06-05-2017, 04:43 AM
|
|
|
|
|
البابور وطاسة الرعب والجاروشة
تراثنا الفلسطيني غنيّ بأدوات كثيرة كانت تستخدم في الماضي لتسيير أمور الحياة البيتية واليومية، إلا أن التقدم التكنولوجي تسبب في اختفاءها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت تراثيات منسية تجهلها الأجيال الجديدة.
سنعيد لقرّاء "الرأي" ذاكرة الزمن الجميل وننبش في تفاصيل الحياة القديمة لنجوب الأحياء والشوارع بحثا عن تراثيات، لنربط الجيل الماضي بالحاضر ونعرفهم بهذا التراث القيم.
بابور الكاز
"أم محمد عاشور" التي تجاوزت الستين عاماً تحدثنا عن بابور الكاز والذي إلى اليوم لا تنسي صوته في مطابخ جميع منازل الحارة، ليعلن للجميع أن هناك طعامًا ما سينضج، فقد كان يتوسط البيت تعلوه أواني الألمنيوم.
وأضافت: "منذ بداية حياتنا ونحن نستخدم "بابور الكاز"، ورغم بساطته، إلا أنه كان أحد أركان المنزل، فإذا لم يعمل يوماً ما أو لم نسمع صوت ناره، فمن المؤكد أن شيئاً ما ينقصنا وفي بعض الأحيان كانت تتجمع العائلة على ناره في الشتاء، لتبدأ برواية القصص وتبادل الأحاديث، والآن أضعه في صالون بيتي للذكرى".
وتذكر أنهم كانوا يتدافعون لحجز مكان للتدفئة بقربه، والذي يتم وضع علبة فارغة فوق رأسه، وقد تم نقرها من الأعلى عدة نقرات لتوزيع الدفء في أرجاء المكان، إلى أن يصبح لون النار أزرق وتنبعث رائحة كاز لنفاذه، لتبدأ رحلة ملأه بالكاز بواسطة محقان ليعود للاشتعال مجدداً، وينتشر الشحبار في كل مكان.
ومن بين التراثيات أيضاً مصباح الكاز، ليقول الحاج خالد الزهران البالغ من العمر76عام: "ضوء الكاز يعتبر من أساسيات البيت، وكان الناس يتفاخرون فيما بينهم من حيث قياس المصباح سواء هو نمرة 2 أو نمرة 3، وكان يُنصب للضوء قاعدة خشبية على أحد جدران البيت ليثبت عليه وتزينه بعض ربات البيوت بالأقمشة المطرزة".
ولا ننسي الجاروشة أو الرحى التي بتنا نراها اليوم فقط في المتاحف والمعارض، فمازالت التشققات المرسومة في يدي الحاجة فايزة جرغون والتي خلفتها يد الجاروشة، حيث كانت تعمل في هذه المهنة، لتقوم بطحن القمح والذرة والعدس وغيرها في غرفة منزلها لنفسها ولمن يرسلها لها من سكان الحارة التي تسكن بها مقابل عائد مادي.
طاسة الرعبة والغربال أما لطاسة الرعبة حكاية أخرى فهي طاسة نحاسية كُتب عليها آيات قرآنية لتدخل العناية الإلهية وتخفف الرعب والضغوط النفسية، فقد كانت تقدمها صاحبة المنزل لأولادها وجيرانها وضيوفها في حال تعرّضهم لحالة رعب.
الحاجة السبعينة أم هاني العبد تقول: "عندما كان أحد الأبناء يمرض ويطول بمرضه ولا يستجيب إلى الدواء، أو يخاف من شيء كنا نسقيه من طاسة الرعبة لتخفف عنه الألم وتبعد الأذى وتحميه من خلال الآيات التي كتبت عليها، رغم أنها جزء من التخاريف".
بينما تتذكر الحاجة سعدية أصرف الستينية في العمر أنها كانت قبل أن تقوم بطحن الحبوب تستخدم الغربال في تنقية البقول والقمح من الشوائب الصغيرة لتسهيل طحنها، مضيفةً: "كما كنا نستخدمه في عمل أكلة المفتول، نغربله ليصبح جميعه بنفس الحجم، إلا أنه حالياً بدأ المفتول الذي يصنع في البيت بالاندثار ليحل محلة الجاهز الذي لا طعم له بالنسبة للقديم وبذلك قل تواجده في المنازل". وعن أدوات الزراعة، مازال أبو حمزة معمر يحتفظ بالأدوات القديمة التي كان يستخدمها في زراعة المحاصيل في الأرض التي يمتلكها، ليقول: "حالياً لا يوجد أدنى تعب عند زراعة المحاصيل مقارنةً بالماضي، حيثُ كنا نقوم بتقليب الأرض باستخدام المحراث الخشبي القديم أما اليوم فالمحراث الآلي اختصر الوقت بشكل كبير جداً".
ولا يستغني من جهته التسعيني أبو أياد أبو موسي عن أدوات تجهيز القهوة بالرغم من أنه لا يستخدمها إلا أنه يحافظ عليها، وفي بعض الأحيان يستذكر الماضي أمام أحفاده، فيقول: "عندما اشتاق إلى الماضي أقوم بجلب أحفادي وأقص عليهم كيف كنا نقوم بعمل القهوة فأحمصها باستخدام المحماس ومن ثم طحنها بالهون انتهاءً بغليها بالبكراج".
حماية التراث
وفي نفس السياق، اعتبر مدير مشروع التنقيب في رفح أسعد عاشور أن هذه الأدوات لا تعتبر منسية، لكن التطور الحاصل في القطاع الصناعي وأدوات الكهرباء جعلها تدريجياً تختفي من منازل السكان، ليحل مكانها أنواع مختلفة من الأدوات الكهربائية وهذا أمر طبيعي فرضه التقدم التكنولوجي. وأضاف: "علينا أن نحافظ على التراث ونعرفه للأجيال، حتى وإن حلّ مكانها بعض الأدوات الجديدة من أجل أن تبقى محفورة بالذاكرة، كي لا تتعرض للاندثار والنسيان".
وبين أن التراث الفلسطيني يروى محطات مضيئة لآلام ومعاناة مرت على شعب فلسطين في الوطن والشتات، لذلك يجب الحفاظ على هوية الشعب وتاريخه وقصته من خلال حماية التراث الفلسطيني، وإقامة العروض والمتاحف المختلفة".
وتابع حديثه: "يجب تعريف الجيل بالقطع الأثرية الفلسطينية، وشرح كل قطعة بشكل كامل من حيث مكانها الأصلي وطرق استخدامها وأهميتها، وتطوراتها خلال العصور وكيف كانت هذه الأدوات تميز الفلسطينيين".
hgfhf,v ,'hsm hgvuf ,hg[hv,am hgjvhf hgtvr ,hgNehv
|
06-05-2017, 08:02 AM
|
#2
|
06-05-2017, 06:31 PM
|
#3
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
{{{ ضوء القمر }}}
كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة بحق
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بحفظ الرحمن
|
|
|
06-06-2017, 12:06 AM
|
#4
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
|
|
|
06-06-2017, 01:23 AM
|
#5
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
اختيار ذووق ووطرح انيق
ربي يعطيك العافيه لجهودك المميزه واختيارك المميز
كل الود••
|
|
|
06-06-2017, 06:33 AM
|
#6
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
رسمت لناباناملك لوحه ممزوجه
بين الابداع والروعه والتميز
فـسلمت أناملك على جـمال الاختيار ..
لروحك باقات الياسمين ,.
|
|
|
06-07-2017, 05:33 PM
|
#7
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
طرح في غاية الجمال يسعدك ربي
|
|
كايده واتعب عشان المقام الكـــايد
واترك الهين مع صفق الــهبوب يعدي
بنت واحب الطناخه والشـــموخ الزايد
والطناخه والشموخ اسلوم ابوي وجدي
|
06-07-2017, 11:43 PM
|
#8
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
_
طلآل/
ممتنه لعبقك , آنرت
|
|
|
06-07-2017, 11:43 PM
|
#9
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
_
عنيزآوي /
ممتنه لعبقك , آنرت
|
|
|
06-07-2017, 11:44 PM
|
#10
|
رد: البابور وطاسة الرعب والجاروشة
_
آسيره /
ممتنه لعبقك , آنرتِ
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:26 AM
| | | | | | | | | |