كما قال ابن عمر رضي الله عنه: "المشعر الحرام المزدلفة كلها"[3].
فبعد أن يقضي الحجاج لحظات الإنابة والإخبات بقلوب مرتاعة، ودموع رقراقة على صعيد عرفات؛ إذا بهم يفيضون إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة، فيبيتون ليلتهم فيها، حتى إذا صلوا الفجر وقفوا عند المشعر الحرام إلى أن يسفر الصبح جداً؛ يدعون ربهم بأكباد محترقة، ودموع مستبقة، كم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه.
يقفون بالمشعر الحرام مستشعرين هيبة المشعر، وجلالة الموقف، معلنين افتقارهم، قد رفعوا أكفَّ الضراعة إلى بارئهم امتثالاً لأمره يوم أن قال: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (سورة البقرة:198)؛ قال شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "يعني بذلك جل ثناؤه: فإذا أفضتم فكررتم راجعين من عرفة إلى حيث بدأتم الشخوص إليها منه، {فَاذْكُرُواْ اللّهَ} يعني بذلك: الصلاة، والدعاء عند المشعر الحرام"[4].
ويشير الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" إلى هذا المعنى بقوله: "{فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِِ أي: اذكروه بالدعاء، والتلبية عند المشعر الحرام"، ثم قال: "وسمي المشعر مشعراً من الشعار وهو العلامة؛ لأنه معلم للحج والصلاة، والمبيت به، والدعاء عنده من شعائر الحج"[5].
يحتذون في ذلك بصفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبت عنه أن وقف في المشعر، ودعا ربه عنده. يقول جابر بن عبد الله واصفاً حجته عليه الصلاة والسلام: "ثم ركب القصواء، حتى إذا أتى المشعر الحرام؛ فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً" رواه مسلم برقم (3009).
يقول العلامة ابن باز رحمه الله: "ويسن رفع اليدين مع الدعاء في مزدلفة مستقبلاً القبلة كما فعل في عرفة"[6].
وقد يغفل كثير من الحجاج عن الدعاء في هذا الموطن، فتجدهم بمجرد أن يصلُّوا الفجر يشرعون في النفر من مزدلفة، وهذا فيه تفويت لهذه الفرصة العظيمة لمناجاة المولى سبحانه وتعالى ودعائه، وفيه أيضاً تقصير في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ويحسن الإشارة إلى مسألتين متعلقتين بالدعاء في مزدلفة:
الأولى: أشار إليها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه "الشرح الممتع"، وهي: "إذا انصرف الحاج من مزدلفة قبل الفجر فهل يشرع له أن يدعو عند المشعر الحرام؟ فأجاب رحمه الله: أن نعم، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يرسل أهله فيذكرون الله عند المشعر الحرام، ثم يأمرهم بالانصراف قبل الفجر"[7].
والثانية: اعتبار محل الوقوف للدعاء في مزدلفة يقول العلامة ابن بار رحمه الله: "وحيثما وقفوا (أي: الحجاج) من مزدلفة أجزأهم ذلك، ولا يجب عليهم القرب من المشعر ولا صعوده لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((وقفت هاهنا (يعني: على المشعر)، وجمع كلها موقف)) رواه مسلم برقم (3009)، وجمع: هي مزدلفة"[8]، ولما سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يلزم أن يكون الدعاء عند المشعر الحرام؟ قال رحمه الله: "الذي يظهر من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وقفت هاهنا، وجمع كلها موقف)) أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلف ويتحمل مشقة من أجل الوصول إلى المشعر، بل يقف في مكانه الذي هو فيه، وإذا صلى الفجر فيدعو الله عز وجل إلى أن يسفر جداً، ثم يدفع إلى منى"[9].
فيا أيها المبارك: انثر العبرات، واسكب الدمعات في هذه العرصات، عساك أن تُرحم مع المرحومين، وتُكتب من التائبين، وتزجُّ في المقبولين، وليكن لسان حالك:
أمولاي إني عبد ضعيــف أتيـتك أرغب فيما لديك أتيتك أشكو مصاب الذنوب وهل يُشتكى الضر إلا إليك فمنَّ بعفوك يا سيـــدي فليـس اعتمادي إلا عليك أيها الموفق:
الله الله بالدعاء فإنك في موطن إجابة، ومحل ضراعة، وموقف التجاء، وقد اجتمع لك شرف المكان، وفضيلة الزمان، فأظهر الفقر والفاقة، وألح على ربك جهدك والطاقة، وتيقن أن الدعاء سلاحك أيها المؤمن فخذ بمجامعه تغنم أعظم الغنم قال الحسن بن عمران بن عيينة: أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: "قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة، أقول في كل سنة: "اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة"[10].
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 11:19 AM
|
#25
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
التلبية والتكبير
إن الله تعالى شرع الحج لأمور عظيمة، ومن أجل هذه الأمور هو ما نسمعه من تكبير وتلبية، وتعظيم لله عز وجل في تلك المشاعر المقدسة، التي لا يدعى فيها إلا الله، ولا ينادى فيها إلا الله، ولا يرجى إلا الله، تعود الخلائق إلى بارئها، وتلهج الألسنة بذكر خالقها ومبدئها، فيبين ذلك الله جل في علاه في كتابه، وأن ذكره وشكره من أبرز وظائف الحاج، يقول سبحانه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (سورة الحـج:27-28)، وذكر الله تعالى يعيشه الحجيج في مواطن الحج المختلفة، فيبدأ إحرامه بالذكر، ويطوف ذاكراً، ويسعى ذاكراً، ويقف في عرفة ذاكراً، ويرمي ذاكراً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما جعل الطواف بالكعبة، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله عز وجل))[1]، وللتلبية والتكبير في الحج شأن آخر فهما الرفيق الملازم للحاج، وينال الحاج بهما فضلاً كبيراً، وأولَ أعمال الحج تبدأُ بإعلان التوحيد الذي يشملُه الإهلالُ بالتلبية، فمن أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية. جاء في التكبير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أهل مهل قط إلا بُشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر))، قيل: يا رسول الله بالجنة؟ قال: ((نعم))[2]، وفي التلبية عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر، أو شجر، أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا))[3].
قال المطلب بن عبد الله : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم.
وقال أيوب: رأيت سعيد بن جبير يوقظ ناساً من أهل اليمن في المسجد ويقول : قوموا لبوا ، فإن زينة الحج التلبية.
ولفظ التلبية هو: ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبياً يقول: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)) لا يزيد على هؤلاء الكلمات"، وزاد مسلم: "وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهل بإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكلمات، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل" رواه البخاري (5460)، ومسلم (2031).
وعند ابن ماجه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تلبيته: ((لبيك إله الحق لبيك))[4].
ولفظ ابن عمر رضي الله عنهما كما في الصحيحين عند ذكر صيغة التلبية قال: "يهل" ومعناه كما قال الإمام النووي رحمه الله: "قال العلماء: الإهلال رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في الإحرام، وأصل الإهلال في اللغة رفع الصوت، ومنه استهل المولود، أي صاح، ومنه قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ} (سورة البقرة:173) أي رفع الصوت عند ذبحه بغير ذكر الله تعالى، وسمي الهلال هلالاً لرفعهم الصوت عند رؤيته"[5]، فمن هذا نعلم استحباب رفع الصوت بالتلبية، وهذا معنى الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((العج والثج))[6]، و"العج بالعين المهملة رفع الصوت بالتلبية"[7]، وهذا خاص بالرجال، وأما النساء فلا يرفعن أصواتهن بالتلبية خشية الفتنة، قال ابن عبد البر رحمه الله: "وأجمع أهل العلم أن السنة في المرأة أن لا ترفع صوتها، وإنما عليها أن تسمع نفسها، فخرجت من جملة ظاهر الحديث، وخصت بذلك، وبقي الحديث في الرجال"[8].
ومواطن التكبير والتلبية هي كالتالي:
1- تستحب التلبية حينما يركب المحرم دابته (أو ما ينقله) من عند الميقات، فيلبي بنسكه، فيقول القارن: لبيك عمرة وحجة، ويقول المفرد بالحج: لبيك حجًّا، ويقول المتمتع والمعتمر: لبيك عمرة؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أَهل بهما جميعًا، لبيك عمرة وحجاً، لبيك عمرة وحجاً" رواه البخاري (1467)، ومسلم بلفظه (2194)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "قدمنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ونحن نقول لبيك اللهم لبيك بالحج" رواه البخاري (1468)، ويمسك عن التلبية إذا دخل حدود الحرم، فعن نافع قال: "كان ابن عمر: إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى، ثم يصلي به الصبح ويغتسل، ويحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك" رواه البخاري (1470)، والمتمتِّع يعود للتلبية إذا أحرم بالحج، وكذلك المفرِد والقارن حين التوجُّه للمشاعر وفيها.
2- التكبير عند الحجر الأسود في بداية الطواف في أول كل شوط يستحب أن يقول: الله أكبر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر" رواه البخاري (1525)، وقد زاد ابن عمر رضي الله عنهما مع التكبير البسملة فعن نافع: "أن ابن عمر كان إذا استلم الركن، قال: بسم الله والله أكبر"[9].
3- التكبير إذا رقى على الصفا عند السعي بين الصفا والمروة فإنه يستقبل الكعبة، ويكبر ثلاثاً، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا"[10]، وفي حديث جابر رضي الله عنهما: "حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبره..." رواه مسلم (2137).
4- التلبية والتكبير عند الذهاب من منى إلى عرفة، فعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك -وهما غاديان من منى إلى عرفة-: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254).
5- التلبية والتكبير حين الخروج من عرفة إلى مزدلفة، والخروج من مزدلفة إلى منى غداة النحر، حين يرمي الجمرة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال فكلاهما قالا: "لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1574).
6- التكبير عند المشعر الحرام (المزدلفة)، حتى يسفر الصباح، قال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (سورة البقرة:198)، ويدخل في الذكر التهليل والتكبير والتلبية، يقول جابر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبره، وهلله ووحده، ولم يزل واقفاً، حتى أسفر جداً" رواه مسلم (2137)، عن عكرمة قال: أفضت مع الحسين بن علي رضي الله عنهما من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبى حتى رمى جمرة العقبة، فسألته، فقال: أفضت مع أبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فسألته، فقال: أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة"[11].
7- التكبير عند رمي الجمرات، فعن جابر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الجمرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف" رواه مسلم (2137)، عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة،...، فيقول: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله" رواه البخاري (1633).
8- ويذكر الله في أيَّام التشريق في مكانه الذي هو حالٌّ فيه، ومن الذكر التكبير؛ لقوله - تعالى -: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (سورة البقرة:203)، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله: (باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة)،
ثم علق أثراًَ بصورة الجزم فقال: "وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق، حتى ترج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً" صحيح البخاري (1/329).
9- يشرع التكبير للحاج وغير الحاج من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}، وصفته: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد". روى ذلك ابن أبي شيبة عن ابن مسعود، وصححه الألباني، وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «هو المنقول عن أكثر الصحابة».
ويجهر الرجال به في المساجد والأسواق، والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادته وشكره.
ويشرع التكبير المطلق من أول أيام ذي الحجة ، والمقيد أدبار الصلوات من فجر عرفة . فيجتمع التكبير المطلق والمقيد في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام هي: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 11:19 AM
|
#26
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
كل عام وانت بالف خير ،،،
ونحن على اعتاب حج هذا العام
1434 هـ ،،،
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2013, 02:13 PM
|
#27
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
جزك الله خير
علا ابدعك جميل
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-04-2013, 02:36 PM
|
#28
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
الله يجزإك كل الخير واثابك الجنه
والشرب من حوض النبي المصطفى
و كل عآم وانت إلى الله اقرب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-05-2013, 10:30 PM
|
#29
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
جزك الله كل خير
يسلامو علا ابدعك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-23-2013, 11:05 PM
|
#30
|
رد: الحج خطوة خطوة ....حج عام 1433هـ
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:12 AM
| | | | | | | | | |