02-02-2016, 09:41 PM
|
|
|
|
خشوعٌ حتى النخاع
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال: «اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي»(مسلم في صحيحه، برقم:[ 771]، والترمذي، السنن، برقم:[ 3421]).
آهٍ، ما أبعدنا عن الخشوع.. سبحانه الله العظيم.. تأمّل هذا الحديث، بله الدعاء، الذي سنَّه لنا الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم في ركعاتنا.. ليس هو خشوع الجوارح الظواهر فقط، بل هو خشوع القلب النابض، والدماغ بتلافيف مُخِّه، والعظم الصلد والعصب.. إنه خشوع الباطن الذي يؤثر في سلوك الخاشع بعد مفارقة الصلاة.. فينتهي بها عن الفحشاء والمنكر..
ولقد كنت - زمانًا- أتجوَّز في تدبر خشوع السمع والبصر لربطهما بجارحتي العين والبصر الظاهرتين، وأتجوَّز في تدبر خشوع العظم والعصب لتعلقهما بحركات الأطراف والجسد الظاهر.. ولكن يقفّ شعري عند تأمل خشوع المخ!!
قال ابن رسلان: "المراد به هنا الدماغ، وأصله الودك الذي في العظم وخالص كل شيء مخه"، وقال عبد الكريم القزويني(المتوفى: 623هـ): "يمكن أن يراد به خشعتُ لك بجملتي أجزائي كالعظام والشعر، وصفاتي كالسمع والبصر، وبأصول أعضائي كالعظم والعصب، وبزوائدها كالشعر، وبالبادي مني وهو البشرة وبالباطن كالمخ والعظم"[شرحُ مُسْنَد الشَّافِعيِّ: 1/ 336].
وخشوع كل شيء سكونه أو خضوعه..
فخشوع السمع خضوعه لنداءات الحق ودعوات الخير، وعلى رأسها ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة، ومن خشوعه انكفافه عن سماع ما لا يُرضي الله تعالى مما فيه تعدي حدود الله المتعلقة بحقوق الخالق أو المخلوق، وخشوع البصر على دلائل الحق وشواهد الخير وأعمال الصلاح، من أشياء وأشخاص دل عليها الكتاب الكريم والهدي النبوي، ومن خشوعه انكفافه عن النظر إلى ما لا يُرضي الله تعالى مما فيه تعدي حدود الله المتعلقة بحقوق الخالق أو المخلوق..
وعلى نحوه خشوع العظم والعصب وما يتبعهما من حركات الجوارح.. فلا تتحرك إلا بدليل ولا تسكن إلا عند حدوده، وكما قال عثمان رضي الله عنه: "إن استطعت ألا تحكَّ رأسك إلا بأثرٍ فافعل" وفي اتِّباع الأثر خضوع وخشوع لله، لأن فيه أمره ونهية..
أما خشوع المخ، وما أدراك ما خشوع المخ، فهو أن يخشع مخُك فلا يفكر إلا في الله وآلائه، ما جُعِل له العقل في حدود العقول البشرية، فلا يتجاوزها إلى عوالم الغيب مما فيه تعدٍّ على خصائص الله تعالى، علَّام الغيوب فلا يظهر منها: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}[الجن: 26-27].
أو فيه تعَدٍّ على خصائص الله في علم ما في صدور الناس ومكنونات ضمائرهم، وفيه ظلم للعباد، فيُقصِّدهم ما لم يقصدوا من شر، ويحرف قصدهم عما أرادوا من خير وإحسان..
ومن خشوعه لله أن يستسلم أمام دلائل الحق، وأوامره فلا يتحذلق بخنائن مُخِّه على نور الوحي الشريف الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
ومن خشوع المخ سكونه أمام أوامر الشرع ونواهيه، فلا يتفلسفها ليزحلقها تحت مطارق ضغط الواقع، أو دعوات الهوى أو نزغات الشيطان..
إنه ليس التخشع، وإنما الخشوع حتى النخاع...
هذا الخشوع، وليس خشوع الدمع والشهيق، فاللهم اللهم اجعلنا ممن خشع لك سمعه وبصره ومخه وعظمه وعصبه.. وظاهره وباطنه... في خلوته وجلوته.. آمين
|
oa,uR pjn hgkohu hg,]hu pjn [Q,Xv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-02-2016, 10:02 PM
|
#2
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-02-2016, 10:05 PM
|
#3
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-02-2016, 10:30 PM
|
#4
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 01:16 AM
|
#5
|
آغلب تفآصيلي زحآم
رد: خشوعٌ حتى النخاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 04:26 AM
|
#6
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
جزااك الله خير
وجعلها من موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 10:25 AM
|
#7
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 11:01 AM
|
#8
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
اثابك الله ع ذا الجلب النافع
فميزان حسناتك بأذن الله
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 11:49 AM
|
#9
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-03-2016, 02:26 PM
|
#10
|
رد: خشوعٌ حتى النخاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
شيلة جرح الوداع
|
شموخ وايليه |
روائع الشيلات▪● |
17 |
02-07-2015 12:45 AM |
فلاش الوداع
|
شموخ وايليه |
الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● |
23 |
12-17-2014 10:03 AM |
لا تُشْهِدْنِي على جَوْر
|
مي |
هدي نبينا المصطفى ▪● |
12 |
08-27-2014 01:06 PM |
نهار الوداع
|
حنان |
الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● |
21 |
03-28-2014 02:42 AM |
الساعة الآن 05:38 PM
| | | | | | | | | |