وصلتني هذه الاستشارة:
السلام عليكم.... بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع وأتمنى له دوام التوفيق. مشكلتي أنني أواجه صعوبات في
غض البصر، فأرجو من سيادتكم توجيه بعض النصائح والإرشادات من أجل غض البصر، وشكرًا لكم، والله ولي التوفيق، والسلام عليكم.
والجواب:
أولًا: جزاك الله خيرًا على حرصك ورغبتك في الترقي نحو الأفضل...
سأجيب اليوم عن مسألة غض البصر:
معالجة الأمر بطريقين:
الوصية الأولى: كن مبادرًا
تلقائي: التعامل مع النظرة وأثرها بعد أن تقع.
أو
مبادر: التغلب على ما يؤدي إليها، وهي الطريقة الأنجح والأكثر فاعلية:
مبادر.. معناها أنك لا بد أن تقضي على فراغك الذي يتسلل منه
الشيطان.. والفراغ ليس في
الوقت فحسب.. بل الفراغ العاطفي كذلك، ولا بد لك من ملء وقتك بنشاط يتسلل إلى عاطفتك ليملأ كيانك..
مثلًا: ممكن تضع هدف لك يشغل بالك.. حفظ جزء من القرآن.. تفوق في دراسة.. إنزال وزنك بمقدار معين.. هداية صاحب لك إلى الالتزام.. بحيث يشغل هذا الهدف كلًا من وقتك ومشاعرك.. وهذا أمر هام جدًا بدونه لا بد أن يسقط الإنسان فريسة للشهوة.. كما قال القائل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبًا خاليًا فتمكنا
ولاحظ قوله: قلبًا خاليًا!!
بمعنى آخر: أنت المسئول عن إغلاق الباب في وجه الشيطان وشهوتك أو فتحه، وذلك بحمل هم نبيل والتطلع لغاية أسمى... إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
الوصية الثانية: الصحبة والزمالة
إذا كانت الصحبة تدلك على
الاختلاط وزمالة الجنس الآخر فلا بد من استبدالها لا مجرد مفارقتها..
الوصية الثالثة: الخلوة مع النت والفضائيات:
لا تجلس وحدك كثيرًا، وإذا لم تكن قويًا لتتصفح الحلال فلا تقعد خاليًا، أو قلل ذلك إلى أدنى درجة..
هذه وصايا خاصة والوصية الجامعة:
الدعاء مع عدم اليأس وإن تكرَّر السقوط.
{
إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].
دمت بخير وتقوى وعصمك الله من الزلل والشيطان