لقَد
حازَني وَجْدٌ بمَنْ حازَهُ بُعْدُ
فيَا لَيْتَني بُعدٌ ويا لَيتَهُ وَجْدُ
أُسَرّ بتَجديدِ الهَوَى ذِكْرَ ما مضَى
وإنْ كانَ لا يَبقَى له الحجرُ الصّلدُ
سُهادٌ أتانا منكِ في العَينِ عِنْدَنَا
رُقادٌ وقُلاّمٌ رَعَى سَرْبُكمْ وَرْدُ
مُمَثَّلَةٌ حتى كأنْ لمْ تُفارِقي
وحتى كأنّ اليأسَ من وَصْلكِ الوَعدُ
وحتى تَكادي تَمْسَحينَ مَدامعي
ويَعْبَقُ في ثَوْبيَّ من رِيحِكِ النَّدُّ
إذا غَدَرَتْ حَسناءُ وفّتْ بعَهدها
فمِنْ عَهدِها أن لا يَدومَ لها عَهدُ
وإنْ عَشِقَتْ كانتْ أشَدّ صَبابَةً
وإن فَرِكتْ فاذهبْ فما فِركها قَصدُ
وإنْ حقَدَتْ لم يَبقَ في قَلبِها رِضًى
وإنْ رَضِيَتْ لم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ
كذلِكَ أخلاقُ النّساءِ ورُبّمَا
يَضِلُّ بها الهادي ويخفى بها الرّشدُ
ولكنّ حُبّاً خامَرَ القَلْبَ في الصِّبَا
يَزيدُ على مَرّ الزّمانِ ويَشْتَدُّ